أكد الخبير الحقوقي محمود البدوي المحامي بالنقض والدستورية العليا، أن الدعـوة التي تبناها عـدد من السياسيين السابقين والشخصيات العامة بفرنسا لمطالبة المسلمين بمحو آيات القرآن الكريم التي يذكر فيها اليهود بزعم أنها تعكس معاداة صريحة للسامية (على حد قول أصحاب البيان الفرنسي) هو محض عبث واعتداء سافر وغير مقبول علي حرية الأديان، وتحد غير مقبول لمشاعر المسلمين بكافة أنحاء العالم وليس الجمهورية الفرنسية فقط.وقال "البدوي" في تصريح لـ"صدى البلد " إن مثل تلك الدعوات غير المقبولة والتي تنم عن جهل وتطرف وعدم قبول للتنوع الديني مرفوضة ونعارضها، خصوصا أنها صدرت من قلب الجمهورية الفرنسية، التي يفترض أنها دولة مدنية تؤمن بالحقوق والحريات وتعترف بالتسامح وقبول الآخر والتعددية الدينية.وأشار إلي أنه من غير المقبول أن يشارك في الترويج لمثل هذا الهذيان عدد من السياسيين السابقين والذين يبحثون عن الأضواء من جديد بعـد أن خفتت تلك الأضواء من حولهم، مؤكدا أنها دعوات غير مقبولة وتتنافي مع مفاهيم حقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بحرية الدين والعقيدة وضرورة احترام الأديان الأخرى حتى ولو اختلفنا معها.وأضاف أن استخدام مصطلح مطاط مثل معاداة السامية في حق مسلمي فرنسا يمثل دعوة صريحة وغير مسئولة أيضًا من شأن تداولها وانتشارها بالمجتمع الفرنسي إثارة حالة من الطائفية الدينية المقيتة والتي من شأن أن تؤدي لسقوط أبرياء.كانت صحيفة "لو باريزين" الفرنسية نشرت مقالا يحمل عنوان "ضد معاداة السامية الجديدة" يتحدث عن "تطرف إسلامي" ويدق ناقوس الخطر ضد ما زعم أنه "تطهيرا عرقيا صامتا" تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية، وقد وقع على المقال 300 شخصية وبينهم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس والمغني شارل ازنافور والممثل جيرار ديبارديو، لحث سلطات المسلمين على إلغاء سور القرآن التي تدعو الى "قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين"، حسب زعمهم.
مشاركة :