أخطاء التحكيم المصري في مباراة القمة لا تغتفر

  • 4/26/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - عاد التحكيم المصري بعد غياب أربع سنوات مجددا إلى مباريات القمة، وأسند اتحاد الكرة مهمة تحكيم المباراة التي ستجمع بين الأهلي والزمالك، في الأسبوع الرابع والثلاثين من مسابقة الدوري المحلي، إلى الحكم محمد الحنفي ويعاونه كل من، سمير جمال وعبدالفتاح عريشة، وسامح فاروق حكما رابعا وأمين عمر وسعيد حمزة حكما خامسا، غير أن هذا القرار أثار جدلا واسعا وكان الأهلي أول المعترضين على طاقم التحكيم، برغم أنه حسم البطولة لصالحه مبكرا. تعتبر القمة التي تحمل الرقم 116 في تاريخ لقاءات الفريقين هادئة نسبيا، بسبب فارق النقاط الكبير بين طرفيها، فالأهلي الذي يحتل المركز الأول له 85 نقطة، أما غريمه الذي يقبع في المركز الثالث له 58 نقطة، لكن ذلك لا يمحو حساسية اللقاء الذي يصنف بين جماهير الناديين على أنه بطولة خاصة، حتى وإن كان خارج المنافسة على الألقاب. لكل فريق من الفريقين مآربه الخاصة من المباراة، فالأهلي يأمل في تخطى الرقم القياسي لعدد النقاط في موسم واحد والمسجل باسم الزمالك (87 نقطة في موسم 2014- 2015)، وإذا فاز باللقاء سيصل إلى النقطة 88 أي بفارق نقطة واحدة، أما الزمالك لا يزال يحدوه أمل في المنافسة على المركز الثالث من أجل المشاركة في كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية). المباراة تصب في صالح الأهلي، الذي قدم لاعبوه موسما جيدا أهلهم لحصد اللقب قبل نحو 8 أسابيع على انقضاء الموسم الأهلي الذي فاز في آخر قمة في يناير الماضي بنتيجة (3-0)، يواجه جهازه الفني بقيادة حسام البدري أزمة بسبب غياب عدد من العناصر المؤثرة، أبرزها المهاجم المغربي وليد أزارو، بعد إصابته بشد في العضلة الخلفية التي تعرض لها خلال مباراة بتروجيت الأخيرة، كما أن هناك محاولات لتجهيز حسام عاشور، أما المهاجم صلاح محسن فتوجد صعوبة في الاعتماد عليه لعدم جاهزيته الفنية بعد عودته من الإصابة، وكذلك مروان محسن. وفرض خالد جلال المدير الفني الجديد لفريق الزمالك السرية على معسكره، ويسعى لتقديم مباراة جيدة والفوز على الأهلي في آخر لقاء له على مقعد المدير الفني، بعد أن تعاقد النادي مع السويسري كريستيان غروس، وتعتبر المباراة فرصة أمام لاعبي الزمالك لمصالحة الجماهير الغاضبة من نتائج الموسم الحالي المخزية. تصب المباراة فنيا لصالح النادي الأهلي، الذي قدم لاعبوه موسما جيدا وأداء جيدا أهلهم لحصد اللقب قبل نحو 8 أسابيع على انقضاء الموسم، والأهم هو الحالة المعنوية المرتفعة للاعبين، على عكس الوضع في الزمالك الذي يدخل لاعبوه اللقاء وهم يحملون على عاتقهم ضغطا كبيرا لضرورة تحقيق الفوز، لأن ذلك يعني محو حالة الغضب الجماهيري نسبيا، على اعتبار أن الانتصار على الغريم التقليدي بطولة خاصة. أمام هذه الحالة يكون حكم اللقاء أيا كانت جنسيته في موقف صعب، والحكم المصري تحديدا يتنفس الصعداء إذا مرّت المباراة بسلام، حتى وإن كانت لا تحظى باهتمام جماهيري وإعلامي على غير العادة، لأن نتيجتها لن تغير في ترتيب الدوري شيئا بالنسبة للفريق البطل. بمجرد طرح اسم الحكم الدولي جهاد جريشة لإدارة اللقاء، اعترض عدد كبير من أعضاء اتحاد كرة القدم، خوفا على تعرض جريشة لهجوم جماهيري إذا أخطأ في بعض قراراته، وهو ما يؤثر عليه قبل مشاركته في بطولة كأس العالم التي تنطلق في روسيا منتصف يونيو المقبل، بينما يرى المؤيدون أن تولي جريشة المهمة فرصة جيدة أمامه وهو تكريم يستحقه، لذلك كان الاستبعاد هو الحل الأمثل. حساسية لقاءات قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، تضع اتحاد كرة القدم في موقف حرج والأخطاء التحكيمية في مباريات القمة لا تغتفر بالنسبة لجماهير الناديين، وقد تعرض الحكم لاتهامات بأنه يعمل لصالح فريق على حساب آخر، وهو ما حدث فعليا مع حكم مباراة اليوم محمد الحنفي المحسوب على الزمالك، وكان الأهلي أول المعترضين، بعد أن حذر مدير الكرة سيد عبدالحفيظ من خطورة الحكم المصري، وقال “من الأفضل الاستعانة بحكم أجنبي نظرا لحساسية اللقاء”. حتى أن مباريات القمة لا تمر بسلام في وجود الحكام الأجانب، ولا يزال البعض يتذكر واقعة مباراة عام 1993 عندما طرد الحكم الدولي السوري جمال الشريف، مدافع الزمالك نبيل محمود لعرقلته أيمن شوقي مهاجم الأهلي بعد أقل من 3 دقائق من بداية اللقاء، وهو ما دفع الجهاز الفني ولاعبي الزمالك للاعتراض على الحكم الذي كاد أن يلغى المباراة. وشهدت مباراة القمة في الدوري موسم (1998- 1999) واقعة غير مسبوقة بسبب انسحاب فريق الزمالك من الملعب بعد 5 دقائق فقط من بدء اللقاء، احتجاجا على قرار الحكم الدولي الفرنسي مارك باتا، بطرد لاعب الزمالك أيمن عبدالعزيز، وهو ثاني أسرع طرد في تاريخ لقاءات الفريقين بعد قرار الشريف. وهناك واقعة أخرى في موسم (1995- 1996) بطلها الحكم الدولي المصري قدري عبدالعظيم، واشتعلت أجواء المباراة بعد الهدف الثاني الذي أحرزه حسام حسن، مهاجم الأهلي آنذاك،وانتهت المباراة بانسحاب الزمالك بسبب اعتراضه على صحة الهدف، وتجنبا لمثل هذه الأزمات يلجأ اتحاد الكرة إلى الحكم الأجنبي، ليس لأنه لا يخطئ بل لأن وصمة الخطأ ستلاحقه طوال الموسم. ولم يدر الحكام المصريون لقاءات القمة إلا في مرات تعد على أصابع اليد الواحدة، وكانت آخر صافرة مصرية للحكم قبل أربعة أعوام حين أدار الدولي إبراهيم نورالدين، مباراة الفريقين في مسابقة الدوري عام 2014، وفاز فيها الأهلي بهدف نظيف.

مشاركة :