كشف تجار أسلحة عن أن ما لا يقل عن 600 قطعة سلاح سُرقت الأسبوع الماضي من مركز تدريب كانت تديره الإمارات بالعاصمة الصومالية مقديشو، وهي معروضة الآن للبيع في المدينة. ونقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة صوماليين قولهم بأن «عناصر موالية للإمارات سرقت الأسلحة، ومنها بنادق كلاشنيكوف هجومية جديدة ونسخ صينية منها». وأفاد تاجر الأسلحة جامع علي في منزل بمقديشو؛ حيث عرض هو وآخران الأسلحة أنه «تم نهب ما بين 600 و700 بندقية (أي. كي 47) وبنادق (أخرى) من معسكرات التدريب الإماراتية السابقة». وقال علي إنهم اشتروا الأسلحة مقابل 700 دولار للبندقية الكلاشنيكوف، وهو خصم كبير على السعر الحالي البالغ 1350 دولاراً للبندقية الجديدة بمقديشو، مضيفاً أن التجار بدؤوا في إعادة بيعها مقابل ألف دولار للقطعة. وذكر تاجر آخر يُدعى حسن أبوجا أن «أفضل يوم للتجارة هو عندما يندلع قتال داخلي، أسعار الأسلحة والذخيرة ترتفع». وكانت الإمارات تدرب مئات الجنود الصوماليين منذ عام 2014، في إطار جهد مدعوم من البعثة العسكرية للاتحاد الإفريقي؛ لهزيمة المسلحين وتأمين البلاد للحكومة الصومالية المدعومة من دول غربية وتركيا والأمم المتحدة. غير أن أبو ظبي أنهت البرنامج في 15 أبريل الحالي؛ حيث ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن القرار يأتي على خلفية ما وصفته بحادثة احتجاز السلطات الأمنية الصومالية طائرة مدنية خاصة مسجلة في الإمارات بمطار مقديشو. وذكرت أن السلطات الصومالية استولت على المبالغ المالية المخصصة لدعم الجيش الصومالي ودفع رواتب المتدربين الصوماليين. وأوضح التجار أن الجنود الذين دربتهم الإمارات شرعوا في سرقة الأسلحة من المنشأة بعد وقت قليل من إلغاء البرنامج. وباع الجنود الأسلحة مباشرة إلى التجار وعبر وسطاء. ويبدو أن النهب وقع في الوقت الذي كانت تباشر فيه الإمارات عملية إخلاء منشأة التدريب. وقال موظف بميناء مقديشو: «إن سفينة كانت راسية مساء الأحد الماضي بالميناء، كانت محمّلة بمعدات من مركز التدريب الإماراتي، منها عشرات من حاويات الشحن بها أسلحة، وعشرات من المركبات المدرعة مثبّت عليها مدافع مضادة للطائرات، ومئات السيارات». واندلع إطلاق نار بمنشأة التدريب السابقة يوم الاثنين؛ حيث كان بعض الجنود لا يزالون بالمكان، وفرّ جنود ممن دربتهم الإمارات بأكبر عدد ممكن من الأسلحة قبل أن تقوم جماعة أخرى منافسة بالسيطرة على الموقع. وقال سكان في المنطقة إنهم رأوا جنوداً ممن دربتهم الإمارات يتخلصون من أزيائهم العسكرية، ويفرون من المنشأة في ثلاث عربات ومعهم بنادق. من جهته، قال صحافي بالموقع: «إنه بعد إطلاق نار متقطع على مدار تسعين دقيقة، تمكّن الحرس الرئاسي من تأمين المنشأة، بينما لم يعلّق مسؤولون إماراتيون بعد على الحادثة». كما لم يرد مسؤولون من وزارة الدفاع الصومالية حتى الآن على اتصالات للتعليق على سرقة الأسلحة، في حين استقال وزير الدفاع محمد مرسل هذا الأسبوع ليتفرغ للمنافسة على منصب رئيس البرلمان. وفي هذا السياق، قال قائد الجيش الجنرال عبد الولي جامع غورد، قبل ثلاثة أيام: «إن بعض الجنود الذين يقفون وراء محاولة سرقة العتاد من المنشأة قد أُلقي القبض عليهم».;
مشاركة :