واشنطن - شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأربعاء أمام الكونغرس الأميركي على أن إيران ينبغي ألا تملك "أبدا" السلاح النووي وذلك غداة إعلانه استعداده للعمل مع الولايات المتحدة على اتفاق نووي جديد. وقال "بالنسبة إلى ايران، هدفنا واضح. ينبغي ألا تملك أبدا السلاح النووي، لا الآن ولا بعد خمسة أعوام ولا بعد عشرة أعوام. أبدا". وبدأ الرئيس الفرنسي الأربعاء بعرض رؤيته الخاصة للعالم أمام الكونغرس الأميركي الذي استقبله بالتصفيق وقوفا لثلاث دقائق في غياب نظيره ترامب وغداة محادثات معقدة مع الرئيس الأميركي. وقال ماكرون في مستهل خطابه بالانكليزية "انه شرف لفرنسا وللشعب الفرنسي ولي أن يتم استقبالي في صرح الديمقراطية حيث كتب قسم كبير من تاريخ الولايات المتحدة"، بينما هتف بعض الحضور "تحيا فرنسا". وكان أعضاء الكونغرس قد رحبوا وقوفا أيضا بالسيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون. وقدم مئات النواب وأعضاء مجلس الشيوخ للاستماع إلى ماكرون على غرار ما حصل ابان زيارات رؤساء فرنسيين سابقين مثل شارل ديغول وميتران وساركوزي. ولم يتم استقبال مثل هذا العدد من مسؤولي أي بلد في الكونغرس حتى بريطانيا. وكان رئيس مجلس النواب بول راين استقبل ماكرون الذي زار أيضا مكتبة الكونغرس. وقبل بداية خطابه، قالت مصادر في محيطه إنه سيتطرق مجددا إلى العلاقات التاريخية بين فرنسا والولايات المتحدة التي تواجه تحديات جديدة مثل زيادة التفاوت الطبقي وتراجع الأرض والإرهاب والهجمات على القيم الديمقراطية وصعود النزعات القومية. وأضافت أنه سيدعو إلى عمل مشترك "لإعادة ابتكار النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين". ويرى ماكرون أن الولايات المتحدة وفرنسا عليهما أن تظهرا معا رغبة في "الاستمرار في كتابة التاريخ سوية". وسيكون بعد الظهر أقل جدية إذ أن ماكرون سيمارس رياضة يحبها وهي مناقشة طلاب كما فعل في الهند وبوركينا فاسو. وفي هذه المناقشات التي ينشرها عادة على شبكات التواصل الاجتماعي، تؤمن له مادة لعرض آرائه حول كل القضايا والرد على اي انتقادات محتملة. وستسمح هذه الصور بطي صفحة المناقشات الدبلوماسية مع دونالد ترامب التي كانت شاقة حول البرنامج النووي الإيراني في مواجهة رئيس اعترف ماكرون بأنه مثله "لا يغير رأيه بسهولة". ولم يتراجع محاوره عن مواقفه سواء في ادانة الاتفاق النووي الإيراني "الكارثي" الذي تدافع عنه فرنسا أو حول المبادلات التجارية "غير العادلة" مع الاتحاد الأوروبي الذي تتولى فرنسا الدفاع عن مصالحه. وفي الوقت نفسه، أبدى ترامب مشاعر ودية جدا حيال ضيفه ورد الرئيس الفرنسي بحماس وحرارة كبيرين. "فرنسا عادت" وفي ختام لقاء استمر لفترة أطول مما كان مقررا، تمكن الرجلان من التوصل إلى مخرج، فقد اقترح الرئيس الفرنسي التفاوض مع إيران حول "اتفاق جديد" يشدد الاتفاق الأول ويشمل تسوية الوضع السياسي في سوريا. ولم يغير ترامب على ما يبدو رأيه في الاتفاق الحالي، لكن لا أحد يعرف ما إذا كانت الدول الموقعة الأخرى (بريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) مستعدة لإعادة التفاوض حول اتفاق جديد. كما أن الرئيس الفرنسي لم يحصل على شيء مهم بشأن اتفاق باريس حول المناخ الذي كان يأمل منذ فترة طويلة عودة الولايات المتحدة إليه ولا حول الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الفولاذ والالمنيوم. وحول هذه النقطة، اتخذت فرنسا وأوروبا قرارا سريعا بينما سيكون بإمكانهما الحكم على الوضع في الأول من مايو/ايار موعد اعفاء الاتحاد الأوروبي من هذه الرسوم. وكرر ماكرون عدة مرات أنه "لا أحد يشن حربا على حلفائه". ولم يكن محيط الرئيس الفرنسي الثلاثاء يشعر باليأس من اعفاء أوروبا نهائيا من هذه الرسوم. وانتهز ايمانويل ماكرون فرصة زيارته للترويج لفرنسا. وقد التقى بعد ظهر الثلاثاء رؤساء مجالس ادارات حوالى ثلاثين مجموعة أميركية بينها "جي بي مورغان" و"بيبسي كولا" و"سيلزفورس" و"يو تي سي" و"بيست باي" و"ايه تي اند تي". وكما فعل في منتدى دافوس 11، أكد ماكرون مجددا أن "فرنسا عادت". وفي هذه المناسبة، أعلنت مجموعة البرمجيات العملاقة "سيلزفورس" أنها ستستثمر في فرنسا 2.2 مليار دولار على مدى خمسة أعوام.
مشاركة :