طفلك... نموّه بين سن السادسة والثامنة

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بين عمر السادسة والثامنة، تصبح ألعاب ولدك معقدة، ويقلّد أحياناً أفكاراً يصادفها في المدرسة أو وسائل الإعلام. على سبيل المثال، ربما تكتشفين فجأة أنك تقدمين الطعام إلى جني أو نجم روك أو ربما رئيس الوزراء. إليك نظرة إلى طبيعة الصداقات التي يعقدها وإلى مشاعره وطريقة تفكيره وتواصله مع الآخرين. لما كان ولدك يحقق نجاحاً أكبر في التحكم في سلوكه ومشاعره بين سن السادسة والثامنة، فيمكنه التكيّف بشكل أفضل مع الألعاب التي تشمل قواعد، فضلاً عن الفوز والخسارة. سيستمتع بمصادقة الآخرين، إذ تمنحه الصداقة إحساساً بالانتماء وتساعده في تعلّم وممارسة مهارات اجتماعية أساسية مثل المشاركة والتفاوض. لكن الصداقات تشكّل أيضاً تحدياً لأن الصديق يكون أحياناً متسلطاً أو صعب المراس، حتى إن بعض الأصدقاء ربما لا يتردد في قطع علاقته بولدك، فيقول له على سبيل المثال: «إن لعبت مع رامي، فلن تعود صديقي». صحيح أن معظم علاقات ولدك إيجابي، إلا أن من الضروري أن تتنبهي إلى التنمر باستمرار. كذلك قد تلاحظين أنه يميل إلى اللعب أكثر مع أولاد من جنسه. مشاعره يريد ولدك إرضاء البالغين المهمين في حياته، مثل أهله أو معلمته. نتيجة لذلك، يصبح القيام بـ»الصواب» أمراً بالغ الأهمية بالنسبة إليه. في المقابل، يبالغ أحياناً في ثقته بنفسه. يسهل إحراج ولدك في هذه السن، فضلاً عن أنه يتأثر بسرعة بوجهات نظر الآخرين ومعتقداتهم. كذلك يتعاطف بعمق مع أفراد العائلة والأصدقاء الذين يمرون بمشقة ما. لكنه ينتقد أحياناً نفسه بقسوة. في هذه الحال، عليك مساعدته ليتمكّن من التركيز على مسائل يبرع فيها. ربما تلاحظين أنه بات أكثر تنبهاً لحوادث يشاهدها أو يسمعها في نشرات الأخبار، مثل الكوارث الطبيعية التي تتحوّل إلى مصدر قلق وخوف. لذلك من المهم أن تناقشي معه ما يدور من حوله بطريقة يفهمها. تفكيره يكتسب الولد فهماً أفضل للعلاقة السببية ويبدأ بملاحظة تأثير أعماله في الآخرين، مع أنه يبدو أحياناً أنانياً. كذلك تتحسن ذاكرته ويصبح بإمكانه تصنيف الأشياء وفق حجمها، وشكلها، ولونها. كذلك يطوّر فهماً جيداً للأرقام وينجح في حل المسائل الحسابية البسيطة، مثل الجمع والطرح. فضلاً عن ذلك، كوني مستعدة لفيض من الأسئلة، فيما يواصل ولدك استكشاف العالم المحيط به. التحاور والتواصل ينجح الولد في هذه السن في اتباع توجيهات أكثر تعقيداً ويستخدم اللغة ليستكشف أفكاره ومشاعره. يستطيع الولد العادي في سن الثامنة تعلّم نحو 20 كلمة جديدة يومياً، خصوصاً من خلال التعلّم والقراءة. نتيجة لذلك، يخوض ولدك في هذه السن محادثات أطول وأكثر تعقيداً، ومن المفترض أن تتمكني من فهم كل ما يقوله. كذلك يتعلم في الثامنة من عمره التعبير عن آرائه، ويعرب عن مقدار كبير من الطاقة والمشاعر عند سرد القصص. حركته يستمتع ولدك باختبار حدوده الجسدية ويطوّر مهارات حركية أكثر تعقيداً، مثل الركض بخط متماوج، والقفز نزولاً على الدرج، والشقلبة الجانبية، وإمساك الكرات الصغيرة. علاوة على ذلك، يزداد براعة في الجمع بين المهارات الحركية الإجمالية، مثل الركض لركل الكرة أو القفز أثناء إدارة الحبل. تعتمد مهاراته الجسدية هذه على مدى ممارستها. ولا شك في أن الرياضات التي تتبع بنى محددة، مثل صفوف الرقص، وكرة المضرب، وكرة القدم، تعود عليه بفائدة كبيرة، إلا أن الفرص الكثيرة التي تُتاح له للركض، والركل، والرمي، والشقلبة، وغيرها لا تقل عنها أهمية. تصبح مهارات ولدك الحركية الدقيقة متطورة جداً في هذه المرحلة. لذلك يستطيع تنظيف أسنانه بالفرشاة والقيام بأعمال نظافة يومية أخرى من دون مساعدتك. كذلك ينجح في تركيب قطع أشكال غير منتظمة وكتابة أحرف أصغر حجماً داخل الخطوط في الكتب الدراسية. حياته اليومية وسلوكه في هذه السن، تدور حياة ولدك حول العائلة، والمدرسة، والأصدقاء، ونشاطات ما بعد المدرسة. كذلك، قد يستمتع بجمع أشياء مثل صور لاعبي كرة القدم، أو القواقع، أو الشخصيات الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تكون أخلاق ولدك وقيمه قيد التطور. ربما يعبّر بعناد عن آرائه حيال مدى صواب أمر ما. كذلك يصبح أكثر تنبهاً إلى ما يقوم به الآخرون، ما يقوده إلى إجراء المقارنات، مثل «يبرع صديقي في الرسم أكثر مني»، أو التذمّر من أن حصة إخوته وأخواته أكبر من حصته. كذلك يزداد استقلالية ويرغب في المشاركة في قرارات تحدّد له ما يمكنه القيام به وما عليه الامتناع عنه. وكجزء من هذه الاستقلالية، يستمتع بالمساهمة أكثر في الأعمال المنزلية، أحياناً على الأقل. لكن قضاء الوقت معك يظلّ على قدر كبير من الأهمية بالنسبة إليه. أضيفي إلى ذلك كله: • يهوى ولدك سرد الدعابات، ويكون كثير منها مبتكراً، مع أنه بسيط وواضح. • يكتب الأرقام والكلمات بدقة أكبر، إلا أنه لا يتخلّص بالكامل من مشكلة الخلط بين الباء والنون والجيم والخاء والحاء مثلاً. • تفوق مهاراته في القراءة قدرته على الهجاء. • يبدأ بفهم قيمة المال ويستمتع بعده وادخاره. • يزداد اهتمامه بمظهره، وملابسه، وقصة شعره. • تنمو قدرته على التمييز بين الخيال والواقع. • يتحدّث عن مهاراته وسلوكه، مثلاً: «أستطيع تناول 10 شطائر هامبرغر دفعة واحدة!». خطوات إليك خطوات بسيطة يمكنك اتباعها لتساهمي في نمو ولدك في هذه السن: • ابني ثقته بنفسه وتقديره ذاته بتسليط الضوء على نقاط قوته وصفاته الجيدة. يواجه الولد أحياناً تراجع تقدير الذات في المدرسة الابتدائية، خصوصاً مع ازدياد انتقاده نفسه ومقارنتها بالآخرين. • علّميه ألا عيب في ارتكاب الأخطاء: احرصي على أن يلاحظ أنك تجربين أموراً جديدة وتقترفين الأخطاء. بهذه الطريقة، تساعدينه في إدراك أن التعلّم والتقدّم يرتكزان على ارتكاب الأخطاء. أما الأهم، فيبقى عدم الاستسلام. • امنحيه الفرص للاستكشاف والتعلم داخل المنزل وخارجه: يمكنه مثلاً إجراء التجارب مستخدماً أغراضاً مثل الأكواب، وميزان الحرارة، والعدسة المكبرة، والمراطبين لتخزين الأشياء. أما خارج المنزل، فاسمحي له باستكشاف المنتزه المحلي أو المحمية الطبيعية المجاورة برفقتك. • اقرآ معاً: لا تزال المطالعة بالغة الأهمية لنمو ولدك المعرفي. مع تعلّمه القراءة، اطلبي منه أن يقرأ لك. كذلك يمكنكما الاستمتاع معاً بنشاطات تشمل القراءة، مثل سرد القصص أو تأليف كتابكما الخاص. • شجعيه على التنبه إلى عواقب سلوكه والنظر إلى المسائل من وجه نظر الآخرين: يمكنك تحقيق هذه الغاية بطرح أسئلة مثل: «ما يكون في رأيك شعور مريم عندما تقوم بأمر مماثل؟». • تشاطرا الأفكار وناقشا المسائل المهمة: تساعدك هذه الخطوة في التواصل مع ولدك وتعرب له عن مدى اهتمامك. ومع نموه وتقدمه في السن، اسمحي له بالمشاركة في عملية اتخاذ القرارات العائلية عندما ترين ذلك مناسباً. تربيته • تتعلمين أنت وولدك كل يوم أمراً جديداً أحدكما عن الآخر. بينما يكبر وينمو، تزدادين مهارة في اكتشاف حاجاته وأفضل سبيل إلى تلبية هذه الحاجات. • يستمر الأهل في التعلم. وتقترف كل أم الأخطاء وتتعلم من تجاربها. لا ضرر في أن تشعري بثقة كبيرة حيال ما تعرفينه. ولا عيب في أن تقري بما لا تعرفينه وتطرحي الأسئلة، علماً بأن الأسئلة «الغبية» تكون أحياناً الفضلى. • بالإضافة إلى ذلك، تشكّل صحتك الجسدية والفكرية جزءاً مهماً من دورك كأم. ولكن عندما يصبّ الأهل اهتمامهم كله على خير أولادهم، ينسى كثر منهم أن يعتنوا بأنفسهم أو لا يتسنى لهم الوقت لذلك. إلا أن اهتمامك بنفسك يعزّز لديك مقدرات التفهم، والصبر، والخيال، والطاقة التي تحتاجين إليها كأم. • تشعرين أحياناً بالاستياء والانزعاج. ولكن إن أحسست أن هذه المهام تسحقك، ضعي أولادك في مكان آمن أو اطلبي من شخص آخر رعايتهم لفترة وجيزة كي تخصصي بعض الوقت لنفسك إلى أن تهدئي. حاولي الانتقال إلى غرفة مجاورة كي تتنفسي بعمق أو اتصلي بصديق أو أحد أفراد العائلة كي تعبري له عما يعتمل داخلك. • لا تضربي الولد مطلقاً أو تسيئي إليه شفهياً. مع خطوة مماثلة، قد تؤذينه عن غير عمد.

مشاركة :