عواصم - وكالات - اتهمت إسرائيل، أمس، إيران بتجنيد أكثر من 80 ألف مقاتل في سورية، مشيرة إلى أن قاعدة التدريب تبعد نحو ثمانية كيلومترات عن دمشق، في حين أعلنت واشنطن أن باريس أرسلت تعزيزات عسكرية إلى سورية منذ أسبوعين.وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، أمام مجلس الأمن الدولي وهو يرفع خريطة، «ما تستطيعون رؤيته هنا هو مركز إيران المركزي للحشد والتجنيد في سورية. هناك ما يفوق 80 ألف مسلح شيعي في سورية تحت السيطرة الإيرانية. في هذه القاعدة التي تبعد ما يزيد قليلاً عن خمسة أميال عن دمشق يتدربون للقيام بأعمال إرهابية في سورية وأنحاء المنطقة».في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس، أمس، انه تم إرسال جنود من القوات الخاصة الفرنسية الى سورية كتعزيزات خلال الاسبوعين الماضيين.وقال ماتيس أمام الكونغرس «لقد ارسل الفرنسيون قوات خاصة الى سورية لتعزيز مهمتنا خلال الاسبوعين الماضيين... ستشهدون جهداً جديداً في وادي الفرات في الايام المقبلة». وأشار إلى أن بلاده «ربما ستأسف» لعدم الاحتفاظ بقوة أميركية في سورية لضمان عدم عودة متشددي تنظيم «داعش» إلى الظهور. وقال «علينا أن نشكل قوة محلية يمكنها مواصلة الضغط ضد أي محاولة من (داعش)» للعودة.ولدى سؤاله عما إذا كان وجود شركاء محليين من دون قوات أميركية يشكل مخاطرة، قال ماتيس «أنا واثق أننا على الأرجح سنأسف على ذلك».من جهته، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن عملية أستانة استنفدت طاقاتها بالكامل نظراً للعدد المحدود من الأطراف المنخرطة فيها، في إشارة إلى المحادثات التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران وتهدف إلى إقامة مناطق خفض توتر في سورية.وقال دي ميستورا، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أمس، «الحقيقة تكمن في أن المبادرة الروسية، بلغت حدودها، وكانت أستانة ولا تزال مبادرة جيدة للغاية، لكن دعونا ننظر إليها من منظور آخر. ثلاثة بلدان فقط منخرطة فيها وليس 15. لم تشارك جميع الأطراف في هذا المحفل. كان من المفترض، أن تؤدي العملية إلى وقف تصعيد النزاع ولكن التصعيد وقع». جاء موقف دي ميستورا فيما أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي نظيريه التركي والإيراني في موسكو، غداً السبت، لمناقشة الوضع في سورية والاتفاق النووي الإيراني.وفي باريس، عقد عصر أمس اجتماعا لممثلين لفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والاردن، من أجل «احياء الجهود» نحو حل سياسي للازمة السورية.وأفادت الخارجية الفرنسية أن الاجتماع الذي عقد على هامش المؤتمر الدولي حول مكافحة تمويل الإرهاب، يهدف إلى «إحياء الجهود الديبلوماسية لايجاد حل للأزمة في سورية».وفي شأن متصل، نقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصدر ديبلوماسي قوله إن موسكو أرسلت إلى دمشق، عبر ميناء طرطوس الأسبوع الماضي، دفعة إضافية من منظومات الدفاع الجوي من طراز «بانتسير - إس».وتعتبر هذه المنظومة للدفاع الجوي قصيرة ومتوسطة المدى، من الأسلحة الأقوى الأكثر فاعلية من هذا النوع، وتستخدمها روسيا للدفاع عن قاعدتيها في سورية المنتشرتين في طرطوس وحميميم.توازياً، سخرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من إعلان موسكو حصولها على صواريخ «توماهوك» مجنحة جراء الضربة الصاروخية لسورية، ووصفت بيان هيئة الأركان الروسية في هذا الشأن بـ«المضلل».وقال الناطق باسم «البنتاغون» إريك باون في حديث متلفز إنه «بالنسبة لصواريخ (توماهوك)، لم نشاهد إثباتات أخرى تدل على صحة ذلك، إلا ما تناقلته وسائل الإعلام الحكومية الروسية»، ووصف الأقوال المتناقلة عن فشل اختيار التحالف أهداف ضربته على سورية بـ«السخيفة».وأضاف: «هذا دليل جديد على حملة التضليل الإعلامية للروس، الهادفة لتشتيت الانتباه عن مشاركتهم اللا أخلاقية في فظائع نظام الأسد وذبح المدنيين».واعتبر أن بيان هيئة الأركان الروسية «ستار دخاني ودعائي آخر، يهدف إلى صرف الانتباه عن الوضع الحقيقي في سورية».يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية، كانت عرضت على الصحافيين الروس والأجانب، أول من أمس، ما ذكرت أنه حطام لصواريخ «توماهوك» وغيرها التي استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في ضرب سورية أخيراً، وأكدت أنها تسلمت من السوريين صاروخي «توماهوك»، وصاروخاً من نوع آخر سقطت ولم تنفجر في سورية.
مشاركة :