تنفس كُثرٌ الصعداء بعد إدانة الممثل الكوميدي الأميركي بيل كوسبي (80 سنة) بالاعتداء جنسياً على امرأة بعد تخديرها عام 2004. والحكم يأتي بعد عقود طويلة من الهمسات والقضايا والتحقيقات في اتهامات مماثلة وجهتها 50 امرأة إلى النجم الأميركي الذي عُرف بـ «بابا أميركا»، كما شخصيته في مسلسل «كوسبي شو». والإدانة إن أكدت شيئاً، فهو أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، بل تلاحق مرتكبها حتى وإن كان في خريف عمره، أو كانت الحادثة وقعت قبل 14 سنة. والأهم أنها الإدانة الأولى لأحد المشاهير منذ انطلاق حملة «أنا كمان» (مي تو) التي كسرت الصمت في ما يتعلق بالتحرش الجنسي ضد النساء في صناعة الترفيه وخارجها. ووصف محامون لنساء ضحايا التحرش، الحكم بأنه «نقطة تحوّل» في الحملة. وعلى رغم أن الحكم يُرضي عشرات النساء ممن اتهمن كوسبي باعتداءات مماثلة والمتعاطفين معهن، إلا أن قرار المحكمة شكّل صدمة في الأوساط الفنية الأميركية والعالمية، لأنه ربما يطفئ تألق أحد أهم نجوم الكوميديا والترفيه في العالم. وقد يواجه كوسبي حكماً بالسجن قد يصل إلى عشر سنوات لكل تهمة من بين ثلاث وجهت إليه بالاعتداء العنيف غير اللائق. وغداة حكم الإدانة، كتبت المرأة التي رفعت الدعوى أندريا كونستاند (45 سنة) في تغريدة على «تويتر»: «ظهر الحق»، فيما قال ناطق باسم النجم التلفزيوني، في برنامج «صباح الخير أميركا»، أن موكله في أحسن حال، وواثق في أنه لم يرتكب خطأً، ويصر على أنه بريء، مضيفاً أنه يمضي وقته مع زوجته كاميل. وكانت المحكمة شهدت جلبة لدى النطق بالحكم أول من أمس، وندت صرخات عن نساء، فيما بكت أخريات كن اتهمن النجم بالتحرش بهن، فيما أطرق كوسبي، واكتسى وجهه بالحزن. وظل النجم التلفزيوني هادئاً خلال المحاكمة التي استمرت ثلاثة أسابيع، لكنه انفجر بعد النطق بالحكم عندما طالب المدعي العام بعدم قبول كفالة مليون دولار لإبقاء كوسبي خارج السجن حتى يقرر القضاء العقوبة المناسبة في حقه، وأعرب عن مخاوفه من هربه خارج البلاد بطائرته. وصرخ كوسبي قائلاً: «لا أملك طائرة». حينذاك، قرر القاضي ستيفن أونيل إطلاق سراحه بكفالة مليون دولار في انتظار إصدار الحكم طالما سلّم السلطات جواز سفره ولم يخرج من منزله. ويبدو أن فصول هذه القضية لم تنته بعد، إذ أعلن محامي الدفاع توماس ميسيرو أن «المعركة ستستمر»، موضحاً أنه سيطعن على الحكم. شارك المقال
مشاركة :