تحظى المواجهة الكبرى التي تجمع السد مع الدحيل، في نهائي كأس قطر مساء اليوم، باهتمام واسع من جميع الرياضيين من مختلف اللعبات وبتباين الانتماءات، نظراً لما تمثّله من قيمة وقمة استثنائية للكرة القطرية، بالنظر لما يقدمانه من مستويات باهرة خلال مشوارهما في دوري أبطال آسيا والصراع القائم بينهما على حصد البطولات المحلية. «العرب» حرصت من جانبها على لقاء أحد أفراد العائلة السداوية، ممثلاً في خليل الجابر -عضو مجلس إدارة النادي السابق، ورئيس اتحاد السباحة- للحديث عن تلك القمة، فكان هذا الحوار.في البداية حدّثنا عن رؤيتك بصفة عامة للقاء. بالتأكيد هو لقاء يمثّل بكل الأحوال قمة كروية كبيرة تعكس مستوى الكرة القطرية؛ لذلك أتمناه جديراً بذلك على مستوى الروح الرياضية والأداء الفني الراقي الذي يتميز به الفريقان، لا سيما أنهما يعيشان انتعاشة كروية في الفترة الأخيرة بفضل نجاحاتهما في مسيرتهما الآسيوية. وما توقعاتك لنتيجة اللقاء؟ أتوقع فوز السد بالمباراة والكأس، فالفريق لديه الحافز والدافع لتحقيق هذ الطموح بعد خسارة لقب الدوري، وأعتقد أن إمكانيات اللاعبين الفنية قادرة على حسم المواجهة لصالحهم، أضف إلى ذلك أن السد بطبعه هو فريق بطولات ولن يرضى بأقل من التتويج بلقب كأس العز والفخر ومن بعده أغلى الكؤوس كأس سمو الأمير. هل يساورك القلق من قوة فريق الدحيل الطرف الآخر للقاء؟ لا أحد ينكر الحالة التي أوجدها فريق الدحيل في الكرة القطرية، بعد أن أصبح في زمن قياسي أحد أضلاع القوة الرئيسية في الكرة القطرية بفضل إنجازاته وبطولاته، وهو بطبيعة الحال فريق كبير، لكن نحن كسداوية نثق تماماً في إمكانيات لاعبينا تماماً وقدرتهم على تجاوز أي منافسين مهما كانت قوتهم. وأعتقد أن فوز الدحيل على الغرافة بنتيجة 6\1 في نصف نهائي البطولة لا يخيف لاعبي السد أصحاب الخبرة. لكن الدحيل حقق الفوز مرتين على السد في الدوري. أعتقد أن لكل مباراة ظروفها الخاصة، أضف إلى ذلك أن نهائي الكؤوس مختلف تماماً ويمثل حالة قائمة بذاتها لا يمكن البناء فيه على نتائج سابقة في بطولات أخرى، وأنا أرى أن تراكم الخبرات لدى لاعبي السد يجعلهم في وضعية جيدة؛ حيث سيكون الجميع لديه رغبة في الثأر ورد الدين لهزيمته السابقة وليس العكس. هل تعتقد أن السد قادر على استغلال غياب لاعب بحجم يوسف المساكني عن فريق الدحيل؟ السد لا يعتمد على أمور كهذه أبداً، فالكبير دائماً يركز على جاهزيته وتهيئة لاعبيه من جميع الوجوه، ولا ينظر لاعتبارات الغيابات والنقصان لدى المنافسين. وإن كان هذا الأمر لا يقلّل أبداً من قيمة اللاعب يوسف المساكني باعتباره لاعباً كبيراً وموهوباً يقدم مع فريقه مستويات متميزة أو مع منتخب بلاده، ونتمنى له الشفاء العاجل من أجل العودة سريعاً للملاعب فهو نموذج يُحتذى به. ما الوصفة السحرية التي تقدمها للاعبي السد في المباراة؟ التركيز والهدوء داخل الملعب وعدم ارتكاب الأخطاء هي التي سترجّح كفة فريق على الآخر، وأنا أرى أن الحظوظ تبدو متقاربة بسبب وجود كم هائل من اللاعبين المميزين في صفوف الفريقين، لكنني في النهاية أثق في أن لاعبي السد قادرون على حسم النتيجة. من ترشّحه للتألق خلال النهائي؟ أتوقع أن يكون نجمنا الدولي حسن الهيدوس هو رجل المباراة الأول؛ لأنه -وبدون مبالغة- لاعب من طراز خاص؛ حيث يمتلك كوكتيل من المهارات الفردية، منها السرعة والمراوغة والحاسة التهديفية، ويعرف جيداً كيف ينقل الفريق من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية بشكل سريع، مما يمثل هديداً حقيقياً على دفاعات المنافسين. وكيف تنظر للحضور الجماهيري في المباراة؟ مثل هذه المباريات دائماً ما تحظى بتواجد جماهيري كبير، وعندما نتحدث تحديداً عن جماهير السد فهي ليست في حاجة إلى توجيه نداءات للحضور، لأنها تعرف جيداً واجبها ومسؤوليتها تجاه ناديها؛ لذلك أتوقع أن يكون لها دور مؤثر في المباراة وفي تحفيز اللاعبين لتحقيق الفوز، وأعتقد أن امتلاء ملعب السد بالجماهير سيجعل من تلك الأمسية كرنفالاً كروياً مثالياً. هل تابعت ما أُثير من جدل حول تقنية الفيديو في مباريات نصف النهائي؟ بصراحة شديدة لا أجد مبرراً لحالة الجدل هذه، فنحن لا بدّ أن نواكب التطور المتسارع في كل المجالات ومنها الرياضة، وقطر تحديداً سبّاقة في هذا الأمر في كل الرياضات، ومن الإيجابي أن نطبق هذه التقنية حالياً حتى نستطيع أن نكتسب الخبرة اللازمة سريعاً، ولا ننسى أن الملاعب القطرية كانت صاحبة الريادة أيضاً في تطبيق وجود الحكم الخامس، وأنا أشكر اتحاد الكرة على هذه المبادرات الرياضية التي تعكس صورة حضارية للكرة القطرية. وما تقييمك لهذه التجربة؟ بالتأكيد بداية أي عمل لا بدّ له من أخطاء، لكن المهم هو تداركها سريعاً، وعلينا أن نتقبل هذه الهفوات بصدر رحب، لا سيّما فيما يتعلق بإيقاف اللعب لفترة من الزمن لمتابعة الحالة مثار الجدل؛ حيث إن من شأنه التأثير على حماسة اللاعبين في المباراة، لكن هذه الأمور لن تستمر هكذا ومع مرور الوقت سيكون الوضع مختلفاً.;