من الشغف بفرقٍ رياضيةٍ معيّنة، والاستماع إلى نوع الموسيقى محدد، والضحك على الدعابات نفسها... لا شك أن اصدقاءكم هم كالمرآة بالنسبة إليكم، يشاركونكم همومكم، ومشاكلكم، وهواياتكم، وأفكاركم، وانطباعاتكم عن الناس والحياة. ولكن هل فكرتم يوماَ في أن حدود الصداقة بينكم قد تكون أبعد من كل ذلك وتشمل موجات الدماغ؟تشابه استثنائي يبدو أن اختياركم لأصدقائكم لا يأتي عن عبث، بل إن أدمغتكم تتشابه مع أدمغتهم، وفق ما تؤكده دراسة نشرت في مجلة Nature. via GIPHY قبل فترة طويلة، أيقن الباحثون أن الناس يميلون إلى اختيار الأصدقاء الذين يشبهونهم من ناحية العمر، والعرق، والدين، والوضع الاجتماعي الإقتصادي، والمستوى التعليمي، والميل السياسي، ومستوى النضج، أو حتى قوة القيادة. غير أن الأبحاث كشفت أخيراً أن جذور الصداقة قد تمتد إلى أعمق مما كنا نعتقده في السابق: أدمغة الأصدقاء المقربين متشابهة بشكل ملحوظ. كيف تم التوصل إلى هذا الاستنتاج؟ أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه من أجل فحص وظائف أدمغة الأصدقاء خلال مشاهدة مقاطع فيديو متنوعة، استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي، ووجدوا أن هناك انسجاماً واضحاً بين الأصدقاء مقارنة بالأشخاص الآخرين. وبالتالي، توصل الباحثون إلى القول إن الاستجابات العصبية عند مشاهدة هذه الأفلام تتشابه بشكلٍ ملحوظٍ بين الأصدقاء، كما أن الدماغ يعطي تأثيرات متشابهة في حالة المكافآة أو الملل، مما يشير إلى أننا نشعر بطريقة استثنائية بأصدقائنا ونتأثر بهم كثيراً من ناحية إدراكنا للعالم من حولنا والاستجابة له. وقد علّقت الباحثة "كارولين باركنسون" على هذه الدراسة بالقول:" صدمت بشدة من التشابه الاستثنائي بين الأصدقاء"، مؤكدةً أن الأصدقاء قد يكونون متشابهين في اهتمامهم ونظرتهم إلى العالم من حولهم: "هذا التشابه يمكن أن يسهل عملية التشابك بين الأشخاص وعملية التفاعل الاجتماعي".أقوال جاهزة شاركغردعدم البوح بما نشعر به قد يخنقنا ويحبس أنفاسنا، والأمر يتطلب شخصاً يهتم بما نشعر به، فيسمعنا وينقذنا حتى عندما تعجز الكلمات عن التعبير عن أفكارنا. شاركغردتمضية الوقت مع الأصدقاء تساهم في تقليل مستويات التوتر، خاصةً أن وجود صديق قريب منا يجعلنا نضحك حتى من دون سبب. حظيت هذه الدراسة التي استخدمت مقاطع الفيديو لتحليل ما يدور في عقول الأصدقاء، بتقدير "أليكساندر نيهاماس"، أستاذ الفلسفة في جامعة برينسوت وصاحب كتاب "On Friendship"، والذي اعتبر أن "الخيارات الجمالية التي نقوم بها، والأشياء التي نحبها، ومذاقنا في الفن، وفي المسرحيات، وفي التلفاز وفي الأثاث"، هذه كلها عناصر تكوّن شخصيتنا وتعكس حقيقة من نحن عليه. أكمل القراءة "الكيمياء الجيّدة" الصداقة الحقيقية هي التي تكون أعمق من المصالح المشتركة وتتجاوز حدود "اللايكات" على فيسبوك والقلوب على إنستغرام. نتحدث هنا عن "الكيمياء الجيدة" بيننا وبين الأصدقاء، والتي تؤثر كثيراً على صحتنا ورفاهيتنا وسعادتنا. بالرغم من أن تكوين الصداقات والحفاظ عليها أمرٌ مرهق، خاصةً في غياب الوقت الكافي والأشغال اليومية، فإن الروابط بيننا وبين الأصدقاء حاجة ضرورية وفقدانها يرتب أضراراّ وخيمة أشبه ببعض الأمراض، مثل السمنة، ارتفاع ضغط الدم، عدم المواظبة على الرياضة، تدخين السجائر. ولكن ما الذي يجعل الصداقة أمراَ صحياً من الناحية العلمية؟ كشفت دراسة نشرها موقع "رويال سوسايتي" أن الأشخاص الذين يعيشون في عزلةٍ اجتماعيةٍ يعانون من معدلات مرتفعة من المرض والوفاة، في حين أن لدى أولئك الذين يعقدون علاقات اجتماعية قوية معدلات أقل من "الفيبرينوجين"، وهو مؤشر حيوي للالتهابات وأمراض القلب، مما يدل على أن الروابط الاجتماعية قادرة على حماية المرء من بعض الأمراض والالتهابات.الصديق وقت الضيق بالإضافة إلى حسنات الصداقة على مستوى الصحة، فإنها تعمل على تحسين مزاجنا وتنجح في إخراجنا من حزننا، كما أن وجود صديق بالقرب منا يفتح لنا آفاقاً واسعة. via GIPHY في هذا السياق، تحدثت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن الأسباب العشرة التي تجعل من الصداقة كنزاً لا يعوّض: دعم عاطفي: عدم البوح بما نشعر به قد يخنقنا ويحبس أنفاسنا، والأمر يتطلب شخصاً يهتم بما نشعر به، فيسمعنا وينقذنا حتى عندما تعجز الكلمات عن التعبير عن أفكارنا. الثقة بقدراتنا: في بعض الأحيان، نحتاج إلى شخص ما لمساعدتنا على تقدير ذاتنا، خاصة حين تهتز ثقتنا بأنفسنا، والأصدقاء يعملون على خلق هذه الثقة في داخلنا. تقديم النصائح: قد تتغلب مخاوفنا علينا، وتسيطر على طريقة تفكيرنا، فنخشى البوح بمكنوناتنا لأحد، إلا أن وجود أصدقاء مقربين منا يساعدنا في التغلب على مخاوفنا وقلقنا. الضحك: تمضية الوقت مع الأصدقاء تساهم في تقليل مستويات التوتر، خاصةً أن وجود صديق قريب منا يجعلنا نضحك حتى من دون سبب. via GIPHY تبادل وجهات النظر: غالباً ما يفصح الأصدقاء عن وجهات نظر مختلفة بطريقةٍ مفيدةٍ تساعدنا على إعادة تقييم وجهة نظرنا للأمور. الصدق: الصداقة ليست أمراً يمكن تكوينه بشكل "اصطناعي"، فالصديق الحقيقي هو الذي يحدثنا بصدق، لا سيما في أكثر الأوقات التي نحتاج فيها إلى معرفة الحقيقة. الراحة مع الذات: التصرف بحرية من دون وضع أقنعة قد تكون مسألة مقلقة لدى البعض، خوفاً من نظرة الآخرين وحكمهم القاسي، غير أن الأصدقاء هم القادرون على جعلنا مرتاحين مع أنفسنا. تقبّل أخطائنا: بالرغم من كل هفواتنا، فإن الصديق المثالي هو الذي يقف إلى جانبنا من دون إطلاق الأحكام المؤذية بحقنا. مساعدتنا على حل المشاكل: يتعامل الأصدقاء مع مشاكلنا كما لو أنها مشاكلهم الشخصية، فهم في نهاية المطاف لا يسمحون لنا بمواجهة المصاعب وحدنا. تخصيص وقت لنا: بالرغم من المشاغل الكثيرة فإن الصديق الحقيقي هو الذي يجد الوقت الكافي لرؤيتنا. اقرأ أيضاًلمَ يصعب تكوين الصداقات بعد سن الثلاثين؟أنتم تشبهون أقرب 5 أشخاص من حولكم... مع من تقضون أوقاتكم؟تعرفوا على أشكال العلاقات العاطفية الـ6 بحسب "مقياس الحب" وكيفية الحفاظ عليهاقل لي من تصاحب، أقل لك ما مزاجك: الأصدقاء وعلاقتهم بسعادتنا وباكتئابنالا أحتاج لأصدقاء، فخليلي جهاز يعد لي القهوة... عن الحب الذي يربطنا بأشيائنا رصيف 22 رصيف22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربي من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريري الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شؤون المنطقة، ولكن بعيداً عن التجاذبات السياسية القائمة. كلمات مفتاحية أصدقاء الحب السعادة التعليقات
مشاركة :