أصبح فن «القط العسيري» مادة أساسية في المشاركات الدولية والبرامج الفنية، إذ برز أخيراً في الصناعات العالمية، وكانت أبرز أخباره هي مشاركة التشكيليتان عفاف دعجم، ومها الزهراني في تقديم هذا الفن في الدورة الـ16 لـ«أيام الشارقة التراثية 2018»، التي أقيمت برعاية وحضور حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، بدعوة رسمية من معهد التراث في الشارقة. وشرحت عفاف ومها وعرضتا عينات أصيلة ومفردات وألوان وتاريخ «القط العسيري» للزوار من مختلف أنحاء العالم، ورسمتا لوحة تفاعلية شارك الزوار من دول عدة حول العالم في تلوينها، مثل الصين، واليابان، وأميركا، وبريطانيا، والهند. ولاقى فن «القط العسيري» إعجاب الزوار والأدباء والفنانين، مؤكدين مشابهة هذا الفن لبعض الفنون القديمة في البلدان العربية، مطالبين بعمل دراسة مقارنة بينه وبين الفنون في تلك الدول. وأبدى الدكتور خالد ملياني من الجزائر انبهاره في هذا الفن، مؤكداً الصنف تراثاً مشتركاً ثقافياً. فيما وجدت الدكتورة نورية محند من الجزائر أيضاً «تشابهاً كبيراً جدا في الثقافات والفنون العربية ومشاركتها برموز ودلالات وألوان جميله جداً تستحق أن تدرس وتنقل إلى الأجيال المقبلة»، في حين كان خوسيه من أميركا الشمالية من الجمهور المنبهر في هذا الفن الأصيل. يذكر أن فن «القط السعيري» الذي سعت المملكة إلى تسجيله ضمن التراث العالمي في منظمة «يونيسكو»، عبارة عن خطوط ونقوش وتشكيلات جمالية تقوم بعملها نساء متخصصات في هذا المجال، لم يتعلمنه في مدارس فنية أو معاهد متخصصة، لكنه وحي للواقع، فكل لون يمثل إحساساً معيناً، وكل شكل يرمز إلى شيء حل في النفس، واستقر في الأعماق. ويتكون هذا الفن من مجموعة مسميات للنقوش، منها الختمة والحظية والسكروني، وغيرها، وكل منها يتميز بخاصية لونية وشكلية معينة، فيما يستمد خاماته من الطبيعة، ويستخدم في تزيين المنازل والجدران والأدوات المنزلية، ويمثل هذا الفن هوية منطقة عسير. ولـ«القط العسيري» انواع عدة.
مشاركة :