الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابه النادر أمام الكونغرس الأمريكي للتنديد بالنزعة القومية والانعزالية. وقال ماكرون إن مثل هذه السياسات تشكل تهديدًا للرخاء العالمي. وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد اخترعت التعددية وتحتاج الآن إلى إعادة اختراعها مرة أخرى لخلق نظام عالمي جديد للقرن الحادي والعشرين. كما أشاد ماكرون بـ "الروابط غير القابلة للكسر" بين الولايات المتحدة وفرنسا، والتي شُكلت على أساس "الحرية والتسامح والمساواة في الحقوق".ماكرون يطالب ترامب بالالتزام بالاتفاق النووي مع إيران وحظي الرئيس الفرنسي بحفاوة بالغة وتصفيق استمر مدة ثلاث دقائق عندما أخذ مكانه على منصة الكونغرس لإلقاء خطابه. وعزز ماكرون علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأصبح أول زعيم أجنبي يتلقى دعوة للقيام "بزيارة دولة" للولايات المتحدة أثناء ولاية ترامب وهي الزيارة التي تشمل إلقاء خطاب أمام الكونغرس ويحظى بها الضيوف ذوي الأهمية القصوى لواشنطن. لكن تعليقات الرئيس الفرنسي أظهرت أن الرئيسين لا يتفقان على جميع الموضوعات. وقال ماكرون إن الانعزالية والانسحاب والقومية "يمكن أن تكون مغرية" "كإجابة مؤقتة" لكنها "لن تخمد مخاوف مواطنينا، بل ستزيدها". وأضاف: "يجب أن نُبقي أعيننا مفتوحة على المخاطر الموجودة أمامنا، إذا فتحنا أعيننا على نطاق أوسع، فسنصبح أقوى". وأشار إلى أن الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد لا يكونان قادرين على الوفاء بمهامهما وضمان الاستقرار إذا تجاهل الغرب الأخطار الجديدة التي تظهر في العالم. وفيما يتعلق بالتجارة، قال ماكرون إن "الحرب التجارية ليست هي الحل المناسب"، لأنها "ستدمر الوظائف وتزيد الأسعار". وأضاف: "يجب أن نتفاوض من خلال منظمة التجارة العالمية، فقد وضعنا هذه القواعد، ويجب علينا اتباعها". وكان ترامب قد صرح من قبل بأن الحروب التجارية جيدة ويمكن لواشنطن الانتصار فيها بسهولة.
مشاركة :