نزيف الحوادث المرورية

  • 4/25/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

[نزيف الحوادث المرورية] باتت الحوادث المرورية واحدة من أكثر المعضلات التي تؤرق وتستنزف المجتمع السعودي في مقوماته ومكوناته الفاعلة في عصرنا الحديث وتشكل لجميع أفراد المجتمع قلقاً كبيراً، لدرجة أنها أصبحت إرهاب شوارع على حسب وصف أحد المسؤولين في إدارة المرور، فكم من نفس أزهقت وأسرة تفككت وثروة تبددت بسبب هذه الحوادث والتي تعد نسبتها هي الأعلى مقارنة ببقية دول العالم، فحسب الإحصاءات الرسمية للحوادث المرورية في المملكة للعام 2016م بلغ معدل الوفيات 17 شخصاً يومياً، أي بمعدل شخص كل 40 دقيقة، بعدد يساوي 6120 قتيلاً سنوياً، إضافة الى الذين يتوفون بعد ذلك في المستشفيات والذي يرفع العدد الى حوالي 10000 قتيل سنوياً ناهيك عن العدد الكبير من المصابين والذي تجاوز 70 ألف مصاب سنوياً والذي بدوره استنفد الجهود الصحية الحكومية وتسبَّب في أزمة الأسرَّة في المستشفيات، فحسب بيانات وزارة الصحة بلغت نسبة الأسرَّة المشغولة بمصابي الحوادث حوالي 30% من جملة الأسرَّة، بخسائر مادية تجاوزت 13 مليار ريال سنوياً. ويرجع المختصون كثرة الحوادث المرورية في المملكة الى أخطاء العنصر البشري بالدرجة الأولى والمقصود به قائد المركبة كعدم التحكم في القيادة وعدم احترام أسبقية التجاوز، إضافة إلى قطع الإشارة واستخدام المركبات لغير الغرض الذي أعدت له واستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة في المحادثة أو إرسال الرسائل أو قراءتها حيث تمنع السائق من التحكم بعجلة القيادة وتشتت تركيزه وانتباهه، إضافة إلى الافراط في السرعة، ويجب أن لا نغفل الزيادة السنوية في عدد المركبات التي تجوب الطرقات وما ينتج عنها من حوادث لأنها الوسيلة الوحيدة للنقل خارج وداخل المدن في وقتنا الحاضر. ومن الملفت للنظر، أنه بمجرد وقوع حادث مروري على أحد الطرق تجد أن كثيراً من مرتادي الطريق يوقفون مركباتهم لمشاهدة الحادثة وما نتج عنها من كوارث ويفترض أن ما شاهدوه يكون درساً لهم وعبرة بأن التهور في القيادة في الغالب تكون نهايته كارثية إلَّا أنه وللأسف بمجرد الانتهاء من مشاهدة الحادثة ينطلقون بأقصى سرعة وكأن شيئاً لم يكن. ومع إيماننا بأنه ما دام هنالك مركبة تجوب الطرقات فإن احتمالية وقوع الحادثة واردةٌ إلا أن اتباع قواعد السلامة المرورية والحيطة والحذر أثناء القيادة يجعل هذا الاحتمال في حدوده الدنيا.

مشاركة :