طالبت حركة حماس، الرئاسة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني، بتحمل مسؤولياتهم الوطنية والقانونية للكشف عن ملابسات وحقيقة المنتمين لجهاز المخابرات المتورطين بمحاولتي اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمدالله ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم. وقال خليل الحية، القيادي في حركة حماس، في مؤتمر صحفي تعقيبا على ما كشفته وزارة الداخلية في غزة من تحقيقات حول محاولتي الاغتيال، “إن الفئة الضالة المتورطة بجهاز المخابرات برام الله أرادت أن تقتل المصالحة الفلسطينية، التي رعتها مصر واندفعت لها حماس مجددا لإنهاء الانقسام على قاعدة الشراكة”. وأضاف الحية: “تخرج علينا فئة مشبوهة وضالة لتضرب النسيج الاجتماعي الداخلي وتعبث بالأمن الفلسطيني والأمن المصري في سيناء”. وتابع “أن جهاز المخابرات برام الله وراء تشغيل هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية، التي عبثت بالأمن في غزة وسيناء، عبر تشغيل عناصر من غزة لضرب الآمنين في غزة وسيناء، بهدف ضرب ما تميزت به غزة من الأمن والأمان والاستقرار”. وأردف “في 12 أكتوبر تم توقيع المصالحة على أن تتسلم الحكومة في مطلع نوفمبر، وكانت محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم في 27 أكتوبر لإفشال المصالحة، وبعد فشل محاولة اغتيال أبو نعيم تم التكليف بتفجير موكب رامي الحمدالله في 13 مارس الماضي”. وأشار الحية إلى أن الرئيس محمود عباس ومدير المخابرات ماجد فرج وكل قيادات حركة فتح انبرت من اللحظة الأولى باتهام حماس وغزة في محاولة الاغتيال، وهي محاولة بائسة لخلط الأوراق لضرب المصالحة، واستغلت تلك الحادثة استغلالا بائسا لفرض العقوبات على غزة بقطع الرواتب عن الأسرى والشهداء والجرحى وقطع الكهرباء واتكأوا على تلك الجريمة النكراء”. وقال: “إن جهاز المخابرات والسلطة الفلسطينية لم يتعاونوا مع التحقيق، بل ضللوه، وكأننا أمام مسرحية جاهزة الفصول”. وأضاف “لقد ظهر الحق واتضحت الحقيقة ولا مجال لاستغلال هذا الحادث لتكريس الانقسام، والمطلوب الوقوف صفا واحدا أمام هذه الطُغمة الفاسدة”. وتابع “أن الحل الوطني الوحيد هو الذهاب لمجلس وطني متوافق عليه وقائم على قاعدة الشراكة واتفاقيات المصالحة الماضية”، محذرا من انعقاد المجلس الوطني المقرر الإثنين. وأوضح أن حماس ترحب بتشكيل لجنة وطنية من الفصائل ومن فتح وحماس واللجنة التنفيذية للقدوم إلى غزة لوضع كل تلك الحقائق أمامهم ليطمئن الجميع ونقف موحدين أمام هؤلاء المجرمين. وأكد الحية، أن حماس ترحب بوفد عربي وإسلامي ودولي لنعرض عليهم كل الحقائق، “فلا يجوز أن نتذرع بقضايا إجرامية لضرب وحدتنا الوطنية”. وقال: “نحن ماضون ونسعى بكل جهد لتحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة واحترام الاتفاقيات، ولن نكون ضمن مجلس يكرس الفصل بين غزة والضفة الغربية”، داعيًا أعضاء المجلس الوطني للعدول عن حضور المجلس. وكانت وزارة الداخلية في غزة كشفت مساء السبت تفاصيل ونتائج التحقيقات في حادثتي محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمدالله ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق أبو نعيم. وعرض إياد البزم، الناطق باسم الوزارة، في مؤتمر صحفي، تفاصيل محاولتي الاغتيال وأسماء الأشخاص المتورطين ومشغليهم في جهاز المخابرات العامة في رام الله، وفق قوله. جدير بالذكر أن اللواء توفيق أبو نعيم تعرض في 27 أكتوبر 2017 لمحاولة اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته بعد خروجه من صلاة الجمعة بمخيم النصيرات وسط القطاع، وأصيب بجراح متوسطة. وكانت عبوة ناسفة استهدفت موكب رئيس الوزراء بعد دخوله قطاع غزة يوم 13 مارس 2018 في أثناء توجهه لافتتاح محطة صرف صحي في شمال القطاع، وكان برفقته رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، وأصيب 6 مرافقين بجراح طفيفة. وعرضت داخلية غزة في 28 مارس الماضي بعض تفاصيل تفجير الموكب، وكشفت عن الخلية التي نفذت العملية، والتي قُتل مسؤولها أنس أبو خوصة خلال اشتباك مسلح في أثناء محاولة اعتقاله مع متورطين آخرين بالتفجير. وفي 20 من الشهر الماضي، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية بمدينة رام الله، حركة حماس بمحاولة اغتيال الحمدالله، وقرر اتخاذ سلسلة إجراءات في القطاع.
مشاركة :