منذ قرن تقريبا وبالتحديد في الرابع عشر من شهر أبريل عام 1918م بعد عقد مؤتمر (بازل)، الذي نظمه اليهود وأنفقت عليه الماسونية الصهيونية، شهدت الكرة الأرضية قرنا من الزمن يمر بأمور غريبة وعجيبة وأحداث سريعة، على المستوى السياسي والثقافي والعسكري، وشهد أيضا حربين عالميين هي الأولى والثانية والتي سارعت بخطى أكبر في تغيير شكل وتوجه العالم وخروج قوى عظمي لتعود بين صفوف الدول النامية وبروز قوى عالمية على أساس انها قوى عظمي وطمس هوية دول مثل الدولة الفلسطينية التي أصبحت قاب قوسين أو أدني من الضياع وخروج دولة صهيونية على أنقاض الأرض الفلسطينية المحتلة.كما شهد القرن الفائت أيضا تفكك أكبر أمبراطورية بعد أن أعلن مصطفى كمال أتاتورك انتهاء الخلافة العثمانية في عام 1924م في نهاية العقد التاسع من القرن الماضي شهد العالم تفكك الاتحاد السوفيتي إلى دويلات.إذا أردت الإجابة على السؤال الذي يحمله عنوان المقال دعنا نفكر بعقلانية ونتحاور عقلا بعقل، ونبدأ من الانتخابات الأمريكية التي أفرزت أسوأ آخر أربعة رؤساء لها تحت زعم أن هناك في أمريكا انتخابات نزيهة وحرة كما يعتقد البعض، وإذا تأملنا وصول آخر أربعة رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية للحكم في أمريكا فإنهم لم يفوزوا في الانتخابات بطريقة ديمقراطية، كما يصدرها الإعلام الأمريكي، ويعتقد البلهاء من المعجبين والمبهورين بالديمقراطية الأمريكية وتجاربها في التطبيق الفعلي في الانتخابات الرئاسية التي يهتم بها العالم كله وتم اختيارهم بانتقائية شديدة جدا بما يؤدي الدور المنوط به وتنفيذ القرارات التي تملي عليهم من خلف الستار.- لا أعتقد أن بوش الابن يستطيع اكتساح الانتخابات أمام آل جور ومن غير المعقول أن الدولة الأمريكية التي تمتلك أكبر قدر من التكنولوجيا أن تخطئ في تعداد الأصوات بين بوش وبين آل جور، ويتم إعادة الفرز في بعض الولايات بالطرق البدائية والعد اليدوي.. فهل يمكن أن يصدق العاقل هذا الأمر؟ - وماذا لو حدث نفس اللغط في دولة مثل مصر هل تصمت الولايات المتحدة الأمريكية؟.. وهل يكتفي اللوبي الصهيوني الذي يحكم الولايات كلها من خلف الستار بمصمصة الشفاة؟ وبالتالي يجب أن نعلم جيدا أن بوش الابن جاء ليرسم الدور الذي ستكون عليه المنطقة العربية فيما بعد والتمهيد لتقسيم العراق إلى 3 دويلات كما يحدث الآن، الأكراد في الشمال، السنة في الوسط، والشيعة في الجنوب عند "العتبات المقدسة".ونفس الأمر سينطبق على الرئيس السابق باراك أوباما، ذلك الوجه الجامد الذي جاء لينفذ ما يسمى بالربيع العربي او إن صح التعبير "الخراب العربي".وترامب الرئيس الحالي لا يختلف عن سابقيه كثيرا بل يتفوق عنهم جميعا، فهو رجل بلا قيم أو أخلاق، جاء لينفذ القرارات والأوامر التي لا يمكن تنفيذها إلا بهذا الوجه وبهذه الصورة والعقلية المختلة، والعدوانية، ولنا عبرة في قراره المشئوم الذي لا يقل في خطورته عن وعد بلفور، حينما أعلن عن أن تكون القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس. ترامب الذي أمر بتوجيه الضربة الأخيرة على الأراضي السورية في الرابع عشرة من شهر ابريل الجاري، وإطلاقه 159 صاروخ كروز على منشآت وهمية لم يقصد سوريا أو نظام الأسد بل كانت عبارة عن رسالة للعرب الذين أعلنوا عن بدء القمة العربية فرد عليهم ترامب عشية عقد القمة بهذه الصواريخ وعليكم إرسال فاتورة الحساب على وجهة السرعة، وبالتالي يمكن وصف الهجمات الأمريكية البريطانية الفرنسية بالعدوان الثلاثي الثاني على العرب وعلي القمة العربية التي يجتمع فيها حكامنا الأجلاء.كما أن الهدف من هذه الهجمات بهذا الشكل المقزز هو بمثابة إعلان شهادة وفاة للمنظمات الدولية بعد أن تجاهل المرور على مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، كما أن هذه الضربات رسالة أيضا للدولة الروسية تشير إلى أن روسيا لن ترقى إلى أن تكون قوى عالمية تنافس الولايات المتحدة الأمريكية، وهو في الواقع أن روسيا لم تفعل شيئا سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولكن كل ما فعلته مجموعة من البيانات الإعلامية التي خرجت من مبنى "الكرملين" الهجمات كانت رسالة للعرب لما سيكون عليه شكل المنطقة مستقبلا على طريقة ممنوع التصوير أو اللمس وبالتالي فإنه من غير المعقول أن ننتظر من الشيطان حل أزماتنا الداخلية أو المساهمة في حل الأزمة السورية، بدليل أنها تقوم بتدمير البنية الأساسية لسوريا سواء كانت سياسية أو عسكرية، وتقديم خدمات جليلة للكيان الصهيوني المتربص على الحدود.- أعود لطرح سؤال عنوان المقال الذي تقرأه الآن.. من الذي يحكم العالم؟ الإجابة واضحة وضوح الشمس ويجب أن نجيب إجابة صريحة ولا نخبئ رؤوسنا في الرمال مثل النعام.. نعود لوعد بلفور في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي الذي يمثل قمة الحركة الصهيونية مع رويتشل من خلال برتوكولات "آل صهيون" بعد أن نظرت حكومة جلالته بعين العطف للشعب اليهودي والحركة العالمية الصهيونية، على أن يفهم جليا وبناء مقام قومي يهودي يحمي ويحفظ الكيان الصهيوني بالأرض المقدس كما يعتقدون وطرد أصحاب الأرض الحقيقيين والعيش على أنقاضهم وجثثهم المتناثرة عبر الزمان الذي تعدى الآن قرن أو يزيد قليلا.اذا أردنا أن نعلم جيدا من يحكم العالم.. اقرأ جيدا تاريخ آل صهيون في وبولندا وايطاليا وإسبانيا وسويسرا والقاهرة وبورسعيد وبلاد الشام.اقرأ جيدا جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة التي أصبحت قضية العرب والمسلمين في شتي بقاع الأرض ومحاولتهم المستمرة في تهميش القضية الفلسطينية وجعلها قضية قومية تخص العرب أو قضية وطنية تخص الفلسطينيين وتفريغها من البعد الإسلامي من أجل أن تموت القضية في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ويسهل على اليهود التهامها كما يحدث حاليا.اقرأ جيدا عن مذبحة دير ياسين 1948م، مذبحة كفر قاسم عام 1956م، مذبحة صبرا وشاتيلا 1982م، مذبحة الأقصى الأولى 1990م، مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م، مذبحة الأقصى الثانية (انتفاضة النفق) 1996م، ومذبحة الأقصى الثالثة 2000م.في النهاية وبعد سرد هذه القراءة السريعة يجب أن نعلم أن أمريكا ليست هي من تقود العالم ولكن هناك لوبي صهيوني يصنع الرئيس ويحرك البيت الأبيض بأمواله ويوجه الكونجرس كيفما يشاء ويريد.. اللوبي الصهيوني يحرك العالم ويصنع الفتن ويدرب الجلادين ويقرر مصير من يشاء.
مشاركة :