يقتلون القتيل... ويمشون في جنازته!

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت المفوضية الأوروبية مؤتمرها حول سورية في بروكسيل وحصلت على دعم كبير - على الورق - لمسألة اللاجئين السوريين، وصرحت منسقة الاتحاد الاوروبي موغيريني بأن المؤتمر سيكون خطوة لحشد الدعم السياسي لعملية السلام في سورية!وأضافت أنهم يريدون استخدام مؤتمر بروكسيل لإرسال رسالة للمجتمع الدولي مفادها بأن القتال يجب أن يتوقف في سورية فضلاً عن ضرورة بدء العملية السياسية! وقالت إن على السوريين أن يقرروا مصير بلادهم! تلفتُّ من حولي لأنظر في واقعية ذلك الكلام فلم أجد غير بلد ممزق لا تربطه أي روابط، فالشمال يمثل صراعاً بين الأكراد والقوات التركية، والوسط قد تم تفريغه من سكانه، أما الشرق في دير الزور والرقة فما زالت فلول داعش تتحرك فيه بالرغم من هزيمتها من قوات التحالف الغربي.وأما غالبية مناطق الغرب والساحل السوري، فقد أصبحت تحت سيطرة النظام المجرم، ومنها دمشق التي تم تطهير محيطها من غالبية سكانها من أهل السنة وإحلال الطوائف الأخرى مكانها.أما المهجرون الذين ناهزت أعدادهم العشرة ملايين، فلا يبدو بأن غالبيتهم سيتمكنون من الرجوع إلى ديارهم بل سيسيحون في الأرض ويكونون عالة على الدول الاخرى.إذاً عن ماذا تتكلم موغيريني وعن أي سلام تتحدث؟!إنه لمن الغباء أن نصدق بأن ماكرون قد قطع ذلك الطريق الطويل من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأميركية لكي يقنع ترامب بعدم إلغاء الاتفاقية النووية مع ايران، بل إن لقاءهما قد حصل لأمور أهم، ألا وهي كيفية استغلال تلك الأوضاع الكارثية اليوم في سورية من أجل رسم الخارطة النهائية لمستقبل ذلك البلد المنكوب، وبعدما سمحوا بقتل اكثر من مليون من أبنائه وهجروا الملايين، وبعدما فرغوا معظم المناطق من سكانها!وقد قالها ترامب بكل وضوح إن الواجب على دول المنطقة - ويقصد بها دول الخليج - أن تعيد إعمار سورية من أموالها لانها تملك الكثير، وربط بقاء القوات الأميركية في سورية بالأموال التي ستدفعها له الدول الأخرى! فهل شاهدتم صفاقة اكبر من تلك؟! وللأسف فإن بعض زعمائنا يتسابقون على مدح السياسة الأميركية واعتبارها صمام أمان لبلادنا وكأن الغربيين ليسوا هم من لعب تلك اللعبة، وقاد الى تلك النتائج الكارثية على بلادنا.لقد صرح السفير الأميركي الأسبق في سورية بأن سياستهم هي ترك الشعوب تتقاتل ويفني بعضها البعض ثم يتدخلون بعدها لفرض شروطهم!

مشاركة :