ارتفعت أسواق الأسهم الخليجية أمس جماعياً إلى مستويات قياسية، في رد فعل مباشر على تطور الأوضاع السياسية في المنطقة، وانحسار التوقعات لضربة عسكرية غربية ضد سورية. وطغى اللون الأخضر على شاشات التداول في المنطقة، بعد نحو أسبوعين من الهبوط المتواصل، نتيجة موافقة النظام السوري على مبادرة روسيا بتسليم مخزونه من السلاح الكيماوي بإشراف دولي، ما انعكس إيجاباً على إقبال المستثمرين. وسجلت بورصة دبي أعلى ارتفاع لمؤشرها الذي قفز 8.5 في المئة دفعة واحدة، بعدما قادت أكبر انخفاض بين أسواق المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، بفعل تصاعد التهديدات بضربة عسكرية ضد نظام بشار الأسد، تبعتها بورصة أبو ظبي بارتفاع تجاوز 5.5 في المئة، وقطر بنسبة 4.8 في المئة، والسعودية 2.9 في المئة، والبحرين 0.4 في المئة. واعتبر خبراء تحدثت إليهم «الحياة، ان مكاسب سوق دبي المالية أمس هي الأعلى في يوم واحد منذ قدمت أبو ظبي دعماً لإمارة دبي بنحو 10 بلايين دولار إبان الأزمة المالية، قبل أن تتعافى منها وتواصل طفرتها الاقتصادية والعقارية. وأكد مدير صناديق الأسهم في شركة «ضمان» للاستثمار وليد الخطيب، أن الأسواق تفاعلت سريعاً مع تطورات الأحداث الجيوسياسية في المنطقة. وتوقع استمرار ارتفاعها في المرحلة المقبلة ولو بمعدلات أقل، لاقتناع المستثمرين بأن دول الخليج في منأى عن التوترات السياسية في المشرق العربي. ولاحظ خبراء أسواق الأسهم، عدم وجود ضغوط بيع كبيرة، على رغم التراجع الكبير الذي شهدته أسواق الأسهم الخليجية في الأيام الماضية، ما يشير إلى ثقة المستثمرين في الأداء الإيجابي للاقتصادات الخليجية والأسواق والشركات. ولفت مدير صناديق الاستثمار في «بنك الإمارات دبي الوطني» عادل الحوسني، إلى أن إقبال المستثمرين الأجانب بات مفتوحاً لدخول الأسواق مجدداً، خصوصاً مع المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسواق العالمية أمس.