«استجابة» لا تحتاج إلى إشادات وإنما تفعيلها على أرض الواقع

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

هناك أمور رياضية كثيرة معلقة وتحتاج إلى حلول أو إعادة النظر فيها؛ من أجل توفير بيئة رياضية أفضل للارتقاء أكثر بالرياضة البحرينية وبالعمل الإداري، وتكون الحافز لتحقيق نتائج أفضل لمملكتنا على المستوى المحلي والخارجي، وسنحاول في كل حلقة أن نتطرق إلى بعض من هذه الأمور التي تحتاج إلى حلول.مبادرة «استجابة» التي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية؛ للارتقاء بالرياضة البحرينية والعمل الإداري والشباب إلى مستوى الاحتراف والوصول إلى العالمية، هي من المبادرات الرائعة والمهمة للنهوض بالرياضة والوصول بها إلى مستوى الطموح الذي يرغب سموه في رؤيته لها مستقبلاً،ومثل الرؤية والمبادرة الطموحة، تحتاج من القائمين على المؤسسات الشبابية والرياضية بكل أشكالها أن تفعل هذه المبادرة «استجابة» على أرض الواقع والعمل من أجل تحقيقها، ليس اليوم وإنما حتى لو كانت بعد سنوات، لكن المهم أن تبدأ بالخطوة الأولى الصحيحة منذ انطلاق المبادرة، لكن ما شاهدناه منذ انطلاقتها أن الجميع يشيد كالعادة، ولا أعتقد أن سمو الشيخ ناصر بن حمد عندما أطلق المبادرة كان يرغب في مثل هذه الإشادات، وإنما كان واضحًا في حديثه أنه يطالب بالعمل من أجل تحقيق هذه الرؤية!!الرفاع والأهلي!!ناديا الرفاع والأهلي من الأندية الكبيرة التي لها مكانتها في الوسط الرياضي، خصوصًا في كرة القدم التي لا تحلو المنافسة إلا بوجود هذين الناديين، لكن ما يحز في النفس أن الناديين في مسابقة كرة القدم على مستوى الرجال في تدهور وهبوط في المستوى الفني، حتى أصبحا يصارعان من أجل عدم الهبوط، والرفاع استطاع أن يهرب بجلده ويبقى في دوري الدرجة الأولى، بينما الأهلي هبط إلى الدرجة الثانية إذ حل في ذيل الترتيب، بعد أن خصم اتحاد الكرة من رصيد نقاطه 3 نقاط بسبب عدم مشاركته للاعب تحت 21 سنة مع الفريق خلال مباريات الدوري.فريق الرفاع الذي كان ينافس على الصعود إلى منصة التتويج قد ابتعد عنها منذ مواسم، حتى وصل به الحال إلى أن يصارع هروبا من الهبوط إلى الدرجة الثانية، لذا نوجه رسالة إلى الرفاعيين في مجلس الإدارة، ونعيد بالذاكرة إلى فترة التميز للفريق عندما كان يعتمد على أبناء الرفاع وأبناء النادي من القاعدة القوية التي كان يمتلكها النادي ويدعم بها الفريق الأول، فنرى في كل موسم أكثر من لاعب يشارك مع الفريق بعيدًا عن الاستعانة بلاعبين من خارج النادي إلا في حالات قليلة جدًا، بينما في الفترة الأخيرة استعان النادي بلاعبين من خارج النادي وقام بعدة تجارب، ولم يستطع الفريق أن يحقق أي نتيجة إيجابية أو تحقيق بطولة، بالإضافة هدر أموال كثيرة في هذه التجربة، لكن الرفاعيين اليوم أمام فرصة لاستثمار أبناء النادي في إعادة ترتيب أوراق الفريق الأول والاعتماد عليهم، في ضوء أن فريق الشباب لكرة القدم قد حقق بطولة الدوري، الأمر الذي يؤكد أن النادي يملك أكثر من أحد عشر لاعبًا يمكن العمل معهم بأسلوب صحيح والاعتماد عليهم في تمثيل الفريق في مسابقة دوري الدرجة الأولى، ودعم الفريق بمحترفين مميزين من الخارج، وليس ذوو المستوى المتواضع، وقد لا يتحقق الطموح في أول موسم، لكن سيكون في الموسم الآخر أفضل، حتى يصل إلى مستوى الطموح، والعمل على إعداد فريق من أبناء النادي يحتاج إلى وقت وصبر حتى تُقطف الثمار، وأعتقد أن إدارة النادي وجماهيره صبروا كثيرًا وضيّعوا وقتًا ومالاً أكثر في الفترة الماضية التي كانت سلبية على الرفاعيين، نقول للرفاعيين الفرصة أمامكم الآن لتصحيح الوضع وترتيب أمور الفريق والاعتماد على أبناء النادي، والكرة في ملعب الرفاعيين.والأهلي هو الآخر سار في درب الرفاع نفسه في الاستعانة بلاعبين من خارج النادي! مع أن الأهلي معروف في عمله على الفئات العمرية واكتشاف المواهب، فنقول له ليس من العتب أن تبقى في الدرجة الثانية سنة أو سنتين، وإنما العتب عندما لا يكون لديك لاعبون تحت 21 سنة، فالعمل بالأسلوب السابق مع الفئات العمرية وزجها في الفريق الأول سيعيد للفريق مكانته في المستقبل، وأيضًا الكرة في ملعب الأهلاوية.الاحتراف «يبي بيزات»موضوع الاحتراف في كرة القدم أو أي لعبة أخرى بشكل صحيح كما في الدول المتقدمة، كثر الحديث فيه وأعدت ملفات له في الفترة السابقة، ولم يتغيّر من الوضع شيء، والآن طُرح الموضوع من جديد عبر مبادرة «استجابة»، ونحن نقول ببساطة والمفيد إن الموضوع لن يكتب له النجاح في ضوء الميزانيات المتواضعة والضعيفة التي تمنح للأندية، ومتى ما وُفّرت الميزانية المناسبة التي تقدر بمليون لأندية الدرجة الأولى في كرة القدم ونصف مليون لأندية الدرجة الثانية، حينها نستطيع أن نبدأ في مشروع الاحتراف بطريقة صحيحة، لكن ما دامت الميزانية التي تمنح للنادي 100 ألف دينار في الموسم، ويقوم النادي بصرف فوق هذه الميزانية 200 ألف دينار كلها ديون أو أكثر، لا يمكن أن يرى الاحتراف النجاح المطلوب، إذ يمكن أن يتحقق ذلك إذا وُفّر استثمار للأندية بقيمة مليون أو أكثر، أو أن تتبنى الشركات والبنوك هذه الأندية، أما غير ذلك فهي أحلام نتمنى أن تتحقق! والوسط الرياضي كان يحلم «من زمان» ومازال غارق في حلمه ينتظر مَن يوقظه!

مشاركة :