دبي: محمد حمدي شاكرفكرتها ليست بالجديدة، فهي متواجدة فعلياً في أكثر من دولة، وهي «اليابان، واستراليا، وأمريكا، وموسكو، وسنغافورا، وكندا» وانتقلت مؤخراً إلى منطقة القوز الصناعية بدبي. إنها غرفة تحطيم الأشياء، أو غرفة التحطيم، ويعتبر هذا المكان هو الوحيد في الوطن العربي الذي يُمكن الشخص من التنفيس عن غضبه من خلال تكسير وتدمير الأشياء، سواء أساس، أو مستلزمات كهربائية، وأدوات منزلية، وأثاث، حسب المبلغ المدفوع والذي يبدأ من 75 درهماً، وحتى 499 درهماً.أردنا معرفة أكثر عن الموضوع وفكرة تلك الغرفة والسبب من أقامتها لأول مرة في دولة عربية، وهل من هناك زوار لها، وكل التفاصيل الأخرى، والتقينا بمؤسس الغرفة وصاحب الفكرة إبراهيم أبودياك، ويقول في بداية حديثه: أكلمنا شهراً تقريباً منذ افتتاح هذا المشروع، والفكرة جاءت من خلال شريكتي هبه بالفقيه، بعد وفاة جدتها العام الماضي، وهي طبيبة نفسية، ولكنها لم تستطع مساعدة نفسها على إخراج الشحنات السلبيةبداخلها، وحاولت أكثر من مرة التخلص منها عن طريق أطباء نفسيين وأخصائيين، ولكن من دون جدوى. ويضيف: في أحد الأيام جمعت كل الأشياء غير المرغوب فيها في المنزل، ونقلتها إلى حديقة المنزل وقامت بتكسيرها، وبعد انتهائها شعرت براحة غير عادية، وأخرجت كل الشحنات السلبية بداخلها، وتواصلت معي، وعرضت علي فكرة لإقامة مشروع لتحطيم الأشياء يساعد الأشخاص على التخلص من الشحنات السلبية بداخلهم، وأعددنا دراسة جدوى، وشاهدنا الأماكن المشابهة في الدول الأوروبية، وخلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بدأنا بالتنفيذ وتم الافتتاح في مارس/ آذار الماضي.ويقول أبودياك: لاحظت على جميع زوار «غرفة التحطيم» أنهم يدخلوا إلى الغرفة بوجوه ويخرجون، بوجوه مختلفة، من الحزن إلى الفرح والسعادة، والضحكة تملأ وجوههم، وهذا يرجع إلى أن ما يقومون به داخل الغرفة يعتبر نشاطاً بدنياً مثل ألعاب القوى، فخمس دقائق من التكسير تحرق سعرات حرارية تعادل 80 إلى 90 سعراً.وفي ما يخص الإجراءت الأمنية للحفاظ على زوار المكان أثناء التكسير يوضح: المكان آمن بشكل كبير، ومنظم، وهناك ملابس خاصة للتكسير يقوم الزائر بارتدائها بمجرد وصوله تحافظ عليه، وعلى وجهه، من تطاير بعض الأشياء أثناء التكسير، إلى جانب أن لدينا متخصصين يشرحون إجراءات السلامة للزوار قبل الدخول إلى الغرفة، وأيضاً كاميرا تصور فيديو أثناء التحطيم تحسباً لحدوث أي مكروه للشخص.وبسؤاله عن الأغراض التي يتم تكسيرها وأماكن الشراء يقول: معظم الأشياء التي يتم تكسيرها نأتي بها من عدة أماكن، منها محال الأثاث المستعمل، أماكن بيع السكراب، خاصة للأجهزة الإلكترونية، وبعد أن تتم عملية التكسير نفرزها كل على حدة «المعادن، الحديد، البلاستيك، الأثاث، وغيرها»، ومن ثم نعطيها لأماكن إعادة التدوير كي تتم الاستفادة منها أيضاً. وعن الأعمار والجنسيات التي تزور الغرفة يوضح قائلاً: تتراوح الأعمار ما بين 22 إلى 44 عاماً، ولا نسمح بدخول من هم دون 16 عاماً، ونسبة السيدات وصلت ل%70 في حين الرجال %30.
مشاركة :