الأناضول: اعتبر مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سنيرلي، اليوم الخميس، أن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية لا يزال السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل وشامل ودائم بالمنطقة. جاء ذلك في إفادة قدمها السفير سنيرلي، خلال جلسة مجلس الأمن الدورية حول الحالة بالشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وحذر السفير التركي من أن التأخير والجمود الذي طال أمده في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين “يشعل التوتر، ومن شأنه أن يفسح المجال لدائرة جديدة من العنف”. والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014؛ جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساسا لحل الدولتين، وتنكرها للإفراج عن معتقلين فلسطينيين. وفي السياق، قال سنيرلي: “تتزايد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بمعدل ينذر بالخطر. ولا يزال التصعيد الدراماتيكي بالأنشطة الاستيطانية عقبة رئيسية أمام السلام”. وشدد على أن “القدس هي مدينة مقدسة لجميع الديانات التوحيدية الثلاث، ويقع على عاتق البشرية بأسرها المحافظة على وضعها التاريخي”. وكثّفت إسرائيل في السنوات الأخيرة من عمليات الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية. وفي 7 من الشهر الجاري، كشف تقرير لمنظمة التحرير الفلسطينية عن مخططات إسرائيلية جديدة لبناء 5700 وحدة استيطانية، في القدس. على ذات الصعيد، أكد المندوب التركي، أن التقاعس في مواجهة عدم امتثال إسرائيل المستمر للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن يشجعها على “المزيد من الاستهتار” وما شهدناه منذ بداية مسيرة “العودة” السلمية أحدث مثال على ذلك. وأدان بشدة الاستخدام غير المتناسب للقوة من جانب القوات الإسرائيلية والهجمات المتعمدة على الفلسطينيين العزل الذين شاركوا بالمظاهرات السلمية احتجاجا على حرمانهم من حقوقهم غير القابلة للتصرف وتطلعاتهم الوطنية المشروعة. كما أكد على أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن التجاهل الصارخ للقانون الدولي”، داعيا إلى اتخاذ إجراءات لوقف استهداف المدنيين، وضمان إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في الحوادث. وحث إسرائيل على “إظهار الإرادة السياسية والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والضارة”. كما طالب الجانب الفلسطيني بـ”التوحد والعمل من أجل المصالحة الوطنية وإنشاء حكومة شاملة”. وأسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطينيين يتظاهرون سلميا منذ 30 مارس/ آذار الماضي، بشكل يومي، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، عن استشهاد 40 فلسطينيا وإصابة آلاف آخرين. ويطالب المتظاهرون بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948. من ناحية أخرى، حذّر سنيرلي من أن الأوضاع في قطاع غزة على “شفا الانهيار” بعد عقد من الحصار الإسرائيلي، مشيرا أن مأساة القطاع تفاقمت بسبب أسوأ أزمة مالية تشهدها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في تاريخها. ولفت إلى أن تركيا أعلنت عن 10 ملايين دولار إضافية للأونروا، كما قررت التعهد بتقديم 11 مليون يورو لمشروع بناء محطة تحلية المياه المركزية في غزة. وتعاني الوكالة الأممية من أزمة مالية خانقة جراء تجميد الولايات المتحدة الأمريكية في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، مبلغ 65 مليون دولار من مساعدتها (125 مليون دولار). وفيما يتعلق بملف الأزمة السورية، قال السفير التركي، إن بلاده “ستواصل جهودها لتهدئة الوضع على الأرض ودفع العملية السياسية، وستواصل جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في سوريا”. وأضاف: “العمليات التي قمنا بها (درع الفرات، وغصن الزيتون) طهّرت أكثر من 4 آلاف كيلو متر مربع من الإرهابيين وفي الوقت نفسه، نتخذ خطوات لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة من خلال المشاركة المباشرة للسكان المحليين في إعادة الحياة اليومية إلى طبيعتها في عفرين (شمالي سوريا)”. وفي 24 مارس/ آذار الماضي، تمكنت القوات التركية المشاركة في “غصن الزيتون” من تحرير منطقة عفرين بالكامل من الإرهابيين، بعد 58 يومًا على انطلاق العملية. وشرعت تلك القوات وبالتنسيق مع “الجيش السوري الحر”، بأعمال تمشيط وتفكيك مخلفات الإرهابيين، وتأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم.
مشاركة :