اكتشف باحثون ألمان تفسيرا لشعور أصحاب الوزن الزائد بعدم الشبع، إذ وجد الباحثون أن هذا السبب ليس للأشخاص المصابين بالسمنة يد فيه، كما اقترحوا علاجا للسمنة لا يعتمد على الرجيم بصورة أساسية. التخلص من الكيلوغرامات الزائدة يمثل رغبة ملحة لدى أصحاب الوزن الزائد، الذين يسعى معظمهم لتجربة أنواع الريجيم المختلفة للوصول للوزن المثالي، لكن العلماء اكتشفوا أن المشكلة المسببة للسمنة والتي تتركز في غياب الشعور بالشبع، هي بالأساس مشكلة ليس لأصحاب الوزن الزائد يد فيها. ويرجع علماء غياب الشعور بالشبع، إلى بطء عملية الأيض-التمثيل الغذائي- بشكل كبير، في حين يرجح آخرون أن يكون الوزن الزائد راجعا لبعض البكتيريا المعوية كما ذكر باحثون فرنسيون. غير أن علماء من قسم العلوم النفسية والعصبية في مركز الدماغ والسلوك والأيض (CBBM) التابع لجامعة لوبيك، وجدوا الآن تفسيرا محتملا آخر لغياب الشعور بالشبع. إذ استطاع فريق بقيادة البروفيسورة كيرستين أولتمانز من جامعة لوبيك إثبات أن هناك علاقة بين زيادة وزن الجسم وانخفاض محتوى الطاقة في الدماغ البشري. سبب حالة الطاقة المنخفضة كان غير واضح تماما. لم يكن أحد يعرف إلا أن محتوى الطاقة الدماغية العالي يثير مشاعر الشبع، في حين أن كثيرًا من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يشيرون إلى أنهم لا يدركون شعور الشبع. وتحت إشراف أخصائية علم النفس إيلينا ك. ووردزينسكي والبروفيسورة أولتمانز، قامت مجموعة عمل متعددة التخصصات بإجراء دراسة على الأشخاص ذوي الوزن الزائد والوزن الطبيعي عن طريق الحقن الوريدي بالجلوكوز وبالتالي إمداد الدماغ بالسكر لإنتاج الطاقة ثم قياس حالة الطاقة في الدماغ. تم ذلك باستخدام التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي 31P، وهو تحليل لا تملكه سوى مراكز أبحاث قليلة في جميع أنحاء العالم. في مجموعة الوزن الطبيعي زادت نسبة طاقة الدماغ مباشرة بعد الحقن بالجلوكوز، في حين لم يُلاحظ أي تغييرات على المشاركين في الدراسة الذي يعانون من السمنة. فقط بعد زيادة قوية في نسبة السكر في الدم عن طريق الحقن حدثت زيادة صغيرة أيضا في دماغ المشاركين في الدراسة الذين يعانون من زيادة الوزن. ومن المثير للاهتمام، أنه تم العثور على أوجه التشابه بين هذه الحالة وبين الأمراض النفسية التي تؤثر على المزاج والمشاعر من حيث انخفاض مستويات طاقة الدماغ. إذ يُظهر الأشخاص المصابون بالاكتئاب أيضًا نسبة منخفضة في طاقة الدماغ. وخلص العلماء إلى أنه على غرار الأمراض النفسية، يبدو أن العلاج السلوكي بدلاً من خطط النظام الغذائي والرجيم، قد يكون ناجحا حتى في علاج السمنة. تقول البروفيسور أولتمانز في تصريحات نقلها موقع "هايل براكسيس" الألماني: "من الواضح أن الحالة النفسية، واستقلاب طاقة الدماغ وتنظيم وزن الجسم ترتبط ارتباطًا وثيقًا، ويجب أخذها في الاعتبار إذا كان المرء يريد أن يفقد الوزن بشكل دائم". ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن البدانة تصيب حوالي 2.2 مليار شخص بالغ في جميع أنحاء العالم، ويعاني 650 مليون منهم من شكلها المفرط. أما في الفئة العمرية ما بين 5 سنوات و 19 سنة فيعاني من الوزن الزائد 340 مليون طفل ومراهق. ر.ن/ ا.ف
مشاركة :