في الاستدامة السلامة.. وفي الفوضى الندامة

  • 4/27/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الاستدامة بمعناها البسيط هي استمرار الشيء ودوامه، إذ إنها تُطْلق على جميع جوانب الحياة التي يُرجى بقاؤها، كالموارد الطبيعية. فالاستدامة عبارة عن نظم شاملة، تؤثر عناصرها الثلاثة الاقتصاد والمجتمع والبيئة في استدامة المنظومة، كما تعتبر الطاقة المؤثر الأساسي في هذه العناصر التي تدعم تطور الاقتصاد ورخاء المجتمع، ولكنها ربما تؤثر سلباً في البيئة، وهي مسؤولية المواطن والمجتمع والحكومة. تستمد الاستدامة قوتها من عامل التخطيط. فالتخطيط السليم بأهدافه الواضحة ومدته المحددة مع دقّة التنفيذ هو سر ديمومة استقامتها. هذه بعض الأمثلة التي استقيتها من الصحف اليومية هذه الأيام، والتي توضح قصر النظر الحكومي لأبعاد التخطيط والافتقار الى متابعة التنفيذ وغياب تقييم الإنجاز: – هناك ٢١ جهة حكومية ليس لديها أقسام للاحصاء (معقولة؟) ومنها: التأمينات، مكافحة الفساد، الرعاية السكنية، الأبحاث، الخارجية، الخطوط الكويتية. – وهناك أيضاً اكثر من نصف مليون مواطن مقترض سنة ٢٠١٧ فاقت مبالغ قروضهم ١٢ مليون دينار بزيادة قدرها ١٠٠٪ عن سنة ٢٠٠٧. نحتاج الى استراتيجية حكومية محكمة ودقيقة تفحص دورياً عملية الاقراض لتحمي مجتمعنا من الضياع. – تفيد التقارير الدولية بان الكويت هي اقل الدول الخليجية استعداداً للهجمات السيبرانية (البرمجيات الخبيثة وهجمات الفيروسات). علينا تعزيز امننا السيبراني وتفعيله امام تلك الهجمات. – دشّنت الدولة مشكورة مطارنا الجديد كونه واجهة البلد الاولى، ولكننا نتساءل ألم يكن الاجْدر بِنَا تشييد مطار جديد منذ سنين؟ لتلافي الفوضى؟ فالحكومة هي التي بيدها مؤشرات النمو وتزايد عدد السكان من مواطنين ومقيمين. -أحال مجلس الأمة قبل ايام قضية شركة استثمارية للنيابة، وهو كان على علم بها ومتابعتها منذ سنة ٢٠٠٧. لماذا لم تُقدّم الى النيابة طوال هذه السنين؟ – لماذا أيضاً فشلت «التربية» في توفير الكوادر الوطنية من المعلمين الكويتيين في كثير من التخصصات خلال الأجيال المتعاقبة، حين فتحت ابوابها لتعيين معلمين غير كويتيين؟ تُطبق شركة نفط الكويت ومنذ عشرات السنين سياسات ادارية ناجعة وبكل المقاييس، فلماذا لم تستأنس الخدمة المدنية بما تميّزت به الشركة من أنظمة ادارية متقدمّة كنظام التكويت ونظام وصف وتقييم الوظائف وغيره منذ عام ١٩٧٠، فلو كنّا قد فعلنا ذلك لما برزت علينا مشاكل لا حصر لها في الرواتب وسلالمه والاجور والإحلال، ولا حتى البديل الاستراتيجي. تتعثّر الاستدامة عندما تتعطّل التنمية بسبب انتشار الفساد في البلاد. فمتى عرّفنا الفساد والمفسد سَهُلَ الحل حيث ان الفساد كالإرهاب لا تعريف له. حامد يوسف السيد هاشم الغربلليSayidhamed@gmail.com

مشاركة :