الكوريتان تتفقان.. والعالم العربي يتفرق

  • 4/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، استغرابه الشديد مما يحدث من تقارب بين الكوريتين الشمالية والجنوبية رغم الصراع الأزلي والمتجذر بينهما، وما يعتري عالمنا العربي من تفرق وإيجاد شروخ عميقة بين دوله، مشيراً إلى أن الأزمة الخليجية المفتعلة من دول الحصار أصابت منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الصميم. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح النسخة الـ 12 من منتدى الجزيرة، والذي ينعقد تحت عنوان «الخليج.. العرب والعالم في سياق التطورات الجارية» أمس بالدوحة، بحضور عدد كبير من السياسيين وقادة الرأي والخبراء والمفكرين والمحللين، ويستمر يومين. وأضاف سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني أنه في ظل الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم العربي من زيادة التدخل الخارجي في المنطقة، كان ينبغي على الدول العربية أن تتكاتف ولا تتفرق، فقد كلفت هذه الأزمة شعوب ودول المنطقة الكثير، ليس على صعيد التعاون فحسب، بل على الصعيد العربي بصورة عامة. وأكد سعادته أن الأزمة التي افتعلتها دول الحصار أضافت هماً آخر للهموم العربية، وأسهمت في إعادة النقاش بشأن مسلمات الأمن القومي العربي وعلاقات الدول العربية بالتحالفات الإقليمية والتحولات العالمية، موضحاً أن أزمة الحصار المفتعلة كانت بمثابة ضربة في صميم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتهديد لمستقبلة. ولفت إلى أن الإشكالية التي يمر بها مجلس التعاون نتيجة الأزمة الأخيرة أثارت أزمة ثقة بين دول المجلس، وصلت إلى مستوى الشعوب، وهذا ما زاد من صعوبة الموقف الذي تعيشه دول الخليج، منوهاً بأن الأزمة التي تعيشها المنطقة حالياً عميقة، والخطر الأكبر فيها هو زج الشعوب بها خلافاً للأزمات السابقة التي كانت لا تتعدى القادة والحكومات والسياسيين، وأن ذلك أثر بشكل كبير في الثقة بين شعوب المنطقة وقياداتها، مما يحتاج إلى جهد كبير والكثير من العمل لإصلاحه مستقبلاً. وأشار رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة إلى أن لهذه الأزمة خسائرها الفادحة التي نجمت عنها على المستوى السياسي، فقد أضرت بالثقة التي توليها شعوب دول المجلس له كأداة تنسيق وتوحيد حاضراً ومستقبلاً، مؤكداً أنه نتيجة لأزمة الحصار الجائر على دولة قطر، فإنه يمكن لأي دولة أن تفكر في التكتل مع مجموعة دول لمعاقبة دولة أخرى أو محاصرتها أو اتخاذ أي إجراء ضدها بغض النظر عما يمكن أن تتعرض له الشعوب. وتابع سعادة الشيخ حمد بن ثامر بأن عام 2017 شهد عدداً من الأحداث والتطورات المهمة على صعد مختلفة، كان أبرزها اتساع نطاق التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، وتحول المنطقة العربية إلى ساحة تدافع إقليمي ودولي، كما أضاف أن اندلاع أزمة الخليج -التي أثارتها دول الحصار- أثار مزيداً من المشاكل الكبيرة في المناخ العربي المتأزم أصلاً، إضافة إلى أهداف دولية أخرى أثرت على مجرى الأحداث في المنطقة العربية حتى بات الوضع فيها أشد تعقيداً، وبدا مستقبلها مفتوحاً على كل الاحتمالات، مبيناً أن منتدى الجزيرة يعد فرصة كبيرة لطرح القضايا العربية الملحة، ووضع الحلول والعلاج الناجع لها بشفافية وصراحة وصدق.;

مشاركة :