قبل سنوات كنت في زيارة عمل لـ(سِيْشل) وهي دولة أو جزيرة إفريقية تقع في المحيط الهندي، المسلمون فيها (أقلية جدًا) فهم بضعة آلاف فقط! هناك رأيت أنموذجًا رائعًا من الدعوة الإسلامية، يُمثّلها إمام المسجد الوحيد هناك؛ فذلك الشاب أو الداعية وخريج كلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان حكيمًا وهو يتبع المنهج الوسطي في دعوته، إذ كان متعايشًا مع المُخَالفين، بعيدًا عن الصِّدَمات، كان يجذب الناس للإسلام بسماحته ولطفه وحُسن تعامله؛ فكان محبوبًا ومقبولًا من الجميع!! ذلك الرجل وحكايته تذكرتهما وسكان مدينة (كولدليك الكندية) الصغيرة يجتمعون قبل أيام بمختلف مرجعياتهم الدينية والفكرية ليقوموا جميعًا بِمَسْح رسائل الكراهية التي كتبها بعض المتطرفين المُعَادِين للإسلام على أحد المساجد هناك؛ حيث تم استبدال تلك الرسائل بعبارات جميلة ونابضة بالوِدّ مِثل (حبّ جارَك، وأنتم عائلتنا)!! حكاية (داعية سِيشل)، وأهل (كولدليك الطيّبين) تؤكدان أهمية أن يتكاتف المسلمون حكومات ومؤسسات مدنية وأفراد في نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام وقدرته على التعايش السلمي مع كل البشر! تلك الصّورة التي شوهها الأعداء وبعض مَن ينتسبون للإسلام، والوسائل الآن أصبحت متاحة سواء عبر القنوات الفضائية أو مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ذلك يتطلب العمل وفق خطة ورؤية وأهداف محددة وبرامج مكثفة وفاعلة! صدقوني المعاملة الحسنة والحوار المباشر وإيضاح الصورة هي الكفيلة فقط بحماية الإسلام والمسلمين والدفاع عنهما، أمام حملات التشويه الممنهجة من هذا الطرف أو ذاك! ولعلنا نتذكر ذلك السياسي الكندي الذي شارك في إنتاج فيلم مسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بالحوار وإيضاح الحقائق له أَسْلَم، بل وشارك قبل أشهر في فعاليات مؤتمر عالمي يدافع عن حقوق الرسول عليه الصلاة والسلام! وأخيرًا مع التقدير للجهود المبذولة، ولكن الوضع القائم ونِسْبَة التطرف والإرهاب للإسلام (ظلمًا وبُهتانًا) تنادي بعَمَلٍ مؤسسي ودعم سياسي ومالي، ووقفة صادقة من الدعاة ورجال الأعمال لنصرة الإسلام في هذا الميدان! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :