«الدالوة» لم تنزع «السواد» بعد... لكنها «فرحة» بتفكيك «الخلية»

  • 11/26/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على «المجزرة» التي شهدتها الدالوة، إلا أن هذه البلدة الواقعة على سفح جبل القارة (شرق محافظة الأحساء) لم تخلع السواد الذي تسربلت به بيوتها، وتناثر بين أزقتها الضيقة، وحتى في الأحياء الحديثة، التي يقطنها موظفون عملوا في شركة «أرامكو السعودية». إلا أن محمد علي المطاوعة، الذي يمت بصلة قرابة لغالبية الشهداء والمصابين جراء المجزرة لم يخف فرحته أمس وهو يتحدث لـ«الحياة»، معلقاً على بيان وزارة الداخلية حول تفكيك الخلية التي تورطت في تنفيذ الجريمة، فقال: «هذا ليس شعوري بمفردي، بل هو شعور كل سكان البلدة الذين فجعوا في أبنائهم وفلذات أكبادهم»، مشيراً إلى «زهور» فقدتها البلدة ليلة العاشر من شهر محرم: «كل الشهداء شباب دون الـ20، باستثناء واحد، هو محمد المشرف، الذي اخترقت الرصاصات جسده، فيما كان يحمي طفله من الموت». يتوقف المطاوعة عن الحديث، ثم يكمل قائلاً: «قد يحق لي القول نيابة عن أهالي الدالوة جميعاً. إن إعلان وزارة الداخلية بلسم جراحنا وداوى مصابنا وخفف فقدنا»، مضيفاً: «أشعرتنا القبضة الأمنية بقدرتها على تعقب الأيدي الآثمة، ونأمل بإقامة الحد عليهم عاجلاً، وفي العلن، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر، فلن يهدأ للأهالي بال، إلا حين ينفذ حكم الله في هؤلاء القتلة المعتدين». في الدالوة، التي لا يزيد عدد سكانها على 5 آلاف نسمة، هناك الكثير مما يمكن أن يقال، ليس عن الحادثة وما جرى في تلك الليلة من رصاص متطاير ودماء سالت بغزارة في حسينية المصطفى، بل عما يجب أن يكون بعدها، متحدث آخر قال لـ«الحياة»: «نحن مع التعجيل اليوم قبل الغد، في سن القوانين التي تجرم الطائفية والكراهية، وهذا لوحده لا يكفي ما لم تجتث وتجفف الطرق والوسائل التي تغذي الفكر المتطرف والإرهابي». وأضاف المتحدث، الذي تمنى عدم وضع اسمه «ليس خوفاً من مسؤول حكومي، فهذا المسؤول يقاسمني هذا الرأي»، ولكن لاعتبارات «شخصية بحتة» كما قال المتحدث، الذي ذكر آخرون كانوا في الجوار أنه «يمت بصلة قرابة لثلاثة شهداء». وتابع المواطن حديثه: «كلنا أمل بأن تضرب الدولة بيد من حديد، كل من يمزق وحدة الوطن، ويتراقص على أنغام الطائفية والمذهبية ويكون الجامع للجميع الوطن، والكل على مسطرة واحدة في الحقوق والواجبات». ولا يخفي خليفة عبدالله المطاوعة، وهو أب لمصاب، وخال شهيد، وأيضاً خال مصاب آخر، إعجابه بالأجهزة الأمنية، التي «حققت إنجازاً كبيراً لا يمكن أن يمر عليه سريعاً، من خلال القبض على هؤلاء المجرمين، الذين اعتدوا علی الأبرياء»، وأضاف: «تلقينا البيان بارتياح بالغ، لأن دم هؤلاء الشهداء لم يذهب هدراً، لكن نأمل بسرعة القصاص من المجرمين، وإنزال العقوبة العادلة فيهم». وأكد المطاوعة أن «التعجيل في سن قانون يجرم الطائفية والبغض والكراهية وازدراء الآخرين له الدور الكبير في معالجة الشحن الطائفي بين أبناء الوطن الواحد، إضافة إلی مراقبة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي تحرض بشكل طائفي في برامجها المختلفة، وكذلك تنقية المناهج التعليمية، كما نتمنى علی الخطباء وأئمة الجمعة والجماعة بأخذ الدور الإسلامي النبيل في ترويج الأخوة والتسامح بين المواطنين». بدوره، قال القانوني حسين البقشي لـ«الحياة»: «إن الهجوم الإرهابي على حسينية المصطفى كاد يؤدي إلى عدد من الآثار النفسية والاجتماعية والأمنية، التي ربما قد تكون كارثية على الوطن والمواطن، لولا وعي سكان محافظة الأحساء بكل مكوناتها وفئاتها ووعي الأجهزة الأمنية العين الساهرة الحاضرة، التي أثبتت ذلك من خلال توجيه ضربتها في سرعة القبض على المجاميع الإرهابية الناشطة والنائمة المتورطة في هذه الجريمة الإرهابية البشعة». وأضاف: «الحالة تستدعي المزيد من الوعي الأمني لدى الجميع في مواجهة الفئة الضالة، ويؤكد الدور المهم للأجهزة المختصة في التعجيل بسن أنظمة ولوائح لتفعيل ما ورد من مواد في النظام الأساسي للحكم في هذا الاتجاه».

مشاركة :