خسارة النجمة من باربار في أم المعارك لم تقلل من مكانة النجمة على الساحة المحلية والخليجية والعربية والاسيوية ويبقي السوبر سوبر بماضيه وحاضره المعاصر والخسارة احيانا تكون بمثابة الدرس الذي لا ينسى ونتعلم منه الكثير، كم من الفرق الكبيرة تلقت دورسا قاسية، فالرياضة فن مختلط محشو بالحظ ويا للحظ، وكما يقول المثل أعطني حظا وألقني في البحر. لا أعني بهذه المقدمة التقليل من حجم الانتصار الذي حققه البارباريون في مباراة استثنائية كبيرة جنى ثمارها اللاعبون المخلصون بالارادة والاصرار اضافة الى جانب الحظ الذي تحدثت عنه. الحديث هنا موجه إلى فريق النجمة بطل السوبر الخليجي وبطل الاندية الآسيوية في الموسم الذي مازالت انفاسه تتحرك قلبه ينبض دون حاجة لاستدعاء الماضي لابراز سجل الانتصارات العريضة المحلية منها والخارجية، فالسوبر كما يقول الصياد يبقى سوبر دون شك الى ان ياتي الفريق السوبر الآخر الذي يتجاوز عدد انتصارات النجمة على المدى الطويل ويسحب التسمية رسميا ويضعها على الرأس. نرفع القبعات عاليا لفريق باربار لفوزه الكبير على فريق ليس بالسهولة اسقاطه والتحية والتقدير الى المدرب الوطني سيد علي الفلاحي الذي تجاوز الإمكانيات المتاحة تقديرا لرؤيته الفنية وتخطيطه المحكم.. التحية للاعب النجم جعفر عبدالقادر على قدرته الرهيبة على ايقاف الزمن في المباراة الختامية، وتجاوزه كل صيحات الجماهير ورفض التوقعات المناوئة وتسجيل هدف لا ينسى وخطف بطولة الدوري الصعبة، تحية للجماهير الباربارية المجنونة عشقا بحب الفريق والتحية موصوله الى الجماهير النجماوية التي حملت في أحشائها امنيات حمد بوتيت عليه الرحمة وجعلت من المباراة عرسا رياضيا رائعا رغم الخسارة المكلفة. مباريات الكأس نسخة مكررة اعادت القرعة على كأس الاتحاد جدول مباريات المربع الذهبي الى الاذهان بكامل التفاصيل عندما وضعت القرعة الأهلي الصعب في مواجهة السوبر النجماوي ووضعت باربار صعب في مواجهة الدير المتطور.. واقولها بصراحة: لو كنت مدربا للنجمة وخيرت بين اللعب امام باربار في الدور قبل النهائي ام مع النجمة صدقوني لن أتردد في اختيار باربار للمواجهة ليس في ذلك تقليل من حجم فريق باربار بطل الدوري وصاحب الانتصارات الكبيرة وإنما المعطيات الفنية تتواءم للنجمة في مواجهة باربار والخسارة الاخيرة وسعت من أفق الحلول ووضعت النجمة على المحك ووفرت له الحلول من خلال التجربة. النجمة في مواجهة الأهلي في نهائي مبكّر النجمة يواجه الأهلي في نسخة مكررة لمواجهات المربع الذهبي الثلاث ولكن المواجهة هذه المرة في الدور النصف النهائي على كأس اتحاد اليد. لن تكون المواجهة سهلة ولن تمر على اذهان الجماهير التي تترقب اللقاء على أحر من الجمر، فالنجمة تعلم من باربار درسا قاسيا بخسارة المواجهة امام باربار ولا يريد تكرار التجربة في مواجهة نسور الأهلي ذلك الفريق المتمرس الأكثر صعوبة، حيث يمتلك كافة المقومات الفنية التكتيكية الرائعة والتي بدات تظهر تفاصيلها الى السطح مع قيادة الجزائري رشيد شريح وهضم اللاعبين النجوم في الأهلي أسلوبه التدريبي وقدرته المتميزة على توزيع الجهد بين اللاعبين داخل الملعب في الوقت الذي يمتلك لاعبو الاهلي قوة جسمانية قادرة على الاحتكاك المباشر قياسا للفرق المنافسة الأضعف من الناحية البدنية. يتميز الأهلي بالتحضير الذهني الفعال الذي يمكن للمشاهد تلمسه من خلال المعنويات العالية والحماس في المواجهات السابقة، ولدى الاهلاويين رغبة أكيدة في تكرار فوزه على النجمة في المربع الذهبي والصعود على منصات التتويج ومصالحة الجماهير التي تقف وراء الفريق وتشغل مساحات كبيرة من المدرجات في مختلف الالعاب، الطائرة والسلة وكرة اليد والقدم، يتملكها الطموح الى الانتصار اضافة الى امتلاك الأهلي خبرات السنيين الممتدة في كرة اليد، وسواعد ضاربه وتحديات لا تعرف الانكسار مما يتطلب من النجمة العالمي استعادة ذاكرته الحية والخسارة القاسية امام باربار ومراجعة أساليبه الفنية واستحضار قواه ومراجعة الحلول الفردية والجماعية وتحسين الجانب التكتيكي على حساب اللعب الفردي وتقديم الجهد بعيدا عن الاستعراض وحب الظهور، والدخول المبكر في عمليات التركيز الموجه وتقديم النجمة كفريق عالمي على المصالح الشخصية داخل وخارج الملعب. ويجب على الجميع القبول بخيارات المدرب المسعودي في وضع التشكيلة، لا يهم من يلعب في البداية ومن يلعب في النهاية ما دام النجمة يبقى فائزا. مراجعة أسباب الايقافات المتكررة اهم النقاط التي اجبرت النجمة على الخسارة امام باربار كثرة الايقافات والبطاقات الحمراء والإصابات وغياب التركيز والمنافسة من اجل البروز على حساب الفريق اضافة الى ضعف العمل التكتيكي وغياب القراءة الفنية الدقيقة والدخول المتأخر الى اجواء اللعب مما يزيد من الضغط النفسي ويجبر اللاعبين على الوقوع في اخطاء مكلفة. النجمة يمتلك كل المقومات الفنية والمهارات الفنية الشخصية لكن الفريق يفتقد اللعب الجماعي ويتسرع في غياب صانع اللعب مع دخول الصياد في منافسة مستعرة مع لاعبي النجمة في عملية التسجيل واعتقد ان من مهمة صانع الالعاب حسب التسمية صناعة اللعب وبناء الهجمات وتوجيه الفريق والتسجيل في الوقت المناسب بعد تشتيت عقلية المدافعين، وليس بالضرورة ان يتفرغ صانع الالعاب لتمرير الفرص وتقديم الهدايا للرفاق وعليه ان ينتقي الفرصة ويستغل المواجهات المتقدمة للمدافعين والقيام بعمليات الاختراق والتصويب المباشر، كما ان الصياد من اللاعبين الذين يجيدون التصويب من زوايا صعبة ومن اوضاع معقدة ويمتلك القدرة على توظيف تصويباته القوية وقوة الذراع على التصويب من الثبات ومن الحركة ومن السقوط، كما يمتلك الصياد قراءة ذكية لمسار كرة الخصوم وسرعة ردة الفعل في تخليص الكرة وتحويلها الى هجمات مرتدة ناجحة. وهناك حسين البابور اللاعب الذي لا يهدأ ويقدم مستويات كبيرة ويحصل على العدد القليل من الايقافات ويمتلك التركيز العالي في اغلب المباريات مع وضعه على أهبة الاستعداد في الهجوم وإراحته في الدفاع والبابور لاعب مؤثر لا يمكن الاستغناء عنه باي حال من الأحوال، وهناك مهدي سعد اللاعب السوبر المنطلق السريع المتحمس الذكي في تسجيل الاهداف ابتعد كليا عن الأجواء في مباراة باربار ودخل في عمليات معقدة من الاعتراضات والإيقافات والاحتكاكات المباشرة والغياب الذهني في الدفاع بدليل كثرة الاهداف التي تلج الى مرمى النجمة من الجهة اليسرى حيث يتواجد مهدي سعد الذي يضع كافة تركيزه على الهجوم وينسى مسؤولياته الدفاعية وهناك محمد ميرزا الذي له مع الحكام والإيقافات والبطاقات الحمراء حكايات لا تنتهي وهو بحاجة الى طَي صفحاتها والتركيز على اللعب وهناك علي عيد اللاعب النجم أضاع جهده ووقته في احتجاجات ومناكفات مع الجهاز الفني مرة ومع البعض من اللاعبين مرات أفقدته البوصلة وجعلته يغرد خارج السرب.. كميل محفوظ لا يكفي الهدوء لكسب النتائج انت بحاجة الى المزيد من العمل والمشاركة الفعلية في المجال المفتوح.. كميل انت لست لاعبا مكملا فقط انت لاعب من اللاعبين الاساسيين ويجب إثبات جدارتك في اللعب. محمد عبدالحسين الحارس الابرز بين الحراس البحرينيين حارس المنتخب وحارس النجمة يقدم مستويات كبيرة في التصدي للكرات الصعبة وهذا دائما ما يعيد مسار الفريق الى الطريق الصحيح.. واجهت صعوبات كبيرة في التصدي للكرات من الأطراف وانت بحاجة الى تدريبات مكثفة لغلق الزوايا امام الأجنحة، ثلاثة اهداف حاسمة اذا لم تكن اربعة سجلها حسن جناح باربار المتألق في الأوقات الصعبة لو عرفت التعامل معها لخرج النجمة بسلام. بلال بشام كما هو دائما بمعنويات عالية وتركيز مرتفع ويشكل قوة ضاربة من الجناح لا يمكن الاستغناء عنه، وهشام عبدالامير الحارس المخلص الهادئ القادر على منح محمد عبدالحسين لحظات من الراحة دون خوف وقادر على التصدي للكرات الصعبة هادئ مخلص نرفع له القبعات، وهناك علي ميرزا اللاعب المقاتل صاحب الايادي الفولاذية يقع احيانا في اخطاء مكلفة عند الدفاع وفي حالة الهجوم قليل الصبر سريع الغضب يعتذر بسرعة ولكن ما الفائدة؟ علي بحاجة الى التركيز والابتعاد عن المنغصات وتعكير الأجواء يمتلك مقومات بدنية هائلة لا اتذكر موسما رياضيا على المدى البعيد انتهى كان فيه علي ميرزا بخير دون إصابات. المدرب المسعودي أخي المسعودي تشرف على فريق بطل من افضل الفرق البحرينية لكرة اليد التي مرت على الساحة الرياضية على الإطلاق بينهم احد عشر لاعبا يشاركون مع المنتخب الوطني في المباريات الودية والرسمية ويمثلون الوطن، الخسارة من باربار ما كان يمكن لها ان تحدث لو وظفت الإمكانيات المتاحة ووزعت الجهد، إصابات بهذا الحجم في الفريق تحتاج الى مراجعة لمعرفة الاسباب وخصوصا ان هناك البديل المناسب على مستوى عال من القدرة الفنية. الفريق بحاجة الى المراجعة كما انت عزيزي المسعودي بحاجة الى المراجعة في تشكيلتك الفنية وتغييراتك التكتيكية وأوقاتك المستقطعة، اخي المسعودي تحتاج الى المراجعة المعمقة حتى لا تتكرر الايقافات والبطاقات الحمراء وخسارة البطولات.