ميركل في واشنطن مثقلة بخلافات عميقة مع ترامب

  • 4/27/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة في محاولة أوروبية أخيرة لمنع اندلاع حرب تجارية بين ضفتي الأطلسي وانقاذ الاتفاق النووي الإيراني. وميركل هي ثاني أرفع مسؤول أوروبي يحج إلى البيت الأبيض بعد الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون قصد اثناء ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ووقف رسوم على واردات الصلب و الالمنيوم. ومن المتوقع أن تتخذ رحلة ميركل التي غادرت إلى واشنطن الخميس شكل زيارة عمل أكثر بكثير من تلك التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي نجح في بناء علاقات ودية مع ترامب رغم التباين الكبير في مواقفهما. ويتعارض استقبال ترامب المليء بالحفاوة والعناق لماكرون بشدة مع مناسبة جرت في البيت الابيض في مارس/آذار العام الماضي عندما تجاهل الرئيس الأميركي على ما يبدو عرض ميركل لمصافحته خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض. ورغم أسلوب ميركل الأكثر رزانة، سيكون هدفها هو ذاته الذي دفع ماكرون إلى زيارة واشنطن أي إقناع ترامب بالتراجع عن تهديداته بفرض تدابير عقابية قد تشعل حربا تجارية عبر الأطلسي وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني. وأعلن الرئيس الأميركي في مارس/اذار عن فرض رسوم نسبتها 25 بالمئة على الواردات من الفولاذ و10 بالمئة على الالمنيوم، مشيرا إلى أن الواردات الأجنبية تضر بالأمن القومي الأميركي عبر تقويضها الانتاج المحلي اللازم من أجل الجهوزية العسكرية. ودفعت ردود فعل حلفاء واشنطن الغاضبة ترامب إلى منح شركاء رئيسيين كالاتحاد الأوروبي استثناء مؤقتا تنتهي مدته في الأول من مايو/أيار. وعشية زيارة ميركل إلى واشنطن، تضاءلت آمال برلين بأن يتم اعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية التي تعهد ترامب باتخاذ اجراءات انتقامية لمواجهتها. وقال مصدر في الحكومة الألمانية "علينا أن نتوقع فرض الرسوم في الأول من مايو/ايار ومن ثم سنرى كيف سنتعامل معها". أما مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي لاري كودلو فقال لشبكة سي ان بي سي الخميس، إن واشنطن ستواصل اعفاء القوى الاقتصادية الحليفة بما فيها الاتحاد الأوروبي، في حال قدمت تنازلات على غرار "التعامل بشكل عادل في ما يتعلق بقطاع صناعة السيارات". اتفاق منفصل ويخيم على اللقاء موعد 12 مايو/ايار الذي حدده ترامب للدول الأوروبية لجعل الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 أكثر تشددا. ووصف ترامب الاتفاق الذي ساهمت ألمانيا في التفاوض عليه بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق"، مطالبا بإصلاح "العيوب الكارثية" التي يتضمنها. وسعى الاتحاد الأوروبي وغيره من القوى الموقعة إلى إقناع ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق، محذرين من أنه يشكل أفضل وسيلة لمنع الدخول في سباق تسلح نووي في المنطقة. واقترح ماكرون فكرة التوصل إلى اتفاق منفصل لتقييد برنامج إيران للصواريخ البالستية ودعمها لمجموعات مسلحة في الشرق الأوسط. وأصرت وزارة الخارجية الألمانية على أن "الأولوية القصوى تكمن في الحفاظ على الاتفاق النووي الحالي" في حين اعتبرت ميركل أن البرنامج الصاروخي الإيراني يشكل "مصدر قلق" كذلك. وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن ما إذا كانت واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي الايراني. ولن يساعد اضطراب العلاقات بين الزعيمة الألمانية المخضرمة وترامب نجم تلفزيون الواقع سابقا في دفع المحادثات. ولطالما وبخ ترامب أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي على خلفية العجز التجاري الضخم بينها وبين الولايات المتحدة وانفاقها الضئيل للغاية على الدفاع المشترك في حلف شمال الأطلسي. وانتقد ميركل كذلك لفتحها حدود ألمانيا منذ العام 2015 أمام التدفق الضخم للاجئين الذين شكل المسلمون غالبيتهم في وقت استقبلت فيه المستشارة بأسف قرار ترامب الانسحاب من معاهدة باريس للمناخ. وأشادت ميركل مرارا بالمنظومة الدولية المبنية على قواعد للتعامل مع مشاكل عالمية انطلاقا من النزاعات والإرهاب ووصولا إلى الدمار البيئي وهو ما يتناقض بشكل كبير مع شعار "أميركا أولا" المفضل لدى ترامب. وأفاد مركز أبحاث "صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة" أن "انغيلا ميركل تتعامل مع ثالث رئيس أميركي في ولايتها الطويلة كمستشارة لألمانيا". وأكد "ليس سرا بأنها تعتبر رئيس البيت الأبيض الحالي شريكا صعبا"، مشيرا إلى أن "عودتها إلى واشنطن هذا الأسبوع ستكون بجميع المقاييس بمثابة عرض العاب خفة للتعامل مع العديد من القضايا في وقت واحد". وأكدت ميركل التي أقامت علاقات قوية مع الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش الابن هذا الأسبوع أنها ترغب رغم الخلافات في الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين برلين وواشنطن. وقالت إن "التحالف عبر المحيط الأطلسي يعتبر بالنظر إلى التطورات غير الديمقراطية الكثيرة في هذا العالم كنزا عظيما أريد بكل تأكيد أن أرعاه وأعززه". وأشارت صحيفة برلينر تسايتونغ، إلى المهمة الدبلوماسية الصعبة أمام ميركل موضحة "سيكون من الصعب عليها السير على خطى ماكرون بالتصرف وكأنهما أفضل الأصدقاء (هي وترامب)، لكنها تحتاج إلى استراتيجية".

مشاركة :