مع تصاعد التوتر بين البلدين إلى درجة غير مسبوقة، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، تحذيراً شديد اللهجة إلى إيران، مُهدّداً بضرب عاصمتها وكل مواقعها العسكرية في سورية، إذا أقدمت على توجيه ضربة للدولة العبرية، في إطار الرد الذي تلوّح به منذ مقتل 7 من عسكرييها في قصف إسرائيلي لمطار «تي فور» السوري في التاسع من ابريل الجاري.وتحدث عن حوار قائم مع دول عربية، رَفَض تسميتها، بيد أنه اعتبر أن «الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وثمة تفاهم على نحو 75 في المئة من الأمور». جاء ذلك في مقابلة أجراها ليبرمان مع جريدة «إيلاف» الإلكترونية، التي وصفتها بأنها «حوار غير مسبوق باللغة العربية»، تناول فيها الوزير الاسرائيلي أبرز الملفات الساخنة في المنطقة. وإذ شدد على أن إسرائيل لا تريد الحرب مع أحد، لكنها «لن تسمح بمنصات إيرانية في سورية مهما كان الثمن»، أكد ليبرمان أنه إذا هاجمت إيران تل أبيب، فإن إسرائيل «ستضرب طهران، وستدمّر كل موقع عسكري إيراني يهدد إسرائيل في سورية، مهما كان الثمن»، قائلاً في هذا السياق: «إنْ هاجموا تل أبيب فسنضرب طهران، وإنْ لم يسُد الهدوء في تل أبيب وإسرائيل، فلن يسود في طهران. أعرف ما أقول، ولا أنصح أحداً بأن يجربنا، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات».وعن احتمال وقوع صدام اسرائيلي - روسي في سورية، قال: «أبداً. قلنا ذلك مراراً. الروس يعلمون أننا لن نسمح بأن تبني إيران قواعد لها في سورية، وأن تستقدم أسلحة متطورة لمهاجمتنا. ثمة اتصالات ولن يحدث أي تصادم معهم».ورأى أن النظام الإيراني يعيش أيامه الأخيرة، وأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (المُبرم بين إيران والدول الكبرى) سيؤدي إلى انهيار إيران اقتصادياً، وهذا ما تخشاه طهران التي «أنفقت في سورية حتى الآن أكثر من 13 مليار دولار، وتنفق ملياري دولار سنوياً على (حزب الله) و(حماس) و(الجهاد الإسلامي) والميليشيات الإرهابية الأخرى، ما أضعف إيران وأفرغ خزائنها»، على حد قول الوزير الإسرائيلي.وبشأن عملية السلام مع الفلسطينيين، اعتبر ليبرمان أن الحل يجب أن يكون إقليمياً لا ثنائياً، وليس على مراحل بل بالتوازي والتزامن يكون الوصول لحل الدولتين والسلام مع الدول العربية وحل وضع عرب إسرائيل، مقترحاً تبادل الأراضي والسكان بين إسرائيل والفلسطينيين، وموضحاً أن ذلك يتمثل بنقل مناطق عربية مثل منطقة المثلث في إسرائيل من السيادة الإسرائيلية إلى السيادة الفلسطينية عبر نقل الحدود غرباً.وعن العلاقات مع الدول العربية، قال ليبرمان «هناك حديث هادئ ومعمّق مع عدد من الدول العربية. هذه المفاوضات تسير بالشكل الصحيح. هناك حديث وهناك إصغاء من الجانب العربي لآرائنا وهذا جيد في هذه المرحلة. أستطيع القول إن نحو 75 في المئة من الأمور توصّلنا إلى تفاهمات حولها، وبقي 25 في المئة، وهي برأيي الاصعب. مع القيادة الحديث سهل، ولكن الأمور معقدة بين الشعوب، لأن مشكلة العالم العربي انه لا توجد فيه طبقة وسطى قوية تعني ثقافة وعلم ومعرفة وتطلع إلى الأفضل والسلام والعيش بهدوء».وأضاف: «أقول لكل الدول العربية: تعالوا معنا مع بلاد المبادرات (ستارت اب) مع التقنيات والهاي - تك ومع الموارد من عندكم والقوة الاقتصادية، فمعاً يمكننا إحداث تغيير جذري في الشرق الاوسط وفي العالم. الاقتصاد القوي والتطور والتقدم للأفضل في العالم العربي يلغي حتى التفكير في إيران ومحاولتها السيطرة».
مشاركة :