قال الشاعر :قضى الله أن البغي يصرع أهلهوأن على الباغي تدور الدوائريقول المثل الاسباني (بناء البغض مشيد بحجارة الإهانات) فبعد أن وصلت الأمور بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية إلى حافة الهاوية واندلاع حرب نووية تحرق الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل تغير اتجاه الظروف السياسية والعسكرية 180 درجة فهناك شعور بالمسؤولية عن سلامة شعوب ليس لها ناقة أو جمل في حرب نووية وينتج عنها إبادة جماعية لشعوب ليس لها ذنب في خلاف سياسي بين أنظمة متنازعة .بدأ اللقاء التاريخي بين الكوريتين وذلك بعد عبور الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون خط ترسيم الحدود التاريخي منذ نهاية الحرب الكورية سنة 1935 تصافح الرئيس الكوري الشمالي الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه ان بالأمس وقد بدأ الاجتماع التاريخي بين الرئيسين يوم الجمعة الموافق 27 أبريل الجاري وقد وصف الرئيس الكوري الجنوبي خطوة الرئيس الكوري الشمالي بأنها خطوة شجاعة ورمز السلام وقد عبر الرئيسان عن هذه اللحظة التاريخية أن الربيع قد يكون وصل إلى شبه الجزيرة الكورية.إن الاجتماع بين الرئيسين الكوريين يهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وإنهاء حالة الحرب وتحويل المنطقة المنزوعة السلاح إلى منطقة سلام دائم وتنمية العلاقات بين البلدين وصولا إلى الوحدة تماما كما حدث بين ألمانيا الشرقية والغربية بعد انهيار حائط برلين سنة 1989 وقيام وحدة بين الدولتين لتكون جمهورية ألمانيا.لاشك أن اتفاق الكوريتين على إقامة سلام دائم وصولا إلى دولة واحدة ونزع السلاح النووي يجنب العالم حربا نووية في حال تهور الرئيس الكوري الشمالي وإطلاق صواريخ باليستية محملة برؤوس نووية على دول قريبة مثل كوريا الجنوبية وكذلك اليابان وسوف ينهار الاقتصاد العالمي لأن اليابان وكوريا الجنوبية من أكبر الدول الصناعية ولهذا نقول أن اللقاء التاريخي بين الكوريتين تكريس الأمن والسلام في العالم وتجنب حرب كونية تحرق الأخضر واليابس فهناك مصلحة وفائدة عالمية من الاتفاق بين الكوريتين. منطقة الشرق الأوسط سوف تكون مرشحة أكثر للحروب العبثية والخراب والدمار لأن التربة خصبة في هذه المنطقة ولأن العقول التي تدير الحكم في هذه الجزء من العالم بعضها يعتنق أفكارا دينية متطرفة ويدعم التنظيمات الإرهابية ويثير حروبا على أساس طائفي مما يجعل التفاهم بين الأنظمة الحاكمة في هذه المنطقة هو وهم وسراب وضرب من المستحيل .إذا كانت الكوريتان تسيران في طريق الوحدة والاندماج في دولة واحدة فإن الدول العربية في المنطقة مثل سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول مهددة بالتقسيم على أساس عرقي وطائفي فقد حدث في السودان تقسيم على أساس ديني وطبعا هذا التقسيم لم يغير من الواقع شيئا فقد زادت الأمور المعيشية تدهورا في الدولتين والسودان الجنوبي على حافة الهاوية بسبب الجفاف والفقر . هناك دول لها أطماع تاريخية مثل النظام الإيراني الذي يسعى لإحياء الامبراطورية الفارسية ويخوض حروبا بالوكالة من خلال أذنابه للسيطرة على دول المنطقة وهناك تركيا وهي أيضا تحلم بإحياء الامبراطورية العثمانية وذلك باستخدام التنظيم الدولي للإخوان المسلمين للتدخل في شؤون دول المنطقة وقلب أنظمة الحكم فيها.أيضا على الطرف الآخر هناك الكيان الصهيوني الذي يقوم على أساس ديني فالدستور الإسرائيلي ينص على أن إسرائيل دولة يهودية وهناك حلم إنشاء دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات وخريطة إسرائيل الكبرى معلقة في الكنيست الإسرائيلي فهو حلم يسعى الكيان الصهيوني لتحقيقه.إن منطقة الشرق الأوسط بوجود هذا المثلث الذي لايخفي أطماعه في المنطقة وأيضا بوجود دول كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تعتبر هذه المنطقة ساحة لإجراء التجارب على الأسلحة الحديثة التي تصنعها وكذلك تسويق هذه الأسلحة لمصلحة تجار مصانع الأسلحة المشهد يزداد غموضا والأمور تزداد تعقيدا ومستقبل المنطقة لا يبشر بالخير . هناك أيضا عامل وسبب آخر لاحتقان هذه المنطقة وتحولها إلى ساحة الخراب والدمار أن هناك رؤساء دول يطبقون مقولة (أنا ومن بعدي الطوفان) مثل الجزار بشار الذي يقتل شعبه حتى يبقى على كرسي الرئاسة لأطول فترة ممكنة وهناك دول تدمرت وتحولت إلى دول فاشلة بسبب حكام طغاة لقوا حتفهم مثل الطاغية المقبور صدام حسين والمخبول القذافي والمخلوع علي عبدالله صالح وهناك دولة الطوائف الفاشلة جمهورية لبنان.نقولها وبكل مرارة أن المستقبل في منطقة الشرق الأوسط لا يبشر بالخير بل إن القادم أسوأ، فقد وصل التمزق إلى مجلس التعاون الخليجي الذي كان نموذجا ناجح التعاون بين دول المنطقة ولذلك ينبغي أن تكون البداية برأب الصدع الخليجي حتى يكون لدينا بارقة أمل في مستقبل أفضل للأجيال القادمة.أحمد بودستور
مشاركة :