وصف وزير الخارجية الإسرائيلية السابق رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أفيغدور ليبرمان «المحاولات للتوصل إلى تسوية سلمية» بين إسرائيل والفلسطينيين في المدى المنظور بـ «غير واقعية»، محذراً من أن خلق الانطباع بأنه من الممكن إنجاز تسوية خلال الأشهر السبعة المتبقية للمفاوضات «قد يرتد إلى نحر إسرائيل». وكرر ليبرمان، المتوقع في حال تبرئة المحكمة له من تهمة الفساد أن يعود لموقع وزير الخارجية، موقفه القائل بأن المفاوضات مع الفلسطينيين لن تثمر «أي انفراجة» مضيفاً أنه لا يرى في الأفق أية تسوية. وتابع ليبرمان في مقابلة مع الإذاعة العامة أمس ان لإسرائيل مصلحة في التوصل إلى تنسيق مع السلطة الفلسطينية في مجالين رئيسيين هما الأمني والاقتصادي، «أما التوقعات بانفراجة على المستوى السياسي فهي ليست واقعية لأن الظروف ليست ناضجة بعد للتوصل إلى تسوية شاملة». واضاف محذراً من أن «الانشغال الزائد والمحاولات لدى أوساط إسرائيلية (في إشارة إلى رئيسة طاقم المفاوضات وزيرة القضاء تسيبي ليفني) لخلق توقعات كبيرة باحتمال التوصل إلى تسوية تليها خيبة أمل من عدم القدرة على التوصل إليها، ستمس بالتعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في المجالين الأمني والاقتصادي». وأردف أنه من غير المعقول أن يتم التوصل في غضون سبعة أشهر إلى تسوية المسائل الجوهرية للصراع «مثل اللاجئين والقدس والحدود ويهودية إسرائيل وانتهاء الصراع، وكلها مسائل بالغة التعقيد». وأردف أنه من خلال اطلاعه على الجولات التفاوضية التي تمت حتى الآن، فإنها «لا تحمل أي جديد» يضاف إلى ما تم التوصل إليه في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 ومؤتمر أنابوليس عام 2007، «لذا فإن كل المحاولات لتسريع المفاوضات بشكل مصطنع محكومة بالفشل». وكرر أن الظروف ليست ناضجة بعد للتوصل إلى تسوية دائمة «وممنوع بث الأوهام بإمكان تحقيق ذلك». في غضون ذلك، أفادت الإذاعة الرسمية أن الوفد رفيع المستوى عن الاتحاد الأوروبي الذي وصل إلى تل أبيب التقى أمس كبار موظفي وزارة الخارجية وبحث معهم في التعليمات الجديدة للاتحاد الأوروبي بشأن حظر التعاون الاقتصادي والعلمي بين دول الاتحاد ومؤسسات إسرائيلية تنشط في المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان من المفترض أن يبدأ العمل بموجب هذه التعليمات، التي تقضي بأن تتم الإشارة في الاتفاقات مع إسرائيل التي تتناول مساعدات الاتحاد الأوروبي، إلى أنها لا تطبق على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 مطلع العام المقبل. إلا أن تقارير إسرائيلية أكدت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري نجح في إقناع وزراء خارجية الاتحاد بوجوب تعديل التعليمات وتليينها على نحو يتيح لإسرائيل المشاركة في مشروع «هورايزون 2020» للتعاون العلمي والأكاديمي. ومن المتوقع أن يغادر وفد إسرائيلي إلى بروكسيل نهاية الأسبوع للقاء ممثلي الاتحاد والبحث في مشاركة إسرائيل في المشروع المذكور.
مشاركة :