بعد ساعات قليلة على تثبيته في منصبه، وصل وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إلى الرياض في مستهل جولة تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ووزير الخارجية عادل الجبير. قبل أن يتوجه الأحد إلى إسرائيل ثم إلى العاصمة الأردنية عمان. وتأتي هذه الرحلة قبل أسبوعين من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي في 12 مايو المقبل لتحديد ما إذا كانت واشنطن ستبقى ضمن الاتفاق النووي الإيراني الذي يفرض قيودا على طموحات طهران النووية. بعد ساعات على تعيينه على رأس الدبلوماسية الأمريكية، وبعد توقف في بروكسل لحضور اجتماع لحلف شمال الأطلسي وصل مايك بومبيو إلى الرياض في مستهل جولة تشمل أهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتهدف إلى إعطاء دفع جديد للدبلوماسية الأمريكية. تستمر هذه الجولة ثلاثة أيام، على أن تشمل لاحقا إسرائيل والأردن ليعرض خلالها وزير الخارجية المعين حديثا مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاتفاق النووي الإيراني. وكان في استقبال بومبيو في مطار الرياض وفد سعودي كبير ضم وزير الخارجية عادل الجبير وسفير الرياض في واشنطن خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ويشدد بومبيو على أن ترامب لم يحسم قراره بعد، غير أنه من المرجح أن يقرر سحب بلاده من الاتفاق النووي الشهر المقبل، تمهيدا لإعادة فرض عقوبات على برنامج طهران النووي. مداخلة مراسل فرانس 24 حول المحطات الرئيسية لزيارة مايك بومبيو وسيجري المدير السابق للسي آي إيه الذي أدى اليمين على رأس الدبلوماسية الأمريكية الثلاثاء قبل ساعتين من مغادرته إلى بروكسل، مشاورات مع خصوم إيران الرئيسيين في المنطقة قبل إعلان ترامب قراره. غير أن هذه المهمة تقترن بمهمة ثانية ذات طابع شخصي، إذ يعتزم بومبيو أن يثبت للعواصم الأجنبية ولزملائه أنفسهم عودة الدبلوماسية الأمريكية بعد البلبلة التي سادت ولاية سلفه ريكس تيلرسون قبل إقالته. وما ساهم في هذه البلبلة أن وزير الخارجية السابق الآتي من عالم شركات النفط لم يملأ مناصب كبرى في وزارته وباشر إصلاحات بيروقراطية لم تحظ بالتأييد، والأهم من ذلك أنه لم يكن على توافق مع الرئيس. وحرص بومبيو، وهو ضابط سابق ورجل أعمال وعضو محافظ في الكونغرس، على مباشرة العمل فور أداء اليمين، واختار تدشين ولايته بمحادثات مع دول الحلف الأطلسي وحلفاء الشرق الأوسط. لكنه وعد بأن يلتقي طاقم وزارة الخارجية في واشنطن عند عودته الثلاثاء، وأشاد بالموظفين الذين عملوا بكد لترتيب رحلته الأولى إلى الخارج. وقال الجمعة في مقر الحلف الأطلسي "التقيت للتو مجموعة عظيمة من مسؤولي وزارة الخارجية الذين يعملون هنا في البعثة. قد يكونوا متربكين، لكن بدا لي أن معنوياتهم عالية". وأضاف "إنهم يأملون بأن تستعيد وزارة الخارجية دفعها، وأن نعمل على إنجاز المهمات التي انضموا إلى وزارة الخارجية لإنجازها". وتابع "أن أكون مهنيا، وأنشر الدبلوماسية، الدبلوماسية الأمريكية، حول العالم، هذا هو هدف مهمتي، أن أبني هذه الروح وأنشر الفريق ميدانيا لنتمكن من تفعيل الدبلوماسية الأمريكية". سياسة متشددة حيال إيران ويعتبر السياسي السابق من كنساس من الصقور في ما يتعلق بإيران ومن مؤيدي خط متشدد في ما يتعلق بنشر القوة العسكرية الأمريكية في الخارج، كما أن وجهات نظره المحافظة في المسائل الاجتماعية قد لا تكون مناسبة لوزارة الخارجية. أشار منتقدوه خلال عملية تثبيته إلى تصريحات سابقة ضد الإسلام وزواج المثليين، معتبرين أن ذلك لا يؤهله لتمثيل القيم الأميركية في الخارج. لكن هناك في المقابل تفاؤل بين المسؤولين المرافقين له في جولته، بأن الدبلوماسية الأمريكية بات لها أخيرا رئيس يمكنه التكلم باسم البيت الأبيض وسيركز على مهمات الوزارة الجوهرية. ومن المقرر أن يجري بومبيو السبت في الرياض محادثات مع نظيره السعودي قبل أن يلتقي ولي العهد على مائدة عشاء. والأمير بن سلمان هو على غرار بومبيو وترامب معارض شرس لإيران. وبعد السعودية، يتوجه بومبيو إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ثم إلى الأردن الذي يتقاسم حدودا طويلة مع سوريا. فرانس 24/ أ ف ب نشرت في : 28/04/2018
مشاركة :