عواصم - وكالات - في خطوة أنهت سبعة عقود من التوتر بين بيونغ يانغ وسيول، اتفق زعيما الكوريتين، الجنوبي مون جاي إن، والشمالي كيم جونغ أون، خلال قمة تاريخية بينهما، أمس، على إجراء محادثات عسكرية رفيعة المستوى في مايو المقبل، للحد من العداء بين البلدين، وأكدا الالتزام بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، في إعلان رحب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن «الأمور لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت».جاء ذلك في مؤتمر صحافي لرئيسي الكوريتين لإعلان بيانهما المشترك عقب انتهاء الجولة الثانية من محادثات القمة التاريخية التي جرت في قرية بانمونجوم الحدودية.وذكر البيان أن الزعيمين تعهدا أيضاً «نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، إضافة إلى ضمان عدم نشوب أي حرب»، مضيفاً أن «رئيس كوريا الجنوبية سيزور جارته الشمالية الخريف المقبل، وأنه اتفق مع الزعيم الكوري على عدم نشوب أي حرب، ووقف جميع الأعمال العدائية».وأشار إلى أن الكوريتين تنويان تحويل اتفاقية الهدنة لعام 1953 إلى معاهدة سلام، والبدء في التفاوض مع الولايات المتحدة والصين بهذا الشأن، والعمل مع واشنطن على عقد قمة ثلاثية أو رباعية من أجل إحلال سلام ثابت.وأضاف أن «الكوريتين اتفقتا أيضاً على إعادة التواصل بين الأسر التي فرقتها الحرب عن طريق الصليب الأحمر، وتأسيس مكتب اتصال (في هذا الشأن) على حدود كوريا الشمالية على أن يتم أول لقاء بين أفراد هذه العائلات في 15 أغسطس المقبل».وقبل ذلك، جرت بين الزعيمين مصافحة ترتدي رمزية كبيرة عند خط الحدود العسكرية الفاصلة بين الكوريتين.وقال كيم إنه يشعر بـ «فيض من التأثر» بعد أن عبر الفاصل الأسمنتي الذي لا يتجاوز سنتيمترات والذي يشكل ترسيم الحدود، ليصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ الحرب الكورية التي وقعت في الفترة من العام 1950 إلى العام 1953.ثم سار الزعيمان وجلسا على مقعد خشبي، حيث أبلغ كيم نظيره الجنوبي في جلستهما الخاصة أنه جاء إلى القمة لإنهاء تاريخ من الصراع، ومزح مع رئيس الجنوب، قائلاً إنه يأسف لإيقاظه بسبب تجارب إطلاق الصواريخ التي كان يجريها في الصباح الباكر.وفيما أكد كيم استعداده لزيارة البيت الأزرق الرئاسي في سيول، دعا نظيره الجنوبي لزيارة بيونغ يانغ، ومضيفاً أنه يود لقاءه على فترات أكثر تقاربا في المستقبل.وبدعوة من كيم، خطا الزعيمان بشكل وجيز الى الشمال قبل أن يتوجها سيراً على الأقدام إلى بيت السلام وهو بناء من الزجاج والأسمنت في القسم الجنوبي من بلدة بانمونجون حيث تم توقيع الهدنة.وقال كيم في مستهل القمة في دفتر الزوار ببيت السلام في كوريا الجنوبية «إننا اليوم عند خط بداية حيث يسطر تاريخ جديد من السلام والرخاء والعلاقات بين الكوريتين، وجئت مصمماً على توجيه إشارة انطلاق على عتبة تاريخ جديد».وبعد جولة صباحية أولى من المفاوضات استغرقت نحو ساعة ونصف الساعة، قبل إصدار البيان المشترك بين الزعيمين، عاد موكب كيم والوفد المرافق له إلى شمال الخط الفاصل بين الكوريتين، وذلك لقضاء استراحة الغداء.ومع بداية الجولة الثانية من المفاوضات، زرع الزعيمان شجرة، وكشفا عن حجر كتب عليه «زرع السلام والازدهار»، فيما أقيمت مأدبة عشاء تشارك فيها زوجتا الزعيمين في المساء.ولاقت القمة، ترحيباً دولياً واسعاً، وصفها ترامب بـ«التاريخية»، مضيفاً «بعد سنة عاصفة من إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية، يجري الآن لقاء تاريخي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية». وقال في صفحته على «تويتر: «أمور جيدة تحصل لكنها لن تتضح إلا بعد مرور بعض الوقت»، فيما يتوقع أن يلتقي ترامب مع كيم خلال أسابيع.وتابع الرئيس الأميركي في تغريدة ثانية: «الحرب الكورية إلى خواتمها! إن الولايات المتحدة يجب أن تشعر مع كامل شعبها العظيم، بفخر كبير لما يحصل حالياً في كوريا».وفي طوكيو، رحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بالقمة، واصفاً إياها بأنها خطوة إيجابية نحو الحل الشامل لمختلف القضايا بما فيها نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.وأعرب ابي في تصريحات للصحافيين عن أمله بأن تتخذ كوريا الشمالية إجراءات ملموسة، مشيراً إلى أن بلاده ستراقب خطواتها عن كثب.وأكد استعداده للتعاون مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين وروسيا والمجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل شامل للقضايا محل الخلاف مع كوريا الشمالية ومن بينها اختطاف مواطنين يابانيين وتطوير القدرات الصاروخية والنووية.وفي بكين، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية هيوا تشونين إن «الصين تشيد بالخطوة التاريخية التي قام بها الزعيمان (كيم ومون جاي إن) ونحيي شجاعتهما وقراراتهما السياسية»، و«نأمل بأن تكون هناك نتائج إيجابية».البيت الأبيض ينشر صوراًللقاء كيم وبومبيوواشنطن - وكالات - نشر البيت الأبيض صورتين للقاء الذي تم قبل أسابيع بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ومايك بومبيو، الذي أدى ليل أول من أمس اليمين الدستورية لتولي منصب وزير الخارجية الأميركي، وكان هذا أول لقاء لكيم مع مسؤول أميركي.وجاء في تغريدة على الحساب الرسمي للبيت الأبيض على موقع «تويتر» أن بومبيو «سيقوم بعمل ممتاز في مساعدة الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب في قيادة جهودنا لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية».ترحيب كويتي باتفاق السلامسيول - كونا - رحّبت الكويت، أمس، باللقاء التاريخي الذي جمع زعيم كوريا الجنوبية مون جاي إن وكوريا الشمالية كيم جونغ أون، وأسفر عن التوقيع على اتفاق سلام بين البلدين.وأشاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية بشجاعة الزعيمين وسعيهما لنزع فتيل التوتر في منطقة شبه الجزيرة الكورية، مرحباً بما صدر عن القمة من بيان يكمل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية مع نهاية هذا العام، ويؤكد نهاية الأعمال العدائية بين البلدين بأشكالها كافة، الأمر الذي سيعيد إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية وإلى العالم أمنه واستقراره.وأعرب المصدر عن الأمل في أن يشكل هذا الاتفاق التاريخي، بما تضمنه من قرارات مهمة، نموذجاً لوضع نهاية لما يشهده العالم من نزاعات وبؤر توتر، لينعم بالأمن والاستقرار.
مشاركة :