تكريمًا لمسيرة طويلة من الاشتغال في حفظ التراث والثقافة الشعبية، وجزاءً لإسهاماته في ميادين صون الهوية الثقافية محليًا وخليجيًا، فاز الشاعر البحريني، رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV)، علي عبدالله خليفة، بلقب «شخصية العام للتراث الثقافي (2018)»، في الدورة الثانية من «جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي» التي يرعاها حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.وسلم الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، الشاعر علي عبدالله خليفة «جائزة شخصية العام للتراث الثقافي» بناءً على توصيات الأمانة العامة للجائزة، بمصادقة اللجنة العليا المشرفة، يوم الأحد 22 أبريل، في حفل أقيم بـ«مسرح معهد الترث». وجاء اختيار الشاعر علي عبدالله خليفة، بوصفهِ مشتغلاً في ميادين حفظ التراث لأكثر من نصف قرن، إذ أسهم في جمع وتدوين وحفظ وصيانة العديد من المواد الثقافية الشعبية محليًا وعربيًا وعالميًا، كما أسس «مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية»، و«مجلة الثقافة الشعبية»، إلى جانب العديد من الاشتغالات في رصيده التي أهلته ليكون «شخصية العام للتراث الثقافي» لهذا العام.وتعقيبًا على هذا التتويج، قال علي عبدالله خليفة: «سعدتُ بهذه الجائزة العالمية التي جاءتني من معهد أكاديمي خليجي، وبتكريم من صاحب السمو الشيخ الدكتر سلطان بن محمد القاسمي»، مضيفًا «إن لهذه الشخصية مكانتها الرفيعة ثقافيًا وعلميًا، وهذا ما يضيف لسعادتي أن أحظى بتكريم هذه الشخصية الرفيعة، الداعمة للثقافة وللاشتغال الإبداعي».ولفت خليفة إلى أن «هذه الجائزة لم أكرم بها وحدي، بل هي تكريم لمنجزات شعب البحرين، الذي أنتج تراثًا شعبيًا غنيًا اعتد به وحافظ عليه، في الوقت الذي احتضن ثقافات وتراثات الشعوب الأخرى التي وفدت إليه عبر التاريخ، وعدّها تراثًا إنسانيًا يستحق التفاعل والتناغم مع معطياته، والعناية به ليستمر ويتطور»، مؤكدًا أن هذا الحفظ للتراث، وهذا التداخل الثقافي الذي امتازت به الثقافة البحرينية «هو من ميزة وأخلاقيات شعوب الجزر حول العالم».وأعرب خليفة عن بالغ تحيته وتقديره لـ«معهد الشارقة للتراث»، ورجال الثقافة والعلم القائمين على هذا الصرح -كما قال-، مبينًا أن هذا الاشتغال والهم الذي يحمله هؤلاء على عاتقهم لهو السبيل إلى حفظ وصون تراثاتنا، والحفاظ عليها من الضياع والنسيان.إلى جانب هذا التكريم، كرّم حاكم الشارقة «نادي تراث الإمارات» الفائز بفرع «أفضل الممارسات صونًا للتراث الثقافي الإماراتي»، فيما فاز «برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري» بجائزة أفضل الممارسات عربيًا، وفاز الحرفي الصيني (جن جوهو) بجائزة الممارسات الدولية.وإلى البحرين مجددًا، فاز الباحث أحمد مبارك سالم بجائزة «الباحثون في التراث الثقافي»، فئة البحث العربي، عن دراسته «الحياة الثقافية والاجتماعية في البحرين قبل مائة عام وانعكاسها على فن الأهزوجة»، فيما نال الباحث الإماراتي إبراهيم العوضي جائزة فئة البحوث المحلية الإماراتية، وفاز الصيني (زهاو رونغ قوانغ) بجائزة البحوث الدولي. وفي فرع الكنوز البشرية الحية، فاز الراوي عبدالله السويدي من الإمارات بجائزة «الراوي المحلي»، وفازت المصرية فاطمة سرحان، بجائزة «الراوي العربي»، والمكسيكية وروزا ماريا بجائزة «الراوي الدولي».
مشاركة :