قالت عائلة فادي البطش، الذي قتله مجهولون في ماليزيا، السبت الماضي، إنه سيتم نقل جثمان ابنها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، اليوم (الأربعاء).وحسب العائلة، من المتوقع أن يصل الجثمان إلى القطاع بعد الظهر بقليل، يرافقه زوجته وأبناؤه الذين كانوا يعيشون معه في ماليزيا.والبطش متزوج وله 3 أبناء.ويأتي نقل الجثمان بعد اتصالات أجرتها السفارة الفلسطينية في ماليزيا، وتسهيلات قدمتها مصر بهذا الخصوص، على الرغم من طلب إسرائيل عدم السماح بنقل الجثمان إلى غزة.كان مجهولون على دراجة نارية قد قتلوا البطش، فجر السبت الماضي، بطلقات نارية عدة ولاذوا بالفرار، من دون أن تتمكن السلطات الماليزية من اعتقالهم.ولمّح مسؤولون في البلاد بدايةً إلى أن المنفّذين ذوو ملامح أوروبية، ثم نشروا لهم صوراً تقريبية بناءً على روايات وتوصيف شهود عيان، لكن أحداً لم يتعرف عليم.والبطش هو باحث متفوق، يعيش في ماليزيا منذ نحو 10 أعوام، وقد أرسلته «حماس» من أجل تلقي العلوم.واتهمت فصائل فلسطينية وعائلته، إسرائيل باغتياله ضمن مسلسل استهداف العقول، لكن إسرائيل نفت. فيما ركزت وسائل إعلام إسرائيلية على أنه خبير طائرات مسيّرة.ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تقريراً جديداً، تضمّن مواد قالت إنها مقتطفة من بحث أعده البطش يتعلق بتطوير طائرات الاستطلاع تحت عنوان: «تحديات في دمج الطائرات غير المأهولة في الاستخدام المدني».وقالت الصحيفة إنه جرى التوقيع على البحث من قِبل فادي البطش واثنين آخرين، مؤكدة أنه «يدلل بشكل قاطع على انشغاله في تطوير وتحديث الطائرات من دون طيار». وذكرت «يديعوت» أن «الربط بين هذا البحث وبين اعتراف حركة حماس بأن البطش أحد كوادرها، يزيد من إمكانية أن يكون قد تم اغتياله على خلفية تخصصه في تطوير هكذا طائرات، على غرار المهندس التونسي محمد الزواري الذي اُغتيل سابقاً على الخلفية نفسها». وأشارت إلى أن البحث أُعد عام 2013 في إطار كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في ماليزيا، ويهتم بمحركات هذه الطائرات، وأنظمة التوجيه، ووحدات القدرة والاتصال، ووسائل الحصول على الصور. ويركز البحث على أهمية التخفيف من وزن هذه الطائرات وتطوير بطارياتها، بالإضافة إلى تطوير نظام الاتصال مع هذه الطائرات للسيطرة الكاملة عليها. وخلص إلى الأهمية الكامنة في إطالة مدة مكوث الطائرة في الجو، وعملها في شتى الأحوال الجوية.وأنهت وزارة الصحة الماليزية، تقرير تشريح جثمان البطش، وسلّمته إلى الشرطة بحضور مسؤولين من «حماس» وصلوا إلى ماليزيا لمتابعة ظروف التحقيق.ولم تعلن «حماس» عن أي نتائج، لكن وزير الداخلية الماليزي، أحمد زاهد حميدي، أعلن عن وجود صعوبات في العثور على منفذي عملية الاغتيال.وقال حميدي: «توجد وكالات أجنبية تستخدم جوازات سفر دول ذات علاقات دبلوماسية مع البلاد، ما يصعّب عملية تتبع عملائها».واتهم الوزير «دولة في منطقة الشرق الأوسط» بتنفيذ مهمات سرية في دول أخرى، دون أن يذكرها بالاسم. مضيفاً: «من بين الوكالات الأجنبية، وكالات دولة في الشرق الأوسط، لديها شبكات عالمية، وتعمل أي شيء لتدمير إمكانات الشعب الفلسطيني».
مشاركة :