عروض رمضان.. إغراء لتخزين المواد الغذائية

  • 4/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: يمامة بدوان أكد عدد من المستهلكين، أنهم يعيشون أزمة حقيقية، في ظل الاستعداد المبكر لشهر رمضان الكريم، وما يسبقه حاليا من ارتفاع ملحوظ في الأسعار، إلى جانب تحملهم لقيمة الضريبة المضافة والبالغة 5%، والتي تعد حملا إضافيا على ميزانيتهم الشرائية، الأمر الذي دفع البعض إلى التسوق خلال العروض الترويجية التي تنظمها أغلبية المنافذ والتعاونيات، من أجل تخزين المنتجات غير القابلة للتلف.«الخليج» تجولت في الأسواق، واستطلعت آراء عدد من المستهلكين، حيث أجمع أغلبيتهم على أن لهيب الأسعار بات في ارتفاع، خاصة مع إغراق التجار للسوق بمختلف أصناف وأنواع المنتجات والسلع، إلا أن الحركة الشرائية لا تزال دون المتوقع، بالرغم من محاولة العديد من المنافذ لجذب الأيدي الشرائية، من خلال العروض.وقال البعض إن فكرة التسوق المبكر لشهر رمضان - من خلال العروض الترويجية العادية - غير واردة حاليا، لأسباب تتعلق بالتريث إلى حين إطلاق الحملات التخفيضية قبيل حلول الشهر الكريم، فضلا عن أن الأغلبية لا يمتلكون أماكن تخزين لهذه المنتجات، إلا أن بعضهم أشار إلى أهمية اقتناص الفرص التخفيضية في المنافذ والتعاونيات، لشراء ما يمكن تخزينه استعدادا لشهر رمضان وارتفاع الأسعار فيه.أوضح خليل إبراهيم، متقاعد، أنه يفضل الانتظار إلى حين بدء العروض الرمضانية التنافسية، كونها تكون لصالح المستهلك، الذي سيجد أمامه الكثير من الخيارات والمنتجات، كما أنه يعارض فكرة تخزين السلع غير القابلة للتلف، كالأرز والسكر والزيت، خاصة أنها ستكون متوفرة بأسعار مغرية وبكميات كبيرة خلال الشهر الكريم.وقال إن قيمة الضريبة المضافة، لن تشكل عبئا على ميزانية الأسر، في حال إدارتها بشكل مناسب، حيث يترتب على أرباب الأسر تسوق متطلبات البيت بشكل منظم، دون اللجوء إلى الشراء العشوائي، الذي يعد استنزافا حقيقيا لميزانية العائلة.بدوره، قال سعيد شلبي، مدير مبيعات، إن ضريبة القيمة المضافة ستؤثر في الأسر ذات الدخول المحدودة، إلا أن ذلك لا يعني اللجوء إلى خطوات استباقية في التسوق قبيل رمضان، في ظل توافر المنتجات كافة وبأسعار تنافسية في جميع المنافذ والتعاونيات، خاصة أنه لا مجال للتلاعب من قبل التجار، لوجود رقابة مشددة على السوق.وأضاف أن فكرة التسوق المبكر لشهر رمضان، ستعمل على تفويت فرصة الاستمتاع بالطقوس الشرائية ليلة الأول من رمضان كما كل عام، خاصة أن الكثير من العائلات تفضل شراء احتياجاتها في الأيام القليلة التي تسبق حلول الشهر الكريم، كونها تعد متعة للأفراد والأطفال بشكل خاص. اقتناص الفرص إلا أن فاطمة عبيد، ربة منزل، رأت أن لهيب الأسعار بات في ارتفاع، كأنه مرحلة تحضيرية للفترة التي تسبق شهر الخير، وبالتالي يلجأ أغلبية المستهلكين إلى شراء احتياجاتهم من العروض الترويجية التي تنظمها المنافذ والتعاونيات مع نهاية كل أسبوع، مشيرة إلى أن الاستعداد المبكر لشهر رمضان، يشكل هاجسا لدى العائلات كبيرة العدد، الأمر الذي يدفع رب الأسرة إلى اقتناص المنتجات بأسعار مخفضة، لتخزينها بوسائل تجعلها غير قابلة للتلف.وأشارت إلى أن ارتفاع الأسعار أصبح ظاهرة تتزامن مع مختلف المناسبات، حيث يقوم بعض التجار وأصحاب الشركات الكبرى من أصحاب النفوس الضعيفة باستغلال جمهور المستهلكين، بزيادة الأسعار، ضاربين بعرض الحائط النداءات المتكررة لهم من الجهات المختصة ذات الصلة بعدم رفع الأسعار تجنبا للمخالفات، ولكن دون جدوى.من جهته، ذكر أيمن إبراهيم أحمد، موظف بنك، أنه في ظل وجود رقابة مشددة من مختلف الجهات على الأسواق، فإنه ليس من الضروري شراء منتجات العروض التخفيضية وتخزينها في البيت، ليس تخوفا من تعرضها للتلف، بل لأن السلع متوفرة طوال الوقت، فضلا عن أن العديد من المنافذ والتعاونيات ستعمل على إطلاق حملات ترويجية قبيل حلول الشهر الكريم، الأمر الذي يجعل المستهلك أمام سيل من المنتجات المخفض سعرها.وقال إن العديد من المستهلكين يقعون في فخ العروض التي تسبق شهر رمضان، اعتقادا منهم أن شراء المنتجات حينها سيكون مكسبا لهم، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، حيث تلجأ العديد من أماكن البيع إلى تنظيم حملات ترويجية للتخلص من مخزونها القديم، وجذب أياد شرائية جديدة. توفر البدائل بينما، أكد عبدالقادر محمد، ويعمل في قطاع العقارات، أنه ليس على استعداد لشراء أي كمية من السلع تفيض عن حاجة عائلته، لعدة أسباب، على رأسها توفرها بالسوق وبأسعار متفاوتة من منفذ لآخر، فضلا عن توفر بدائل لها، الأمر الذي يجعله يتحكم بميزانية مشترياته.وأضاف أنه يترتب على المستهلكين عدم الانسياق وراء العبارات البراقة لمنافذ البيع والتعاونيات، خاصة أنها تسعى للكسب المادي بعيدا عن مصلحة المستهلك، الذي يترتب عليه التريث إلى حين بدء الشهر الكريم وما يرافقه من تخفيض حقيقي للأسعار. استعداد مبكر في المقابل، أكد عدد من مسؤولي الجمعيات التعاونية والموردين أنه من المبكر الحديث عن الحملات الترويجية الخاصة بشهر رمضان، موضحين أن المنتجات كافة متوافرة طوال العام وبأسعار في متناول أيدي الجميع، من دون وجود داعٍ لتخزينها تخوفا من فقدانها أو ارتفاع سعرها. وأوضح حسن علي القصعي، مدير عام جمعية أسواق عجمان التعاونية، أن مجلس الإدارة اعتمد الخطة التسويقية الخاصة بشهر رمضان في وقت سابق، ضمن الاستعداد المبكر لاستقبال الشهر الكريم، وعمل على إنهاء التعاقدات مع الموردين لتوفير مخزون من المنتجات الاستراتيجية يلبي احتياجات المستهلكين إلى ما بعد الشهر الفضيل، الأمر الذي يدعو إلى عدم التهافت على الشراء وتخزين السلع، في ظل وجود عروض تخفيضية تنافسية، ليس في عجمان التعاونية فحسب، بل في جميع المنافذ والتعاونيات.وأضاف أن الجمعية بدأت العروض الترويجية الرمضانية يوم السابع عشر من الشهر الجاري، والتي تشمل 500 منتج غذائي واستهلاكي، بتخفيض يتجاوز ال 50%، حيث تم رصد 12 مليون درهم، لدعم المنتجات الرمضانية لهذا العام. توفير المتطلبات ومن جانبه، قال وليد المغربي، مدير المشتريات والعمليات في جمعية الإمارات التعاونية بدبي، إن الجمعية بدأت في إبرام تعاقدات مع العديد من الموردين والتجار مطلع فبراير الماضي، ضمن خطتها السنوية للاستعداد لشهر رمضان، حيث تقدر قيمة التعاقدات ب 50 مليون درهم، وتشمل مختلف أصناف المنتجات الاستراتيجية، التي يزيد الطلب عليها في الشهر الكريم، حرصا منها على توفير جميع متطلبات المستهلكين من سلع غذائية وغير غذائية بجودة عالية.وأضاف أن العديد من التجار والموردين لجأوا إلى رفع أسعار المنتجات مطلع العام الجاري، تجنبا لخسائر قد تلحق بهم جراء تطبيق الضريبة المضافة، إلا أننا في جمعية تعاونية، نحرص على التعامل مع الموردين الحاصلين على موافقة رسمية من إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، حول رفع الأسعار لأسباب مبررة، بينما أوقفنا التعامل مع الموردين غير الحاصلين على مثل هذه الموافقة، رفضا منا على زيادة الأسعار بشكل غير مبرر، حيث من المتوقع أن يطرأ ارتفاع على أسعار منتجات شهر رمضان بنسبة تتراوح من 5-10%، فضلا عن قيمة الضريبة المضافة.وأشار إلى أنه تم توفير المنتجات الرمضانية من منتصف الشهر الجاري وذلك في جميع فروع الجمعية، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة الأولى من توافر السلع في السوق حركة شرائية نشطة، كما في كل عام قبيل حلول شهر رمضان، إلا أنه يستبعد أن يلجأ البعض إلى تخزين المنتجات، في ظل الارتفاع في الأسعار. كميات فائضة بدوره، أكد سعدي أحمد، المدير التنفيذي في شركة سعدي للتجارة، أن أغلبية الموردين والتجار، لجأوا إلى التعاقد مع كبار الموردين في العديد من الدول العربية وعلى رأسها الأردن، وذلك ضمن الاستعداد لشهر رمضان، حيث من المتوقع أن تصل دبي 50 حاوية يومياً من الأردن فقط، أي ما يعادل 1500 طن من مختلف أنواع الخضراوات والفواكه، لتلبية احتياجات السوق المحلي، كما أنه من المستبعد أن يطرأ أي ارتفاع على الأسعار، في ظل الرقابة المحكمة من قبل الكثير من الجهات الرسمية.وقال إن توافر كميات فائضة من المنتجات، سيكون له أثر إيجابي في السوق، يتمثل بعدم لجوء التجار إلى استغلال الشهر الفضيل، لزيادة الأسعار، حيث إن أغلبية الموردين لن يلجأوا إلى إعادة التصدير، بهدف تلبية متطلبات السوق في شهر الخير. 100 حملة تطلقها «عجمان التعاونية» طوال العام أعلنت جمعية أسواق عجمان التعاونية عن إطلاق 100 حملة ترويجية طوال العام الجاري 2018، وبتخفيض يصل إلى 40%، فضلاً عن تثبيت أسعار 350 منتجاً حتى نهاية العام، وذلك في فروعها ال 5 بمختلف مناطق الإمارة، في إطار الحرص على مواكبة حركة النمو الهائلة التي تشهدها إمارة عجمان، وتتماشى مع رؤية عجمان 2021.وقال حسن القصعي، مدير عام الجمعية: حرصاً من مجلس الإدارة على توفير مختلف أصناف المنتجات الغذائية والاستهلاكية، تقرر تنظيم 100 حملة ترويجية طوال العام الحالي، بمعدل حملتين أسبوعياً، الأولى منتصف الأسبوع وتشمل 45 صنفاً، والثانية في نهاية الأسبوع وتشمل ما يزيد على 100 صنف، حيث من المتوقع زيادة المبيعات بنسبة حوالي 40%، نتيجة الإقبال الواسع على الشراء.وأكد أن جمعية أسواق عجمان التعاونية، تعد منافساً قوياً في السوق المحلي، في ظل ما تقدمه من أسعار مخفضة تواكبها خدمات مميزة، تلبي احتياجات المستهلكين، وتعمل على توفير السلع المتنوعة التي تلبي المتطلبات والرغبات كافة، حيث إن ما يقدم بالفروع، هو بالمستوى الذي يفوق توقعات المتسوقين بشكل عام والمساهمين بشكل خاص، من خلال توفير المساحات والسلع والتسهيلات الخاصة بعملية إجراء البيع والشراء بما يحقق مصلحة الجميع.وقال إن الخطة التسويقية للعام الجاري، تشمل استحداث «خط مباشر» لاستقبال شكاوى واقتراحات المستهلكين، للمساهمة في تذليل الصعاب أمام الجمهور، الأمر الذي يعزز قرب الإدارة من المتعاملين، كذلك مواصلة الحملات التوعوية الموجهة للمستهلكين، لنشر ثقافة الشراء، في ظل ما يواجهونه من «الازدحام الترويجي» الذي تقوم به المراكز ومنافذ البيع بالسوق، في محاولة منها لجذب الجمهور إلى الشراء العشوائي.

مشاركة :