انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مراسم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية (الهولوكوست)، ليهدد إيران وكل من يبغي إبادة إسرائيل. وقال إنه يتعهد لليهود في إسرائيل والعالم بألا يسمح بإعادة تكرار المحرقة أبدا، وذلك بتعزيز قدرات إسرائيل العسكرية. وأضاف نتنياهو، في سياق كلمته في مؤسسة «ياد فشيم» بمناسبة افتتاح فعاليات ذكرى الهولوكوست، أن هناك اليوم أيضا، كما حدث إبان الحرب العالمية الثانية، من يسعى إلى إبادة الشعب اليهودي، مشيرا إلى أن إيران تعلن صراحة نيتها القضاء على دولة إسرائيل وهي تسعى إلى امتلاك الوسائل لتحقيق ذلك. و«لكن ما تغير منذ وقوع المحرقة النازية هو قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا». وأضاف نتنياهو: «إننا نثمن جهود المجتمع الدولي لوقف البرنامج النووي الإيراني، ولكننا لن نسمح أبدا بإيداع مصيرنا في أيدي الغير. وأنا أتعهد بألا تتكرر المحرقة أبدا».وقال الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، في كلمته: «يتوجب على العالم المتنور أن يسأل نفسه في هذه الأيام كيف يمكن أن تظهر على الملأ قيادة مثل القيادة الإيرانية وهي تنكر وقوع الهولوكوست وتهدد بهولوكوست جديد، وذلك بعد مرور فترة ليست بطويلة على فظائع الحرب العالمية الثانية». وأضاف أن «من يتجاهل هذه التهديدات التي تطلق حيال شعب واحد يجب أن يدرك أنها قد تطال جميع الشعوب». وقال بيريس إن العبر التي استخلصتها إسرائيل من الهولوكوست تتمثل في قدرتها على التصدي للمخاطر التي قد تحدق بها، وذلك من خلال الاعتماد على أنفسنا والحفاظ على تراثنا الأخلاقي.وكانت مؤسسة «ياد فاشيم» (يد واسم)، وهي المتحف المقام بالقدس الغربية لتخليد ذكرى المحرقة، قد نشرت تقريرا أشارت فيه إلى أنه في مقابل تزايد أعمال الكراهية لإسرائيل واليهود في دول الغرب، يوجد ازدياد في اهتمام العرب بالكارثة التي حلت بالشعب اليهودي على يد النازيين إبان الحرب العالمية الثانية. وذكرت أنها تستند إلى عدد المتصفحين لموقعها الإلكتروني من دول عربية، حيث إن نحو 16 ألف مواطن مصري تصفحوا الموقع الإلكتروني، في حين قامت 20 مجموعة فلسطينية بزيارة ميدانية للمؤسسة خلال العام الماضي.ونشر مركز «كنتور» لدراسة ومتابعة أحوال يهود أوروبا، تقريرا بهذه المناسبة يظهر ارتفاعا حادا في مظاهر العنصرية ضد اليهود في العالم في عام 2012. ووفق معطيات الدراسة التي عرضت في جامعة تل أبيب، ازداد عدد الأحداث المعادية لليهود، التي تخللتها أعمال تخريب وتهديد لحياة اليهود، بنسبة 30%. فقد سجلت 686 حادثة اعتداء بالمقارنة مع 526 حادثة عام 2011.وحسب المعطيات، سجل في فرنسا 200 حادث، وفي الولايات المتحدة 99 حادثا، وفي بريطانيا 84 حادثا، وفي كندا 74 حادثا. وقال أحد الباحثين في المركز إن «الوضع في بعض الدول أصبح لا يطاق. كثير من اليهود يخاف الخروج من بيوتهم». وأشار الباحثون في جامعة تل أبيب إلى أن صعود الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا، خاصة في اليونان، وهنغاريا وبلغاريا، ساهم في تزايد الظاهرة في أوروبا.ونشرت «القناة الثانية» المستقلة للتلفزيون الإسرائيلي نتائج استطلاع رأي أجرته «عصبة منع تحقير اليهود»، تدل على أن مكانة اليهود في العالم بلغت أدنى مستوى لها منذ قيام إسرائيل، حيث إن ثلث الأميركيين مقتنعون بأن اليهود في الولايات المتحدة مخلصون لإسرائيل أكثر من إخلاصهم لوطنهم الأميركي، وأن ثلث الأميركيين مستعدون لقسم اليمين بأن اليهود هم الذين قتلوا السيد المسيح (النبي عيسى، عليه السلام).وكانت قد افتتحت في الليلة قبل الماضية فعاليات يوم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية «الهولوكوست» واستمرت يوم أمس، حيث شارك فيها وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وخصص الموضوع المركزي لفعاليات ذكرى هذا العام للنهضة والعصيان خلال الهولوكوس،ت وذلك بمناسبة مرور 70 عاما على انتفاضة يهود غيتو وارسو. واختار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أن يشارك في مسيرة الإحياء بين موقعي معسكري الإبادة النازيين أوشفيتس وبيركيناو في بولندا على رأس وفد عسكري إسرائيلي يضم ضباطا في الخدمتين النظامية والاحتياط.ومن اللافت للنظر، في هذه السنة، قيام مجموعة من الشباب بنشاطات «بعيدا عن المراسم الرسمية، التي يتهمها البعض بأنها جافة ولا تخاطب الجيل الصاعد في إسرائيل». ويقول هؤلاء الشباب إنهم يبحثون عن سبل جديدة لإحياء ذكرى الهولوكوست.
مشاركة :