الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ أن المؤتمر الدولي حول "مدينة القدس العربية: المكان والمكانة" الذي ينطلق في أبوظبي بين 26 و29 أبريل/نيسان الجاري، بمشاركة من اتحادات الكتاب العربية وعددٍ كبيرٍ من العلماء والباحثين والمتخصصين والضيوف، وكذا المهرجان الشعري المصاحب له احتفاء بالشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، يشكل دلالة ورسالة قوية على مكانة القدس لدى العرب قاطبة حكاما وقيادات ومثقفين ومبدعين وشعوبا. وأوضح أنه سوف يعالج عددا من القضايا المحورية في أمر القدس منها النشأة والتطور (رؤية تاريخية)، مدينة القدس مكانًا ومكانة دينية - قراءة مقارنة، مدينة القدس: قراءة الشخصية من خلال التراث، الصراعات الدينية والسياسية حول مدينة القدس عبر التاريخ، العهدة العمرية ومكانة القدس في التراث الإسلامي، مدينة القدس: ساحة صراع الحضارات، العرب في القدس ما قبل الاحتلال الصهيوني، التغيرات الديموغرافية التي أدخلها الاحتلال الصهيوني على القدس، مدينة القدس: قراءة في الاتفاقيات والقرارات الدولية حول المدينة المقدسة، تمثلات مدينة القدس في الثقافة العربية المعاصرة، مستقبل مدينة القدس.. مستقبل الصراع العربي-الصهيوني، والقدس في الأدب العالمي. وقال الصايغ إن هذا القدس وقضية فلسطين قضية يفترض ألا تشغلنا عنها أي قضية أخرى، لقد مررنا بزمن كان فيه اسم "داعش" يتردد في صحفنا وفي إعلامنا وفي مجالسنا ومنتدياتنا وبيوتنا أكثر بكثير مما تتردد كلمة فلسطين وقضيتها، لذا أتمنى أن يكون هذا المؤتمر فاتحة لشغل حقيقي حول القدس مكان ومكانة، لقد حضرنا مؤتمر الأزهر عن القدس وكان مؤتمرا لنصرة قضية القدس، لكن مؤتمرنا يختلف كونه يتناول موضوع القدس عبر أبحاث علمية دقيقة ورصينة، وأيضا عبر أمسيات شعرية ضمن مهرجان محمود درويش الذي أطلقنا اسمه على المهرجان لمرور عشر سنوات على ذكراه، وهو رمز فلسطيني كبير. وأضاف "آمل أن يكون مؤتمرنا هذا فاتحة لمؤتمرات أخرى حول القدس، وقد نكرس لمؤتمر كل عامين عبر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الامارات، هذه قضية حية ويجب أن تبقى حية بغض النظر عن الزمن، لكن لا يخفي على أحد أن الذي عجل بهذا المؤتمر قرار ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واختياره لتوقيت الذكرى السبعين للنكبة والتي تحل الشهر القادم، وكأن المسألة مدروسة وكأن هنالك برنامج يفرض علينا وعلينا أن نتقبله، لكن محور الخير القيادي في الوطن العربي، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، يعتبر أن القدس قضيته الأولى، وأن فلسطين قضيته المركزية، وكل ما يقال عكس ذلك فإشاعات مغرضة يروجها أعداء هذا المحور الذين أصبحوا مكشوفين أيضا بقيادة أنظمة في المنطقة على رأسها نظام قطر وما يمثله اليوم". وأكد أن المؤتمر إذ ينطلق في أبوظبي يكرس هذه الحقيقة البديهية، إننا مع القدس وإننا اليوم نحقق بعض غرس الشيخ زايد بن سلطان، والدنا وقائدنا وحكيم العرب، الذي نحتفل هذا العام بمئويته. لقد أوصى بالقدس وفلسطين، ونحن نسير على نهجه، وسياسة المحور الذي أشرت إليه تلعب دورا رئيسيا في حماية القدس والقضية الفلسطينية، فنحن لا ننفصل عن هذه القضية في هذا التوقيت أو غيره، لكن الزمن دائما يذكر وينبه، وليكن هذا زمن القدس بمعنى أننا لن نقيم مؤتمرا ثم ننفض، حيث آمل أن يتبنى المؤتمر صيغة أمانة عامة مثلا، ومقترحات مثلا لمؤتمر كل عامين وموقع إلكتروني يشكل ذاكرة، ولكتب توثق الأبحاث والنقاشات.. إلى آخره. ورأى الصايغ أن إطلاق المؤتمر في العاصمة الاماراتية أبو ظبي يحمل رمزية من نوع خاص كحدث ثقافي، كونه يأتي في سياق تشكل فيه أبوظبي حاضرة للثقافة العربية، فهذا الأسبوع ماذا يحدث، فقط هذا الأسبوع، مع أن هذا الأسبوع ليس فريدا بمعني أنه متكرر، يقام في أبوظبي حفل إعلان جائزة البوكر الجائزة العالمية للرواية العربية وما يصاحب الفعالية من ندوات، وهناك حفل توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب وهي جائزة فريدة من نوعها كونها الأغنى قيمة معنوية ومادية في الثقافة العربية، ويكفي أنها تحمل اسم الشيخ زايد، وهناك معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومؤتمر الترجمة في أبوظبي، وقبل يومين كان في دبي مؤتمر اللغة العربية، وفي الشارقة أيام الشارقة التراثية، وهناك الآن مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وأيضا مؤتمر القدس، يعني هو يأتي في هذا السياق إن الإمارات حاضرة الثقافة اليوم. فالإمارات اليوم كما هي قائدة في السياسة، وفي الاقتصاد والتنمية هي قائدة أيضا في الثقافة والمجتمع، أيضا يأتي في سياق أننا نتمسك في الإمارات، وفي أبوظبي، بقضايانا المبدئية وبثوابتنا، نحن نتغير ونتطور، نذهب إلى الذكاء الصناعي صحيح، وإلى المهارات المتقدمة. ننشئ وزارة للمهارات المتقدمة، وزارة للازدهار الاصطناعي، وزارة للعلوم المتقدمة، نسعى إلى أن يصل مسبار الأمل إلى المريخ في 2021، نسعى إلى أن تكون حكومة الإمارات من أفضل خمس حكومات في 2021، حيث نحتفل بمرور نصف قرن على قيام الاتحاد، لكن المعنوي لا ننساه، وهناك ردم مستمر للفجوة التي كان يخشي أن تحصل بين المادي والمعنوي في الإمارات، اليوم هناك اهتمام كبير بالأخلاقي والمعنوي والقيمي، وهذا يتجلى في الاهتمام الآخر الذي هو الرديف للاقتصاد، لأن الاقتصاد إذا لم يكن مثقفا، والسياسة إذا لم تكن أخلاقية ستكون هناك مشكلة. نحن في الإمارات نطوق التنمية بالثقافة، ونطوق السياسة بالأخلاق، لذلك ننجح ونصل ونكون النموذج. إني أركز على هذا المحور الواضح في رؤيته واستراتيجيته، المحور السعودي الإماراتي المصري البحريني، الذي أعتقد أنه سيكبر، كونه يزداد قوة وصلابة في مواجهة محور الظلام، والتكفير والتطرف والإرهاب بشكل واضح جدا، ونحن كمثقفين عرب يجب أن نقف معه، لأننا يجب أن نقف مع أنفسنا ولا ننفصل عن أنفسنا. محمد الحمامصي
مشاركة :