حسمت تقنية الفيديو القمة الكبيرة في نهائي كأس قطر لكرة القدم لمصلحة الدحيل عندما قرر حكم المباراة عبدالله العذبة العودة لحالة حصلت داخل جزاء السد بعد مضي أكثر من دقيقة على حدوثها ليعلن عن ركلة جزاء أثيرت حولها الكثير من الشكوك والجدل ليتسبب ذلك بردود فعل وتوتر بين صفوف لاعبي السد قبل أن ينفذها يوسف العربي بنجاح ليقود فريقه إلى الفوز بهدفين لهدف في القمة الكبيرة والمثيرة التي شهدها ملعب جاسم بن حمد بنادي السد مساء أمس.. وكان السد قد أنهى الشوط الأول بتقدمه بهدف السبق الذي جاء عن طريق حسن الهيدوس في الدقيقة العشرين بينما أدرك الدحيل التعادل في الدقيقة (78) من خلال إسماعيل محمد.. وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تمضي نحو اللجوء إلى ركلات الترجيح في لحظاتها الأخيرة حدث السيناريو غير المتوقع الذي منح الدحيل ركلة الجزاء تلك والتي جاء منها هدف الترجيح الثاني مع إشهار البطاقة الحمراء بوجه اثنين من لاعبي السد خارج الملعب وهما تشافي وبونجاح بسبب الاعتراض.. ويمكن القول إن المباراة كانت في غاية الروعة من حيث القوة والإثارة طوال شوطيها قبل أن يحصل ما حصل وتتسبب تقنية الفيديو بتلك الخاتمة التي سادها الكثير من الهرج وهو ما يعود ليثير التساؤل الكبير حول جدوى هذه التجربة ومدى إمكانية نجاحها في كرة القدم.. الشوط الأول.. ولم تكن المباراة بحاجة إلى جس نبض من الجانبين، فكل منهما يعرف الآخر إن لم نقل يحفظه عن ظهر قلب.. وهكذا وجدنا الاندفاع الهجومي حاضرا منذ البداية حيث اعتمد السد على توغلات الهيدوس وأكرم عفيف في الجانبين بينما كان تشافي يتحرك بحيوية في عمق الملعب خلق بونجاح وهو ما شكل ضغطا مستمرا وتهديدا مبكرا على دفاعات الدحيل ومرمى كلود أمين.. وفي المقابل كان الدحيل يراهن بشكل خاص على جبهته اليمنى وتحديدا على نشاط وسرعة إسماعيل محمد الذي أظهر جدارة حقيقية في صنع أكثر من محاولة من منطقته على الرغم من أنه كان في مواجهة مباشرة مع ظهير صلب مثل عبدالكريم حسن.. أما في الوسط فقد كان الصراع شديدا بين الهاجري وبوعلام من السد وبوضياف ولويز مارتن من الدحيل غير أن الإضافة الأهم هنا كانت تتمثل بتحركات تشافي من السد ونام تاي من الدحيل وكلاهما كانا يمثلان العقل المدبر لكلا الفريقين وكلاهما كانا مصدر الخطر الأهم في فر يقيهما.. ومع أن المباراة كانت تبدو متكافئة تقريبا من حيث السيطرة والاستحواذ وسرعة البناء والتحول الهجومي إلا أن الخطورة الأكبر كانت من نصيب السد الذي هدد مرمى كلود أمين في أكثر من محاولة كان من بينها تلك التي صنعها حسن الهيدوس من جهة اليسار عندما مرر كرة على طبق من ذهب إلى بوعلام المتوغل داخل الستة إلا أن الكرة تطول من الأخير قبل خروجها من الملعب أعقبتها أخرى كانت من هجمة سريعة في جهة اليسار أيضا ومرر فيها بونجاح كرة جميلة إلى أكرم عفيف ليتوغل سريعا ويخترق الجزاء ثم يسدد أرضية مست أحد لاعبي الدحيل لتنتهي إلى ركنية نفذها تشافي كالعادة وهيأها بونجاح برأسه أكملها حسن الهيدوس في المرمى معلنا عن تقدم السد بهدف السبق عند الدقيقة العشرين من المباراة.. الشوط الثاني.. ويستمر السيناريو نفسه مع بداية الشوط الثاني حيث كان الفريقان يتبادلان محاولاتهما الهجومية تباعا غير أن السد صار أكثر تركيزا على الشق الدفاعي في محاولة للحفاظ على تقدمه بحيث صعد من الرقابة المشددة على هداف الدحيل يوسف العربي من خلال كونجي وبيدرو وهو ما كان يحدث في الجانب الآخر أيضا إذ عانى بونجاح من رقابة مماثلة فرضت عليه من قبل لوكاس وبسام هشام الذي بذل جهدا متميزا فعلا في هذا الجانب.. وكان بلماضي يبحث عن حلول مع تقادم زمن المباراة حيث لجأ إلى الدفع بلاعبه الشاب عبدالله الأحرق بدلا من لويز مارتن بعد أن كان قد زج سلطان بريك بدلا من خالد مفتاح.. وبدت فرصة الدحيل قائمة فعلا لإدراك التعادل من خلال سلسلة المحاولات المتواصلة وهو ما حدث فعلا عند الدقيقة (78) حيث تمكن إسماعيل محمد من أن ينهي تلك المحاولة التي ارتدت فيها الكرة مرتين قبل أن يضعها في المرمى ليعيد التوازن إلى المباراة وهو ما دفع بمدرب السد للتدخل فدفع بحمرون بدلا من تشافي وياسر أبو بكر بدلا من سالم الهاجري فترتفع وتيرة الصراع ويطالب الدحيل بركلة جزاء تعقبها حالة أخرى طالب فيها السد بركلة جزاء في اللحظات الأخيرة.. وبعد مضي أكثر من دقيقتين يعود حكم المباراة إلى تقنية الفيديو ليشير إلى ركلة جزاء للدحيل بقرار قد لا يبدو مقنعا وربما لم يكن صحيحا أيضا وهو ما تسبب بتوتر كبير داخل الملعب وعند حدوده أدى إلى طرد تشافي ومن ثم بونجاح بسبب الاعتراض في حين نفذ يوسف العربي ركلة الجزاء بنجاح ليحرز هدف الدحيل الثاني الذي قاده إلى منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخ هذه البطولة. هكذا لعب السد اختار مدرب السد البرتغالي فيريرا أن يبدأ المباراة بأربعة لاعبين في خط الظهر يتوسطهم مرتضى كونجي وبيدرو وإلى جانبيهما عبدالكريم حسن في اليسار وحامد إسماعيل في اليمين بينما تواجد في الارتكاز لاعبان هما سالم الهاجري وخوخي بوعلام ومن أمامهما ثلاثي الإسناد الهجومي المؤلف من تشافي في العمق وحسن الهيدوس وأكرم عفيف عند الجناحين خلف رأس الحربة الصريح بغداد بونجاح. ..وهكذا لعب الدحيل اعتمد الجزائري جمال بلماضي على التشكيلة المعتادة التي غالبا ما اعتمد عليها في أغلب مبارياته هذا الموسم حيث تواجد في خط الظهر لوكاس وإلى جانبه بسام هشام في قلب الدفاع وإلى جانبيهما مراد ناجي في اليمين وخالد مفتاح في اليسار.. أما في الارتكاز فقد اعتمد على كريم بوضياف ولويز مارتن ومن أمامهما ثلاثي الإسناد الهجومي المؤلف من نام ناي في العمق وإسماعيل محمد والمعز علي في الجناحين ثم يوسف العربي كرأس حربة صريح.. تشكيلتا الفريقينلعب للسد: سعد الشيب في المرمى وبيدرو ومرتضى كونجي وعبدالكريم حسن وحامد إسماعيل وسالم الهاجري (ياسر أبوبكر د 82) وخوخي بوعلام وتشافي (حمرون يوغرطة د 84) وحسن الهيدوس وأكرم عفيف وبغداد بونجاح..ولعب للدحيل: كلود أمين في المرمى ولوكاس وبسام هشام وخالد مفتاح (سلطان بريك د 73) ومراد ناجي ولويز مارتن (عبدالله الأحرق د 77) وكريم بوضياف ونام تاي والمعز علي وإسماعيل محمد ويوسف العربي.. بطاقة المباراة الفريقان: السد والدحيل المناسبة: نهائي بطولة كأس قطر لكرة القدم الملعب: جاسم بن حمد في نادي السد النتيجة: (2 - 1) للدحيل الشوط الأول: (1 - صفر) للسد الأهداف: حسن الهيدوس (20) للسد وإسماعيل محمد (78) ويوسف العربي من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع الحكام: عبدالله العذبة وجمعة البورشيد وزاهي الشمري والحكم الرابع محمد الشمري الإنذارات: حسن الهيدوس وبونجاح وحامد إسماعيل ومرتضى كونجي وسالم الهاجري من السد وإسماعيل محمد ولوكاس من الدحيل الطرد: تشافي وبغداد بونجاح من السد في الوقت بدل الضائع أفضل لاعب في المباراة: إسماعيل محمد من الدحيل
مشاركة :