قال أبو الطيب المتنبي :متى يبلغ البنيان يوما تمامهإذا كنت تبنيه وغيرك يهدمالمثل الشعبي يقول (الكحل في العين الرمدة خسارة) فقد بدأ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يوم الثلاثاء الموافق 24 أبريل الجاري مؤتمرا يستمر لمدة يومين يهدف لجمع 6 مليارات دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية السورية وطبعا يشارك في هذا المؤتمر بعض دول الخليج ومنها دولة الكويت التي احتضنت 3 مؤتمرات للمانحين للنازحين والمشردين من الشعب السوري والنتيجة أن نظام الجزار بشار والداعمين له روسيا وإيران يدمرون المزيد من المدن ويقتلون ويشردون المزيد من الشعب السوري وكانت مؤتمرات المانحين تزيدهم وحشية وتدميرا للبنية التحتية لسوريا.الرئيس الأمريكي ترامب كان له تصريح حول القضية السورية بالأمس أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تشارك في إعادة إعمار سوريا ولا حتى في مؤتمرات المانحين ما لم يكن هناك حل سياسي للأزمة السورية بناء على قرارات مجلس الأمن وخاصة قرار رقم 2254 الذي هو عبارة عن خارطة طريق الحل السلمي الذي ينتهي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية واختيار حكومة ورئيس لسوريا وأن يتم محاكمة كل من تلطخت يده بدماء الشعب السوري وذلك باستخدام كل أنواع الأسلحة وخاصة السلاح الكيماوي وأن يختفي الجزار بشار من المشهد السياسي.إن المبلغ المقدر لإعادة بناء سوريا هو 300 مليار دولار كما قدره المبعوث الخاص للأمم المتحدة دي مستورا وهذا الكلام سابق لأوانه أولا لأنه ليس هناك بوادر تلوح في الأفق حول التوصل إلى تسوية سياسية وأيضا ينبغي وضع شروط للموافقة على المشاركة في إعادة الإعمار من أهمها رحيل بشار ونظامه العفن وانسحاب كل الدول المحتلة لسوريا وهي روسيا وإيران وكذلك تركيا وهي التي تمثل محور الشر ولذلك على دول الخليج أن تلتزم جانب الحذر في مواجهة محور الشر . هناك 4 دول ينبغي أن يساهم الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الايراني في إعادة إعمارها هي العراق وسوريا ولبنان واليمن لأنه المسؤول الأول عن تدميرها وتحويلها إلى أذناب له وطبعا بغطاء عسكري وسياسي من الحليف الروسي فمثلا في مؤتمر إعادة العراق الذي عقد في الكويت وكذلك كل مؤتمرات المانحين للاجئين السوريين التي عقدت في الكويت أيضا لم تشارك وأخيرا المؤتمر الذي عقد في باريس لمساعدة لبنان وساهمت فيه الكويت بنصف مليار دولار لم يشارك النظام الإيراني وآخر تلك المؤتمرات الذي عقد في بروكسل في بلجيكا بالأمس ولذلك هي تعيث فسادا في هذه الدول الأربعة وتدمر البنية التحتية وتهلك الحرث والنسل ودول الخليج تعيد إعمار هذه الدول كما حدث في مؤتمر إعادة إعمار العراق وهذه طيبة زائدة من دول الخليج ليست في محلها لأنها في النهاية تصب في مصلحة محور الشر الذي لايزال يخرب ويدمر .قد يكون اليمن حالة خاصة فهناك حكومة شرعية ورئيس شرعي موالين للملكة العربية السعودية وبالتأكيد سوف تتحمل إعادة الإعمار في اليمن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وكذلك الكويت ولكن أيضا ينبغي مطالبة النظام الإيراني بدفع تعويضات عن الدمار والخراب الذي يقوم به الوكيل الحصري للنظام الإيراني وهو حزب أنصار الله الحوثي . إن النظام الإيراني القمعي يضخ هذه الأيام المليارات من الدولارات والتي هي ثروة الشعب الإيراني على المرشحين الموالين لها في الانتخابات البرلمانية العراقية واللبنانية التي سوف تجري في الشهر القادم وهي من خلال هذه الانتخابات سوف تسيطر على كل من العراق ولبنان سياسيا وكذلك عسكريا من خلال حزب الله في لبنان وكذلك الحشد الشعبي في العراق .إن شعوب دول الخليج هي أحق وأولى بهذه المليارات التي تبعثر على كل من العراق ولبنان وسوريا والتي في نهاية الأمر تصب في جيب الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني لأنه هو من يدير هذه الدول التي تدور في فلك نظام الولي الفقيه.إن دول الخليج لديها رؤى مستقبلية للتنمية سواء في السعودية أو الكويت أو الإمارات وكذلك دولة قطر التي تستعد لإقامة بطولة كأس العالم في سنة 2022 ولذلك على دول الخليج أن تتوقف عن هذا الدعم السخي لهذه الدول وتصرف هذه المليارات على التنمية فيها وتوفير العيش الكريم لشعوبها وأن تتعامل مع المجتمع الدولي على أساس المصالح فالدول التي تلتزم بقوانين الأمم المتحدة وتسعى إلى السلام وسياسة حسن الجوار وتسمح بأن تستثمر دول الخليج أموالها فيها حتى تكون المصلحة متبادلة ولا تكون بطريقة الابتزاز ودعم الإرهاب ونشر الخلايا النائمة والتصريح علنا بأن الهدف هو إحياء الإمبراطورية الفارسية وكذلك الإمبراطورية العثمانية والتلويح باجتياح دول الخليج وهنا ينبغي أن تكون المعاملة بالمثل لا أن تكون دول الخليج هي جمعية خيرية وطوفة هبيطة لمحور الشر وكذلك كل طامع في ثروات دول الخليج حتى لو كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي ينبغي أن تكون العلاقة معها على أساس المصالح المشتركة وليس على الابتزاز وفرض الأتاوات مقابل وعود براقة كاذبة.أحمد بودستور
مشاركة :