في السنغال.. كل شىء يدعو لراحة البال!

  • 4/25/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

[في السنغال.. كل شىء يدعو لراحة البال!] sherif.kandil@al-madina.com بحكم معرفتي ومعايشتي للتجربة الديمقراطية في السنغال، ورغم اندلاع المظاهرات فى العاصمة دكار الأسبوع الماضي، إلى حد استخدام الغاز المسيل للدموع واحتدام النقاش داخل البرلمان إلى حد التدافع والتراشق بالألفاظ، أقول ليس هناك ما يعكر الصفو ويشغل البال!، ستمضي المسيرة بنجاح، مؤكدة أن أربعين سنة كافية لتثبيت دعائم الاستقرار السياسي القائم على تسليم وتسلم السلطة مهما كان إغراء الكرسي، ومهما انتشرت المصالح الشخصية والمنافع الفردية. لقد خرج الشعب مدافعاً عن تجربته الأفريقية الرائدة، معترضاً على تغيير مقترح في قانون الانتخابات يقضي بمنع صغار المرشحين من المنافسة على منصب الرئاسة فى 2019. والحق عندي أن مثل هذه الإجراءات أو الاقتراحات أو الحركات الصغيرة من قبيل «أهمية تغيير الدستور»، و»حتمية بقاء الرئيس لمدة ثالثة، أو لمدى الحياة»، و»طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد»، و»ضرورية الاستمرار حتى تتحقق جميع المكتسبات»، لا تليق بالسنغال!. والحق كذلك أن الرئيس في السنغال، «4 رؤساء حتى الآن» قد يكابر ليوم أو أسبوع أو شهر، بحكم ضغوط المستفيدين النفعيين، لكنه سرعان ما يستجيب لصوت العقل، الذي هو في أغلب الأحيان هناك صوت الشعب!. حدث ذلك مع الرئيس عبده ضيوف الذي تسلم الحكم من الرئيس سنجور، ومع الرئيس عبد الله واد، الذي تسلمه من ضيوف، ومع الرئيس الحالي ماكي سال، الذي تسلمه من واد! ولأن ذلك كذلك، وبحكم معرفتي بالرؤساء الثلاثة الذين أعقبوا سنجور أقول، لا خوف على بلد عرف طعم الاستقرار، وعلى شعب ذاق حلاوة التجربة. لقد كان الرئيس الحالي ماكي سال ومازال أكثر المتحمسين لاستمرار التجربة التي تحولت إلى مسيرة أو سيرة أفريقية ذكية تفوح عطراً وجمالاً في غرب أفريقيا، تهب نسماتها المعبقة بروائح المحيط الأطلسي، حيث التجارب الديمقراطية العريقة، وبروائح البحر المتوسط كذلك، قبل أن تنتقل الى الساحل الأفريقي، ثم الى الجنوب، تنتظرها أو تتلهف عليها دول أخرى، مثل موريتانيا، ومالي، وغينيا، وجامبيا. لقد زاد من شبهة الاقتراح الخاص بضرورة حصول المرشح للرئاسة على توقيع أو ثقة 1% من المنتخبين المسجلين في كل منطقة من مناطق السنغال الأربع عشرة، كونه يأتى قبل الانتخابات التي ستجرى فى فبرايرالمقبل، حيث يسعى فيها الرئيس ماكى سال للفوز بولاية ثانية. وفيما يرى المؤيدون للاقتراح مثل عبده مبو العضو الشهير في الحزب الحاكم أنه يستهدف منع فوضى الترشح، ودخول كل من هب ودب، يرى المعرضون أو المعارضون، أن الهدف هو محاولة لإسكات المعارضين. والواقع أن ظاهرة عبده مبو، لا تقتصر على السنغال، فما أكثر المتبرعين المغالين في تخوفهم على كرسي الرئيس من الرئيس نفسه، ويقيناً لو سألت ماكي سال نفسه، عن الاقتراح، لأجاب بصدق، مثلما أجاب يوم تسلمه الحكم من الرئيس السابق عبد الله واد: «إن الفائز الأكبر هو الشعب الذي أظهر للعالم أن ديمقراطيتنا ناضجة»، ومثلما قال عبد الله واد يوم أن فاز على منافسه عبده ضيوف: «إن ضيوف يستحق جائزة نوبل للسلام لتركه السلطة بطريقة ديمقراطية سلمية» إن بلداً كالسنغال بهذه الروح، وشعباً بهذه اليقظة، ورؤساء بهذه المسؤولية، أمرٌ يجعل المراقب يشعر بالكثير من الاطمئنان على تجربة أفريقية فذة فرضت نفسها، ولسوف تمضي سواء تم الأخذ باقتراح عبده مبو أو لم يؤخذ به، وسواء حصل الرئيس سال على فترة ثانية أو جاء رئيس آخر، فالمهم هو مصلحة الوطن بالقول والفعل والعمل، وليس بالشعارات، والهتافات من قبيل «بالروح والدم»!.

مشاركة :