شهدت الأسابيع الماضية سلسلة من «الاعلانات» المهمة في مضمار كرة القدم، ابرزها رحيل الإسباني أندريس إنييستا عن فريق برشلونة لكرة القدم، ومواطنه أوناي إيمري عن تدريب باريس سان جرمان الفرنسي.وإذا كان وداع إنييستا متوقعاً وجرى الحديث عنه منذ فترة، فإن أهميته تنطلق من واقع ارتباط نجاحات برشلونة به منذ بداية عهد المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا مع الفريق الكاتالوني وحتى الآن، من دون أن ننسى دوره المفصلي في ألقاب المنتخب الاسباني على جبهتَي بطولة الأمم الأوروبية في 2008 و2012 وكأس العالم 2010 التي شهدت تسجيله هدف الفوز على هولندا في الدقيقة 116 من المباراة النهائية.يرحل إنييستا، المولود في ألباسيتي وليس في كاتالونيا، تاركاً إرثاً زاخراً والكثير من الذكريات الجميلة المتوَّجة بأخلاق رفيعة تميّز بها اللاعب الذي كان يستحق الحصول على «الكرة الذهبية» التي تمنح لأفضل لاعب في العالم وتحديداً في 2010، بيد أنها استقرت في ذلك العام، وبفعل فاعل، في احضان زميله في برشلونة، الارجنتيني ليونيل ميسي.خاض إنييستا في مسيرته الرياضية حتى اليوم 16 موسماً وظهر في 670 مباراة، ولم تتجاوز اهدافه حاجز الـ 60 بيد أن ذلك لا يقلل من قدره اذ انه صانع اهداف.حقق مع برشلونة 31 لقباً بما فيها 9 في الدوري، 6 في كأس الملك، 4 في دوري الابطال، و3 في كأس العالم للأندية.ولا شك في أن إنييستا ظُلم لأن اداءه الفردي كان «يذوب» في تشكيلات تعتمد الجماعية في أسلوبها واعتبرت بين الافضل في التاريخ، وهي برشلونة في الاعوام 2009 و2011 و2015، فضلاً عن منتخب اسبانيا بين 2008 و2012.في المقابل، سيغادر إيمري فريق باريس سان جرمان متخماً بالألقاب المحلية ولكن من دون التاج الأوروبي الذي جيء به الى الفريق العاصمة من أجله، وذلك على الرغم من الكم الهائل من النجوم الذين أتخموا تشكيلته، ويتقدمهم البرازيلي نيمار دا سيلفا القادم من برشلونة مطلع الموسم الراهن مقابل 222 مليون يورو (رقم قياسي).وفي مقارنة بين طموح سان جرمان وما تحقق على الأرض في عهد إيمري، فإنه من الواضح ان المدرب فشل، خصوصاً أن الهوة بين الفريق الباريسي وأترابه في الدوري المحلي كبيرة جداً.سيجد باريس سان جرمان من هو قادر على تعزيز حظوظه القارية من على دكة البدلاء خلفاً لإيمري، لكن برشلونة سيعاني لإيجاد خليفة لإنييستا الذي قد لا يتكرر على المسرح الكاتالوني، الاسباني والعالمي.SOUSPORTS@
مشاركة :