الرياض - يعكس اختيار وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو، الشرق الأوسط كوجهة أولى في بداية مشواره الدبلوماسي مدى الأهمية التي تكتسيها هذه المنطقة بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة، رغم كل ما يقال ويكتب عن توجه الولايات المتحدة لتخفيف حضورها هناك. ويبدأ بومبيو، الذي صادق مجلس الشيوخ الخميس على تعيينه في منصب وزير الخارجية خلفا لريكس تيلرسون، جولة في المنطقة الأحد تأخذه إلى كل من المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل حيث يرجّح أن تتصدر إيران وسوريا والقضية الفلسطينية أجندة المحادثات مع الدول الثلاث. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت خلال مؤتمر صحافي “لم يسبق لوزير آخر في التاريخ الحديث أن قام بجولة بهذه السرعة”. وتأتي هذه الجولة قبيل جملة من الاستحقاقات المصيرية في المنطقة ومنها إعلان الرئيس دونالد ترامب المنتظر موقفه النهائي من الاتفاق النووي الإيراني في 12 مايو المقبل، وأيضا نقل السفارة الأميركية إلى القدس والذي يتزامن مع ذكرى قيام إسرائيل، وسط مخاوف من أن يفجّر ذلك تصعيدا جديدا في ظل حالة الغليان على الساحة الفلسطينية. وذكرت هيذر ناورت أن بومبيو سيلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وأوضحت أن الجولة التي سيقوم بها وزير الخارجية القادم من وكالة الاستخبارات الأميركية (السي.آي.إيه) تؤكد “أهمية هؤلاء الحلفاء والشركاء الأساسيين في المنطقة”. داني دانون: إيران جندت أكثر من 80 ألف مقاتل شيعي بسوريا وانشأت قاعدة قرب دمشق داني دانون: إيران جندت أكثر من 80 ألف مقاتل شيعي بسوريا وانشأت قاعدة قرب دمشق وتعتبر السعودية والأردن وإسرائيل ابرز حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وتتشارك الدول الأربع ذات الهواجس سواء لجهة تحفظاتهم على الاتفاق النووي الإيراني، والأهم طموحات إيران في المنطقة. وقال مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، الخميس، إن إيران جنّدت أكثر من 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا، مستعرضا خارطة ذكر أنها قاعدة تدريب إيرانية قرب دمشق. وأوضح داني دانون “ما تستطيعون رؤيته هنا هو مركز إيراني للحشد والتجنيد في سوريا. هناك ما يفوق 80 ألف مسلح شيعي في هذه القاعدة التي تبعد ما يزيد قليلا عن خمسة أميال عن دمشق يتدربون للقيام بأعمال إرهابية في سوريا وأنحاء المنطقة”. ولا يخفي الأردن والسعودية كذلك قلقهما من الحضور الإيراني المزعزع للاستقرار في العديد من الدول بينها اليمن وسوريا. ووجّهت الرياض تهما لطهران بدعم الحوثيين في اليمن، لتهديد أمنها القومي. فيما أبدت عمّان مخاوف من تمدد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في جنوب سوريا. ويرجّح أن يتم خلال زيارة بوميبو التطرّق إلى سبل وقف التهديد الإيراني، وسط مؤشرات عن تغير في استراتيجية الولايات المتحدة لجهة التعاطي مع الأزمة السورية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع أن واشنطن تبحث والشركاء حلّ الأزمة في سوريا ضمن إطار شامل يأخذ في الاعتبار خطر إيران. وقبيل التوصل لهذا الحل الذي يبدو بعيد المنال تبرز ملامح خطط عسكرية تتعلق بشمال شرق سوريا تحديدا، حيث هناك توجه من بعض الدول للمشاركة في تقاسم العبء في المنطقة للحيلولة دون عودة داعش وأيضا لقطع الطريق على إيران للسيطرة عليها. ومن المرجّح أن تكون هذه المسألة على طاولة المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي والقادة في الأردن والسعودية. ويقول مراقبون إن بومبيو المعروف عنه معارضته لإيران بالتأكيد سيجد قواسم مشتركة كثيرة مع الحليفتين الرياض وعمّان. ويرى هؤلاء أن القضية الفلسطينية قد تكون محلّ الخلاف الوحيد، في ظل إبداء واشنطن دعما مطلقا لإسرائيل ترجم في إعلان القدس عاصمة لها.
مشاركة :