يجب أن يرتقي الوعي المجتمعي؛ ليُدرك فضاءات الثوابت والمتغيرات، فمن الخطأ التاريخي تصوّر كل القضايا ثوابت لا يمكن أن نقبل فيها التجديد، وعلى النقيض أنجبت تلك الصورة الثابتة بعض الرؤى الفارغة التي لا تُؤمن بالثوابت، وترى كل شيء متغيّرا... فرؤيتنا الطموحة 2030 التي ستحقق لنا تحولات إيجابية في كافة المجالات تحتاج منّا إلى المساندة في فهم مراحلها المتتابعة نحو الوصول إلى الغايات، وهذه الخطوات تتكئ على الثوابت، وتتزامن مع الواقع المتغيّر الذي تحكمه حتميّة الزمن النافذة، والنصوص الثابتة -التي لا يُمكن أن نتجاوزها بأي عقليّة كانت- تحثُ على التغيير للأفضل، وما عداها من الآراء والتفسيرات هو تحت المتغيّر المحتمل للصواب والخطأ. والمتأمل بحيادية وعقليّة ناضجة يُبصر أن ثوابتنا مواكبة لتطورات الحياة، ويمكن أن تعايش أي حقبة زمنية، وما يعارض تلك التطورات الحياتية هو قراءات بعض المتلقين من خلال زوايا محددة قد يعتريها النقد، ويمكن أن يُعاد تحليلها من خلال الجانب المعرفي للبواعث والمقومات والأسباب التي أظهرتها.. بشريطة وجود المتلقي المتخصص الذي يقرأ بمخزون معرفي وثقافي يُخوّل له تحديد أفق المتغيرات والثوابت من خلال عرضها على الأصول.. ونحن بحاجة ماسة إلى رؤية مستقبليّة أخرى متخصصة في التطوير الفكري، فمازلنا نغوص في عمق التبعيّة، ونتبنى الآراء ولا نبحثها، ونؤمن بالمناطق الرمادية ولا نشكك، ونستجيب للغواة ولا نرفض، وننقاد إلى أهل الأهواء، ونحقق مصالحهم دون وعي ولا بصيرة.. الحل: أن ننشئ جيلًا يبحث قبل أن يتبع، ويقرأ قبل أن يحكم، ويعرف ولا يجهل... فهنا يرتقي ويستقل... ويحتم علينا الولاء أن نقف مع القيادة الحكيمة في كل قراراتها، ولا نكون مطيّة للأعداء الذين خابوا وخابت مساعيهم الشيطانية في أي إثارة ضد وطننا وقيادته الحازمة العازمة، فالنخيل باسق والمهند يقطع كل يدٍ عابثة، و(لا إله إلا الله) ستبقى خفاقة رغم أنوف الحاقدين، والبقاء لخادميها...
مشاركة :