تؤيد دراسة حديثة خطورة استخدام المسكنات أثناء الحمل بعد أن وجدت أن ذلك يؤثر في خصوبة الجنين في مستقبل حياته، كما أنها تؤثر بصورة عامة في الأجيال اللاحقة بسبب تركها علامات في الحمض النووي، ونشرت النتائج بمجلة «منظور الصحة البيئي».توصى المرأة الحامل بالحد من استخدام العقاقير بصورة عامة، إلا عند الضرورة وباستشارة الطبيب ولفترة قصيرة قدر الإمكان، وتأتي المسكنات ضمن تلك الأدوية التي يجب التعامل معها بحذر شديد أو تجنبها خصوصاً من قبل المرأة الحامل.وأجرى باحثون من جامعة أدنبره تجربة لمعرفة مدى تأثيرات نوعين من المسكنات في عينات من أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية متحصل عليها من أجنة بشرية، ووجدت التأثيرات ذاتها عند إجراء تجارب مختلفة كالتجربة على أنسجة بشرية وأنسجة حيوانية، حيث عرضت تلك الأنسجة على المسكنات لمدة أسبوع واحد، ووجد تراجع بأعداد الخلايا الجرثومية الموجودة بها، وهي الخلايا التي تنتج منها الحيوانات المنوية والبويضات. ما ظهر من خلال التجربة بالتفصيل أن تعريض المبيض لأحد المسكنات لمدة أسبوع تراجعت به أعداد البويضات بأكثر من 40%، وعند تعريضه للمسكن الآخر تراجع العدد بحوالي النصف، وتأتي أهمية الأمر لدى الإناث في أن النساء ينتجن جميع البويضات بالرحم، فإذا ولدن بأعداد قليلة منها فإن ذلك يؤدي إلى سن اليأس المبكرة، وتؤثر تلك الأدوية أيضاً في الأجنة الذكور، وهو ما توصل إليه الباحثون بعد أن وجدوا أنها تحدث تراجعاً بخلايا إنتاج الحيوانات المنوية بحوالي الربع.ما يعتبر أكثر خطورة جراء استخدام تلك الأدوية المسكنة هو حثها لآليات بالخلية ينتج عنها تغيرات ببنية الحمض النووي تعرف بالعلامات الجينية والتي يمكن أن تورث من جيل لآخر، ما يساعد في انتقال عامل العقم من جيل لآخر، وبالتالي تهديد الأجيال المستقبلية بحالات العقم.
مشاركة :