الدكتور عبدالله الحارثي قائد فذ معدنه ذهب محمد عيضة الثقفي وأخيراً أناخت مطايا القائد الفذ سعادة الدكتور عبدالله ردة الشعابي الحارثي إلى محطة لن تكون الأخيرة في سفره والذي طال أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً في التعليم أسوة بقوافل العرب التي جلبت الغالي والنفيس وحملت على ظهورها كل الناس حتى الرئيس بين مسافر سعيد ومسافر تعيس وهذا حال الدنيا تجمع كل المتناقضات. وسفر أبي فيصل يزخر بالتميز والتفوق والخبرة وتنقل في عدة مواقع من معلم إلى مشرف تربوي إلى مدير مكتب إشراف إلى موفد خارج المملكة ثم عاد مديراً لمكتب إشراف بمكة المكرمة وفي كل هذه المحطات والمواقع تميز بالإبداع والتفوق وتلقى العديد من خطابات الشكر ودروع التميز من التعليم تقديراً لجهوده المتميزة والإبداعية وقد عُرف الدكتور عبدالله ردة الحارثي بثلاث صفات نادرة في غيره هي من جملة الصفات القيادية والإدارية والتي أشار إليها الراحل الوزير والعبقري والأديب الدكتور غازي القصيبي رحمه الله في كتابه ( حياة في إدارة ) وهي :- أولا / الجدية والإتقان ثانياً / الأخلاق العالية وحسن التعامل ثالثاً / الثقافة وسعة الاطلاع في تخصصه وفي الإدارة وكل الأنظمة والتعليمات رجل جدي في عمله ومتقن له ومحب له فتجده يعمل على قدم وساق ويتفنن في البرامج والفعاليات التعليمية وأتقن الإشراف وأبدع في الإدارة وقابل كل المسؤولين على مختلف مستوياتهم فدعموه وشكروه ووقفوا معه عشنا مع كثير من الناس ولكن لم نعرف الكرم والعطاء والأخلاق العالية والحياء إلا في عبدالله ردة الحارثي أبي فيصل وفي لقاءاته واجتماعاته تجده موسوعة من الثقافة والاطلاع في العلوم الإدارية والأنظمة وخاصة في مجال التعليم ومهما كتبنا في أبي فيصل لن نوفيه حقه فهو نموذج مشرف للتربية والتعليم وأمنيتي أن تمنحه الوزارة فرصة للاستفادة من علمه وخبراته وأخيرا قرر الترجل عن صهوة التعليم في قمة عطائه وإبداعه ليمنح الآخرين فرصة الإبداع ليؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة وهو يودع الجميع إني أودعكم وأرجو عفوكم فالعفو منكم غايتي والمطمع هذا وداعي والسلام ختامه قد حان توديع الجميع فودعوا هذا حال الأبطال والفرسان لا يستأثرون بمواقع العز والشموخ بل يتنازلون ويفسحون المجالس لغيرهم وهي من صفات العباقرة والشيوخ ومن المؤسف أن وزارة التعليم تفقد هامة كبيرة وعلامة جديرة قال الشاعر :- يامن يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم يشهد الله أنك فاجأت الجميع باتخاذك هذا القرار للتقاعد ربما طموحك وتطلعك لمواطن أكثر إبداعا وعطاء هي التي دفعتك إلى هذا القرار فالشمس لاتشرق إلا على الجبال الشامخة في أول النهار والصقور لا تمكث في مكان واحد وهو تقيم فوق هامات الأشجار الباسقة وأخذتني العبرة وأنا أتذكر الأيام الخاليات في تلك السنين الماضيات والتي عشناها معك أسعد اللحظات وأجمل الأوقات وتذكرت أبيات أحمد رامي والتي غنتها أم كلثوم ذكريات عبرت …. أفق خيالي بارقا يلمع في جنح … الليالي ذكريات داعبت فكري وظني لست أدري ….أيها أقرب مني نحترم قرارك وندعو لك من الأعماق وفي كل الآفاق وبكل الألوان والأذواق أن يوفقك وأن يسعدك والكل يكن لك المحبة والتقدير والكل ينشر أمامك الورود والعود والتعطير محبك وصديقك محمد عيضة الثقفي صورة الدكتور عبدالله بن رده الحارثي
مشاركة :