واصلت أسعار الحديد تراجعها للشهر السادس على التوالي بعد دخولها في موجة انخفاض فقدت خلالها نحو 300 ريال بنسبة بلغ 10% من قيمتها، بسبب ركود الطلب على المنتج وزيادة المعروض في السوق المحلي، حيث تراجع سعر الطن الواحد مقاس 8 مم من 3000 ريال ليستقر عند 2700 ريال، فيما بلغ سعر الطن مقاس 16مم 2480 ريالاً مقارنة بـ2700 ريال قبل موجة الانخفاض. وأرجع مستثمرون في سوق الحديد تلك التراجعات إلى عوامل عدة كان أبرزها توافر كميات كبيرة من الحديد في المستودعات، وتراجع الطلب، فضلا عن منافسة الحديد المستورد، الذي أثر بشكل كبير في سعر الحديد الوطني، وخلقت نوعًا من المنافسة في السوق، مشيرين إلى أن هذا العوامل أسهمت في انخفاض الأسعار، وأثارت نوعًا من الاطمئنان تجاه المنتج في السوق. وأوضح خالد الفوزان، رئيس مجلس إدارة إحدى أكبر الشركات الموزعة لحديد سابك في المملكة، أن سبب الانخفاض يرجع إلى انحسار كمية الطلب وزيادة المعروض في السوق المحلى، مما أجبر المصانع الكبرى خاصة سابك التي تستحوذ على نصف إنتاج المملكة على التخفيض لكي تصل لسعر الحديد المستورد، الذي أصبح سعره في الآونة الأخيرة متقاربًا مع المنتج المحلي، وتوقع الفوزان استمرار وتيرة الطلب على الحديد خلال عام 2015، مشيرًا إلى أن انخفاض أسعار البترول لن يؤثر على المشروعات المرصودة وخاصة مشروعات الإسكان، لأن أموالها موجودة حتى لو استمر الانخفاض في سعر البترول. واستبعد الفوزان حدوث موجة هبوط لسعر الحديد الحالي والبالغ 2450 ريالاً لـ16مم و2700 ريال لـ8 مم، مشيرا إلى أن السعر المنطقي والعادل ما بين 2600 و2700 ريال لطن الحديد، مشيرا إلى أن هناك انتعاشًا كبيرًا في الأسواق العالمية، خاصة أمريكا والصين والهند، وهي أكبر مستوردي الحديد في العالم ما يعني ارتفاع النمو، وبالتالي زيادة الطلب على المواد الأولية للبناء، وخاصة الحديد. ويرى المهندس رائد العقيلي أن السعر الحالي للحديد هو الأفضل خاصة خلال الخمس سنوات الماضية، وأنه يتوقع استمرار انخفاض أسعار حديد التسليح بنسبة لا تقل عن 5% خلال عام 2015، مشيرا إلى أن الأسعار حاليا تمر بمنعطف تاريخي خاصة بعد موجة انخفاض بلغت 10% خلال الستة أشهر الماضية من 3000 ريال لـ8 مم و2700 لـ16مم، وحتى سعره الحالي وهو 2480 لـ16مم و2700 لـ8مم. وبين أن سوق الحديد شهد إجمالاً انخفاضًا بلغ 55% مقارنة بعام 2009، الذي بلغ فيه سعر طن ذروته عند 6 آلاف ريال للطن، مستبعدا عودة السعر إلى مستويات 1500 ريال، التي كان عليها قبل 10 سنوات. وأضاف العقيلي أن سبب عدم الإقبال على الحديد المستورد الموجود في السوق السعودي رغم رخص سعره وخاصة الحديد التركي والأواكرني مقارنة الحديد المحلي خاصة حديد سابك هو ارتفاع مواصفات الأخير وتحسن جودته، موضحًا أن الحديد المستورد يتعرض في أثناء شحنه في البواخر لعوامل التعرية، التي تصيبه بالصدأ فتضعف قوته أكثر مما هي ضعيفة، موضحًا أن هناك عدة أنواع من الحديد يمكن التميز بينها، وربط العقيلي بين انخفاض أسعار البترول وبين انخفاض أسعار الحديد وقلة الطلب عليه، مشيرا إلى أن انخفاض النمو الاقتصادي مرتبط بانخفاض أسعار النفط، وبالتالي يؤثر على قطاع البناء والتشييد خاصة الأسمنت والحديد. وأشار العقيلى إلى أن الحديد الموجود في السوق السعودي حاليا أكثر من الطلب، لافتا إلى أن هناك ما بين 7-10 ملايين طن حديد نصفها أو 60% منها تنتجه شركة سابك في حين أن الاحتياج الحقيقي للسوق في حدود 7 ملايين طن، مؤكدا أن نهاية عام 2013 شهدت انحسارا وانخفاضا في الطلب على الحديد محليا، والذي بلغ في أعوام 2011 - 2012 -2013 استهلاك فاق 12 مليون طن سنويًا، وهو رقم خرافي مقارنة باحتياج الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لا يتجاوز في السنة الواحدة 50 مليون طن.
مشاركة :