ماهر الأسد يقود أهم فرقة بالجيش قاطعا الطريق على "النمر"

  • 4/27/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - أكدت مصادر قريبة من النظام السوري تعيين اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، قائدا للفرقة الرابعة التي تتولى مهمة تأمين كامل العاصمة دمشق ومحيطها وصولا إلى محافظة درعا جنوبا. ويحمل تعيين ماهر الأسد في هذا التوقيت بالذات دلالات خطيرة وسط تكهنات بأن الرئيس بشار الأسد قد يكون عمد إلى تنفيذ هذه الخطوة استباقا لما قد يحصل من تفاهمات بين روسيا والقوى الكبرى قد لا يستسيغها. وتمت ترقية ماهر الأسد العام الماضي إلى رتبة لواء، حيث كان يشرف على قيادة اللواء 42 التابعة للفرقة الرابعة التي تثير في نفوس المعارضين والمدنيين على حد سواء مشاعر الخوف والرهبة، وذاع صيتها في قمع المناوئين خلال السنوات الثماني من عمر الصراع السوري. تعتبر الفرقة الرابعة أبرز قطعات الجيش السوري وهي مجهزة بأحدث الأسلحة ولعبت دورا محوريا في أكثر من جبهة آخرها في الغوطة الشرقية التي أعلن النظام السيطرة عليها في 14 أبريل الجاري بعد حملة دموية صدمت العالم. ويرى مراقبون أن تعيين بشار الأسد لشقيقه قد يكون مقدمة لتمكين الأخير من قيادة الجيش السوري، ولا يستبعد هؤلاء أن تكون إيران وراء خطوة التعيين لقطع الطريق على روسيا لتعيين قيادات في الجيش السوري محسوبة عليها وعلى رأسها العميد سهيل الحسن الملقب بـ”النمر”. وخلال السنوات الخمس الأخيرة برز اسم سهيل الحسن لقدراته العسكرية الكبيرة التي أظهرها خلال إدارته للمعارك في عدة جبهات بينها حمص وحماه وحلب. ويحظى النمر باهتمام روسي خاص ترجمه حضوره اللافت لاجتماع عقده الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره بشار الأسد في قاعدة حميميم في ديسمبر الماضي، وشارك فيه كبار قادة الجيش الروسي، فيما غاب عنه وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش السوريين. وبثت قناة “روسيا اليوم”، آنذاك مقطع فيديو يظهر الرئيس فلاديمير بوتين وهو يمدح “النمر”، قائلا، إن الضباط الروس والرئيس الأسد نفسه أخبروه بـ”شجاعة وبسالة سهيل الحسن، والدور الكبير الذي أداه في المعارك ضد الإرهاب”. وقبيل انطلاق الحملة العسكرية في الغوطة الشرقية في مارس الماضي ظهر سهيل الحسن محاطا بجنود روس، الأمر الذي عزز التكهنات بشأن إمكانية توليه قيادة الجيش السوري مستقبلا ولمَ لا خلافة الرئيس بشار الأسد. تعيين الأسد لشقيقه قد يكون مقدمة لتمكين الأخير من قيادة الجيش السوري، ولا يستبعد أن تكون إيران وراء الخطوة ويشير مراقبون إلى أن هذا الأمر قد يكون الدافع الأساس وراء تعيين ماهر الأسد قائدا للفرقة الرابعة لإجهاض النوايا الروسية التي لا تتوافق ورؤية إيران والرئيس بشار الأسد نفسه. وتبدي روسيا رغبة واضحة في فسح المجال لتحقيق تسوية سياسية في سوريا تأخذ بعين الاعتبار تحفظات القوى الدولية والإقليمية المقابلة، بالمقابل يرى الأسد وحليفته طهران أن المكاسب العسكرية التي حققها الحلف تجعله يفرض شروطه على الآخرين، دون تقديم أي تنازلات. ويتبنى الثنائي خيار السير قدما في العمليات العسكرية، الأمر الذي تتحفظ عليه موسكو خشية أن يؤدي ذلك إلى تفجير لا تستطيع تحمّل تبعاته، لأنه من المؤكد أن القوى الغربية وإسرائيل وأيضا العديد من الدول العربية لن تقبل بأن تبسط إيران سيطرتها على كامل سوريا، كما أن ذلك ليس من صالح روسيا على المدى البعيد لأنها لن ترغب في تكرير السيناريو الأميركي في العراق. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن خلال لقاء في البيت الأبيض مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يبحث مع الشركاء تحقيق اتفاق شامل في سوريا يأخذ في الاعتبار التهديد الإيراني. وذكرت مصادر قريبة من النظام السوري مؤخرا أن تصريح نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف بشأن عدم وجود ضمانات لبقاء سوريا موحدة، والذي حاول في ما بعد مسؤولون روس التخفيف من وطأته، هو بمثابة رسالة للرئيس بشار الأسد بأنه لا يمكن الحصول على كل شيء وأن عليه تقديم تنازلات في حال أراد فعلا إنهاء الأزمة. ويبدو أن هذه الرسائل، وفق مراقبين، عززت من هواجس النظام ودفعته بدعم من إيران إلى إعادة تدوير الزوايا فكان السير في تعيين ماهر الأسد قائدا للفرقة الرابعة. وماهر الأسد من مواليد 8 ديسمبر 1967 وهو ثالث أبناء الرئيس السوري حافظ الأسد الأربعة حصل على شهادة الثانوية ثم درس الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها برتبة ملازم أول مهندس قيادي، ثم تسلم سرايا الدفاع سابقا المتمركزة في معظمية الشام وأوتوستراد بيروت دمشق، وهو كذلك عضو في الـلجنة المـركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي. ومنذ اندلاع الصراع السوري، أحاطت بماهر الأسد العديد من الشائعات حول تعرضه لإصابات، غذاها عدم ظهوره في وسائل الإعلام، ليطفو اسمه مجددا على الساحة العام الماضي بترقيته إلى رتبة لواء. وتشرف الفرقة الرابعة حاليا على المعارك الدائرة في جنوب دمشق، حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقدر عدد عناصره بألف مقاتل هناك على تلك المنطقة، بعد اتفاقات تسوية بين النظام والفصائل المعارضة. ويرنو النظام السوري إلى تأمين كامل محيط دمشق، أملا في التوجه جنوبا نحو درعا أو غربا صوب إدلب، الأمر الذي يبدو أنه لا يلقى موافقة من روسيا، خاصة بعد أن رسم الهجوم الثلاثي الغربي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) على مواقع سورية الشهر الجاري خطا أحمر مفاده أن المنطقتين ستتم تسويتهما ضمن الحل الشامل.

مشاركة :