طالب الكاتب الصحفى عبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، خلال مقاله اليوم من كل مواطن وشاب أن يبحث في ذاته ليكتشف نقاط القوة والنجاح، مؤكدا أن مصر اعتادت علي صنع المعجزات.. وتجاوزت الفشل والإحباط إلي التحليق في سماء المستقبل.وقال عبد الرازق إن الفرعون المصرى محمد صلاح نجم منتخب مصر ونادي ليفربول والحاصل على أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي تحول من لقب مغمور في قرية "نجريج" المنسية إلى أعلى مراتب العالمية.وإلى نص الحوار « كل يوم يتأكد للجميع أن مصر تقدر.. كل يوم تبعث السماء برسالة أن مصر تستطيع سواء علي مستوي الدولة أو المواطن في الماضي والحاضر.. الدولة تكون في قمة الانكسار وإذا فجأة تحقق قمة الانتصار.. وفي أحيان أخري تكون علي مشارف الهلاك والسقوط.. وإذا بها تكون في قمة التألق والقوة وتحقق المعجزات.. يصاب المصريون أحيانًا باليأس والإحباط ليأتي الشخص المناسب في الوقت المناسب ليفتح أمامهم طاقات الأمل والتفاؤل والرؤية والإرادة.. لنخرج برسالة مهمة وقوية أن مصر علي مر الزمان هي مركز المفاجآت والإبداع والقدرة علي قهر المستحيل والظروف والصعاب وتحدي التحدي. نماذج كثيرة من دفتر أحوال الماضي والحاضر.. وأمثلة عديدة نسوقها في هذا المقال تؤكد قدرة مصر إذا وجدت الرؤية والإرادة والإصرار علي مستوي الدولة والمواطن.. فتكون النتيجة امتطاء قمة الجبل في التقدم والنصر والإبداع والتألق. لم يكن يخطر علي عقل بشر أو يتصور عاقل أن تقوم لمصر قائمة بعد نكسة 1967 لن أتحدث أو أكرر أسباب ما حدث لكن المؤسسة العسكرية العريقة العظيمة تعرضت لظلم كبير وبعد 6 سنوات سطر المصريون وجيشهم العظيم ملحمة أشبه بالمعجزة العسكرية وحققت انتصارًا مدويًا وقف أمامه العالم إجلالًا واحترامًا للعسكرية المصرية بعد العبور إلي الضفة الشرقية وإسقاط وهم خط بارليف ونجحت مصر في استعادة سيناء بالقتال الذي فرض السلام العادل.. سلام الأقوياء بعد أن ظن كثير من العالم ان سيناء لن تعود وأن مصر لن تقوم وإذا بها تنتصر أعظم انتصار. وفي ثورات الخراب العربي 2011 التي قامت علي أكتاف الذين جندهم الخارج وجيشهم كطابور خامس وحاولوا بمعاونة قوي دولية إسقاط مصر لكن الجيش المصري العظيم حال دون أن يحدث ذلك بالتخطيط الجيد والدفاع عن حق مصر في البقاء والوجود ونتيجة لجهود رجال شرفاء في الجيش المصري تعاهدوا وأقسموا علي التضحية من أجل مصر وتحملوا ما لا تطيقه الجبال في سبيل ألا يسقط الوطن.. وسطر رجال القوات المسلحة ملحمة عظيمة في العطاء والفداء حالت دون أن تضيع البلاد.. ليكتب التاريخ من جديد ملحمة أخري كتبها رجال شرفاء لا يعرفون إلا الشرف والشجاعة والحق في وقت كان يظن الجميع بمن فيهم الصديق والشقيق والعدو أن مصر لن تنجو ولن تعود.. لكن الرجال يصنعون دائمًا الفارق.. ويبهرون العالم.. فقد تكالبت قوي الشر وجندت الخونة والطابور الخامس وجماعات وتنظيمات الإرهاب وحاولوا ايقاع الفتنة بين الجيش والشعب.. وتأجيج نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين واستهداف مؤسسات الدولة وتمكين جماعة الإرهاب والضلال المسماة زورًا بالإخوان المسلمين ودافع الجيش وشرفاء الوطن عن وجود مصر العظيمة. وفي 30 يونيو 2013.. اعتقد أعداء مصر ان الأمور دانت لهم بعد أن وصل الإخوان إلي حكم مصر وأصبح محمد مرسي المعزول رئيسًا عندما توقف الزمن أن يحققوا أهدافهم وينفذوا ما خططوه من سيناريوهات للتقسيم والإسقاط لمصر وتمكين العدو الصهيوني وإحداث خلل وفجوة عميقة في موازين القوة بالمنطقة وابتلاع الأمة العربية بعد إسقاط مصر لا قدر الله فهي الجائزة الكبري وقلب الخرشوفة كما يطلقون عليها واستشعر الشعب الخطر علي وجود مصر بعد أن اكتشف خيانة الجماعة الإرهابية وتآمرها علي الأرض والوطن.. لذلك قام المصريون من جديد ووجهوا النداء لجيشهم العظيم فوجدوا قائدًا نبيلًا شجاعًا شريفًا مخلصًا اسمه الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي ورجاله الشرفاء من أبطال القوات المسلحة الذي قرر بشجاعة وشرف ورجولة المؤسسة العسكرية المصرية أن يقف إلي جوار شعبه حاميًا لهم ولمقدراتهم من بطش وتنكيل الإخوان المجرمين.. وصان إرادتهم وكلمتهم التي كانت نافذة فالشعب هو الذي يأمر فكانت ثورة 30 يونيو نتاج عبقرية المصريين ووطنيتهم وذكائهم والتي اجهضت كل المؤامرات وعطلت كل المخططات وقلبت الطاولة في المنطقة علي كل الأعداء الذين سعوا بمعاونة الجماعة الإرهابية لابتلاع مصر وقهر شعبها واستقطاع أرضها مثل سيناء وتحويلها إلي سوريا وليبيا واليمن لكن الشرفاء في مصر وجيشها وشرطتها ابدًا لم ولن يفرطوا في حق هذا الوطن العظيم في الحياة والمستقبل الأفضل. كان الأعداء يعتقدون أن مصر لن تقوم لها قائمة علي الاطلاق وعندما جاءت ثورة 30 يونيو أصيب الخونة في إسرائيل وغيرها والإخوان وقطر بالجنون.. وأصيب أردوغان بلوثة عقلية وجن جنونه من فعل المصريين وعبقريتهم وشجاعتهم. لم تنته ثورة "30 يونيو".. لكن وتيرة العمليات الإرهابية تصاعدت وازدادت حدة لكن رجال وأبطال الجيش والشرطة تصدوا لمحاولات إرهاب المصريين وإسقاط الدولة ومؤسساتهم فكانت تضحياتهم وبطولاتهم سببًا رئيسيًا في استعادة أمن واستقرار مصر وشعبها ولتبدأ مرحلة جديدة من النماء والتنمية والخير والمستقبل ويحصد المصريون نتاج وحصاد صبرهم وتضحياتهم علي مدار هذه السنوات. تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي مصر عندما أصبح رئيسًا لها وهي أشلاء وشبه دولة علي شفا الإفلاس والانهيار ولا تستطيع أن تلبي مجرد احتياجات شعبها وأوشك احتياطي البنك المركزي من العملات الصعبة علي النفاد وهناك أزمات مزمنة وطاحنة في الكهرباء وطوابير طويلة يموت فيها المواطنون للحصول علي الخبز والبوتاجاز والبنزين.. واقتصاد راكد وخامل.. ولكن عندما تتواجد الرؤية والإرادة والإصرار والعزيمة والصدق والتجرد وإنكار الذات والبحث عن المصالح العليا للوطن دون طمع في سلطة أو سعي لشعبية علي حساب الوطن.. كذلك فكر وعمل الرئيس السيسي وصارح شعبه واعتمد علي إشعال طاقات العمل والإرادة والصبر لديه علي مدار 4 سنوات فتحققت المعجزة وانصلح الحال.. وتتطور الأمور كل يوم إلي الأفضل.. فالبلد الذي كان علي وشك الانهيار وحافة الإفلاس شهد معدلات مذهلة في العمل وجسدت الأرقام والمؤشرات الدولية حالة المصريين واصطفافهم من أجل إنقاذ وطنهم ووضعه في المكان اللائق فجاءت النتائج فقد أنجز المصريون 11 ألف مشروع في أقل من 4 سنوات وبتكلفة تريليوني جنيه مصري ومشروعات في جميع المجالات وتلبي طموحات وتطلعات المصريين وتعالج وتتصدي بنجاح للمشكلات والأزمات المزمنة سواء في البنية الأساسية في مشروعات الطرق والكباري والإسكان وتطوير وإنشاء المطارات والموانئ الجديدة.. وإعادة صياغة ثروات ومقدرات مصر وإمكانياتها ومواردها وتوسيع المساحة التي تعيش عليها لتصبح 12% بدلًا من 6% وإقامة 15 مدينة جديدة في جميع ربوع مصر واستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان وتنفيذ مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية والمزارع السمكية العملاقة والمزارع الحيوانية المليونية والمدن الزراعية الشاملة والمتكاملة ومزارع الدواجن وحقول البترول والغاز الجديدة وعلي رأسها حقل ظهر ومشروع تعمير وتنمية سيناء والنهضة الصناعية الكبيرة وغيرها من المشروعات الكبري. ولم تأت شهادات أعرق المؤسسات الاقتصادية الدولية في حق الاقتصاد المصري من فراغ فالبنك الدولي يشيد بالإصلاح الاقتصادي وارتفاع معدلات زيادة وتدفق الاستثمارات ونجاح الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات الكبري التي ستدفع مصر إلي المقدمة.. هناك أيضًا مستقبل واعد خلال السنوات القادمة وبحلول 2030 ستصبح مصر من أفضل 30 اقتصادًا في العالم.. كل هذه البشائر والنجاحات والإنجازات تمت ونفذت برؤية وإرادة وفكر ثاقب وعزيمة وصبر بعد أن كانت مصر علي مشارف الضياع والإفلاس لتضرب الدولة النموذج والقدرة والثورة علي التحدي وعدم اليأس والاحباط.. فما حققته مصر- السيسي يجعلنا أمام تجربة ونموذج فريد في النجاح جاء من رحم الإحباط واليأس وتحول إلي معجزة بكل المقاييس. ما تقدمه مصر الآن من عطاء وتنمية وبناء يعد أيضًا نموذجًا في الوقت الذي تواجه فيه الإرهاب وتطهر سيناء من دنس ورجس الخونة من شياطين المؤامرة يضعنا أيضًا أمام تجربة ونموذج فريد لتحدي الصعاب والمعوقات والمستحيل ليتحول إلي باقات من الأمل والنجاح والإنجازات هذا شأن الدولة تنجز وتصنع الأمل وتتحدي الصعاب وتحقق معدلات فريدة في النجاح وتصعد من القاع إلي القمة في ثقة وثبات.. علي الجانب الآخر فالمواطن أيضًا مطالب بعدم الاستسلام والإحباط واليأس وتعليق أحواله علي شماعة الظروف والامكانيات والحكومة والدولة.. ولابد أن يبحث في داخله عن قدرات وامكانيات يستطيع من خلالها ان يحول حالة اليأس والاحباط بداخله إلي طاقة أمل ونجاح. ليس محمد صلاح فقط هو النموذج الوحيد بين المواطنين المصريين والذين خرجوا من رحم ظروف غاية في الصعوبة فهناك الآن النماذج المصرية التي امتلكت القدرة علي التفوق والابداع وايجاد مكان مرموق في العالم لن أقول نجيب محفوظ أو أحمد زويل أو محمد صلاح ولكن هناك أبطال حقيقيون عملوا خلف الستار وبتضحياتهم وعطائهم سواء من رموز الدولة أو المؤسسة العسكرية أو الأمنية والشهداء الذين عزفوا سيمفونية العطاء والوفاء. محمد صلاح النجم العالمي في كرة القدم هو حالة مصرية قابلة للتكرار مرات ومرات إذا امتلكنا الثقة والإيمان بقدراتنا كمواطنين في التفوق والابداع والوطنية ومطلوب منا أن نواجه أنفسنا في حالة مكاشفة ووضوح ونلومها في تقصيرنا في حق أنفسنا وفي حق الوطن. مطلوب منا كمواطنين وكشباب ألا نرتكن لليأس والاحباط وننظر في داخلنا لنري طاقات النور والملكات والقدرات لنوظفها جيدًا لتساعدنا في إيجاد مكان يوفر لنا سبل العيش الكريم في المجتمع.. مطلوب منا ان نتطهر من الأخلاقيات المتدنية والسلبية وافتقاد الطموح والارادة وان نحرص علي التعلم ولا نتعالي علي الآخرين وان يكون لدينا استعداد دائم لتلقي الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين نعافر ونقاتل من أجل النجاح لا يجب ان تقهرنا قلة الامكانيات فالفكرة الواحدة ربما تحقق ما لا تستطيع دولة ان تحققه علينا فقط ان نمتلك زخيرة الارادة واكتشاف القدرات بداخلنا والتحدي فمحمد صلاح هو ابن قرية لم تكن معروفة ربما في الغربية نفسها "نجريج" وهي مسقط رأس النجم العالمي.. صلاح نموذج للقدرة علي اصلاح الحال وقهر الظروف وإلقاء شماعات اليأس والاحباط.. صلاح نموذج في أخلاقياته وعدم استجابته للشهوات والنزوات وكيفية حرصه علي الانضباط وزيادة قدراته والحفاظ علي معنوياته وعدم تحديد سقف لطموحاته.. هو نموذج أيضًا لاثبات الذات وحالة لابد ان تتفشي وسط الشباب الذي يسعي ويكافح لتحقيق النجاح ليس فقط في الكرة أو الرياضة ولكن في كل المجالات. حصول محمد صلاح علي أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي هو حالة مصرية لإجبارنا علي وداع سلبياتنا وإصرارنا علي التذرع بالظروف والصعوبات.. رسالة أن نتحلي بثقافة جديدة هي الإيجابية والارادة الحديدية.. نموذج صلاح وتجربته فرصة لا يمكن أن نهدرها في تحويل غرف الظلام الي طاقات نور وأمل.. ان نودع الابتذال والتدني.. ان نكون نموذجًا في الوطنية أن نترك مواقعنا علي السوشيال ميديا ونعلن حيَّ علي الفلاح والنجاح.. أن نقدس هذا الوطن.. ونصطف جميعًا عندما يحدق به الخطر.. تعلموا من دول عندما تجد ان أحدًا يمس الأوطان.. تقوم علي مواقع السوشيال ميديا.. وتتحول إلي أسلحة للدفاع عن بلادهم.. كيف ونحن نبث الأكاذيب ونشوه مصر ونهين رموزها ونسخر من تضحيات أبنائها فهل هذا سلوك الشرفاء.. صلاح حالة تجعلنا نحرص علي ان يكون علم مصر مرفوعًا في كل مكان واسمها هو الأغلي في الوجود.. حالة صلاح.. المواطن المصري.. ونموذج الدولة المصرية العظيمة التي تجتاز بثقة فترات الاحباط والاخفاق ومحاولات الاسقاط إلي صنع المعجزات والتحولات الإيجابية حالة صلاح نداء لاصلاح حالة المواطنين والشباب والبداية من أنفسهم من داخلهم وليس الارتكان إلي مشاعر اليأس والاحباط والهزيمة من أعماق الذات. ما حدث في الدولة المصرية خلال 4 سنوات.. وما حققه محمد صلاح.. نموذجان تقدمهما الدولة والمواطن لكيفية هزيمة الظروف وامتلاك القدرة علي العبور والصعود إلي مساحات أرحب في السماء.. والنجاحات والانجازات رسالة إلينا جميعًا.. فتش في ذاتك.. ابحث عن قدراتك.. ستصل إلي ما تريد.. الظروف ليست شماعة.. يمكن تحويلها بإرادتك إلي قوة دفع للنجاح والتميز.. الدولة وصلاح.. الوطن والمواطن من القاع إلي القمة.. هكذا هو الإنسان هكذا يطالبنا رب العباد.. هذا ما طالب به الرئيس السيسي عندما خاطب الشباب وطالب بالكفاح والمعافرة حتي يجد لنفسه مكانًا في المجتمع. علينا أن نواجه أنفسنا ونصارحها لنجد ان هناك ثقافة وسلوكيات وطاقات سلبية كثيرة لا يمكن أن تبني مستقبلًا.. لا يجب ان تكون الدولة أو الحكومة هي الشماعة التي نعلق عليها فشلنا واخفاقاتنا وعدم تحقيق طموحاتنا. الدولة.. وصلاح.. هما نموذج لكيفية صلاح الحال.. وإصلاح الأوضاع السيئة وتحويلها إلي طاقات نور وإبداع وتفوق ونجاح كبير لسنا أقل من ان نقتدي بنموذج الدولة التي تحولت من فاشلة إلي مبدعة.. ونموذج صلاح وغيره من مجرد مغمور إلي نجم عالمي ومبدع.. لسنا أقل من شهداء ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم.. لسنا أقل من علماء مصريين موجودين في كل بقاع العالم يسطرون أمجادًا لمصر ولأنفسهم. ابحثوا في أنفسكم.. واكتشفوا.. قدرات وطاقات ابداع بدلًا من الارتكان إلي اليأس والإحباط وتعليق الفشل علي شماعة الظروف.. الإرادة والإصرار هما الطريق إلي النجاح.. تحقق الأمل للوطن والمواطن.. اجعلوا من مصر والآلاف من محمد صلاح.. نموذجًا وقدوة لتحقيق الذات ونيل شرف تشريف الأوطان.
مشاركة :