غياب حفتر.. هل يغير خارطة القوى في ليبيا؟

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«غياب» اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد الميليشيات الليبية في طبرق، عن المشهدين العسكري والسياسي في ليبيا، بسبب خضوعه للعلاج بمستشفى «بيرسي» في فرنسا، يثير نقاشاً على مستويات عدة بشأن مستقبل البلاد، وهل هي في طريقها للتوحد؟ أم لمزيد من الانقسام والتفتت؟. وفي تقرير لوكالة الأناضول كتبته إحسان الفقيه، اختلف المحللون بشأن تداعيات غياب «أهم» الشخصيات التي لعبت دوراً في الصراع الليبي، على الوضع الداخلي، وفقاً للاستقطابات المحلية والإقليمية والدولية التي تلعب دوراً في مسارات الأزمة الليبية، وكذلك الانقسامات السياسية. وتسود المشهد الليبي عموماً، حالة من الانقسام المجتمعي على خلفيات سياسية وقبلية بعد سبع سنوات من غياب العقيد معمر القذافي، والإطاحة به بثورة 17 فبراير 2011، التي لا تزال القوى الأساسية المتمسكة بثوابتها تصارع للخروج من أزمة شائكة عنوانها السعي لسيطرة قوى فاعلة متنافرة على البلاد باستخدام الوسائل العسكرية، بعد فشل حكومات عدة في إرساء أسس الحوار الداخلي، في ظل غياب مسار سياسي واضح يرسم العلاقة بين مختلف القوى الليبية الفاعلة. ومن المتوقع أن يؤدي غياب حفتر عن ساحة الصراع، إلى «إرباك الموقف عموماً في الشرق الليبي، الذي يلعب العامل القبلي الدور الأكبر في المنطقة، التي تمثل منطقة نفوذ حفتر منذ ظهوره على ساحة الصراع»، وفقاً للإعلامي المتابع للشأن الليبي، ياسين خطاب، في اتصال بـ «الأناضول». وتاريخياً ظلت القوى القبلية والمناطقية عوامل، ترجيح لطرف على طرف آخر؛ وهي قوى حتى الآن لم يتم استيعابها ضمن طرف من طرفي الصراع، كما أنها لا زالت تلعب دوراً أقل من حجم دورها المفترض، وهو ما لا يمكن لها أن تقبل به على المدى البعيد. لذلك، «سيحاول خصوم حفتر، الاستحواذ على بعض ما حققه من مكاسب ونفوذ، لا سيما في الغرب الليبي، وفي الجنوب أيضاً»، بحسب «خطاب». وأوضح أن «انتهاء دور حفتر، أو غيابه، سيؤثر على قوة ونفوذ القوات الموالية له في الغرب الليبي». وحول ما ستؤول إليه الأوضاع في الشرق الليبي، معقل نفوذ حفتر، رأى الإعلامي الليبي «خطاب»، أن تلك القوات «ستذوب في القوات التابعة لفائز السراج (رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق)، أو أنها ستتحول إلى مجموعات مسلحة متعددة الزعامات، وليست تحت زعامة واحدة يقودها حفتر قبل غيابه عن المشهد». وقال الأمين العام للتجمع الوطني الليبي أسعد محسن زهيو، (المحسوب على نظام القذافي) «عدم وجوب ارتباط المؤسسة العسكرية عموماً بأفراد، لأن هؤلاء ككل البشر إلى زوال». أما المفكر الليبي، السنوسي بسيكري، مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، فيرى أن الخيارات المتاحة أمام الأطراف الداعمة لحفتر، سيكون عليها مع غيابه عن المشهد الليبي، أن «تبحث عن شخصية قيادية جديدة». وأشار بسيكري، إلى «صعوبة» مهمة «إيجاد البديل القادر على تجميع الجميع»، ومع هذا فإن «شخصية بديلة يتم دعمها سياسياً ومادياً يمكن أن تلعب بعض ما كان يقوم به حفتر، من أدوار يؤديها في الساحة الليبية».;

مشاركة :