تسعى الأبحاث الطبية الحديثة إلى تفسير احتياج الأشخاص الذين يخضعون لجراحات زرع كبد إلى أدوية لعدم رفض العضو المنزرع، وأظهرت دراسة حديثة أجريت في هذا الصدد أن عملية زراعة الكبد في حد ذاتها تنظم الاستجابات المناعية للجسم المضيف.وقال الدكتور تيموشين تانر، أستاذ جراحة الزرع في مستشفى "مايو كلينيك" في ولاية "مينيسوتا" الأمريكية: "بالمقارنة مع الأعضاء الأخرى، فإن الكبد هو عضو نشط للغاية من الناحية المناعية، لذا فهو قادر على تنظيم الاستجابات المناعية ضد نفسه".وقد عرف العلماء منذ عقود طويلة أن المرضى الذين يخضعون لعملية زرع كبد يحتاجون إلى أدوية لعدم رفض الأعضاء المنزرعة لقمع نظام المناعة ومنع أجسامهم من رفض العضو المنزرع حديثا .ولاستكشاف هذه الظاهرة بصورة أفضل، عكف الباحثون على مقارنة عينات الدم من متلقي الأعضاء بعد عام واحد من الجراحة، وكان هناك 61 مريضا خضعوا لعمليات زرع كلى، 31 منهم حصلوا على عمليات زرع كبد، و28 مريضا خضعوا لعملية زرع كلى وكبد.وأظهرت الدراسة أن أولئك الذي خضعوا لجراحات زرع أكثر من عضو أو كبد فقط، لديهم خلايا مناعية أقل تستجيب للعضو الدخيل الجديد، بالمقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا سوى كلية جديدة، وعلى الرغم من أن استجابة مرضى زرع الكبد للعضو المتبرع به كانت أضعف، فإن نظم المناعة لديهم ظلت قوية ضد المواد الداخلية.ولاحظ الباحثون أنه في حال تمكن الأطباء تقليد هذه الاستجابة فى أنواع أخرى من عمليات زرع الأعضاء ، فإن متلقي الأعضاء سيكونون أقل اعتمادا على الأدوية المضادة للرفض.ويرى الباحثون أن هناك حاجة ماسة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد كيف تعمل جراحات زرع الكبد في تغيير استجابة الجسم المناعية.
مشاركة :