على وقع الضربات العسكرية في القدم والتضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك، وقعت الفصائل المعارضة للنظام السوري في يلدا وببيلا وبيت سحم على اتفاق يفضي إلى عودة البلدات الثلاث إلى سيطرة النظام، وخروج الرافضين للاتفاق، مع تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء. ويأتي الاتفاق ضمن سلسلة اتفاقات أنهت هدناً سرت لسنوات بين المعارضة والنظام. ويقضي الاتفاق الذي وقع مساء السبت بضمانة روسية، وحصلت «الحياة» على نسخة منه، بـ «بدء التحضير لإخراج رافضي إتمام المصالحة مع عائلاتهم بسلاحهم الفردي وبضمان الحكومة الروسية، على أن تبدأ عملية الخروج بعد تأمين جبهات المنطقة»، لكن مصادر عدة أكدت في اتصال مع «الحياة» أن «خروج المقاتلين وعائلاتهم سوف يبدأ غداً». وأوضحت مصادر عسكرية في اتصال مع «الحياة» أن «جيش الأبابيل أكبر الفصائل في المنطقة اختار الخروج إلى درعا، فيما اختارت فصائل أخرى جرابلس أو إدلب في الشمال وجهة لها». ومع خروج مقاتلي المعارضة من بيت سحم وببيلا ويلدا يكمل النظام سيطرته على الجهة الجنوبية الشرقية من دمشق. وينهي اتفاق الترحيل هدنة كانت وقعتها الفصائل المسلحة مع النظام منذ نحو أربعة أعوام، كانت تقضي برفع الحصار وفتح معبر لتنقل نساء وأطفال القرية، والسماح لبعثات الإغاثة الدولية بالدخول إليها. وقال مدير شبكة قاسيون وريفها حاتم الدمشقي في اتصال مع «الحياة»، إن «الفصائل ومدنيين بدأوا التحضير للخروج إلى عدة وجهات». وأعرب الصحافي عن أسفه لمغادرة المنطقة التي عاش فيها طويلاً على رغم السنوات الأخيرة الصعبة، مشيراً إلى أن «اتفاق الهدنة الأول جاء عقب حملة حصار وتجويع استمرت لمدة سنة قضى خلالها أكثر من 220 شهيداً جوعاً، واضطر الناس إلى أكل القطط وأوراق الأشجار». وفي حين لم يعرف بعد العدد الإجمالي للمغادرين من البلدات الثلاثة، بات مؤكداً أن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل سوف يخرجون بسلاحهم الفردي مع عائلاتهم، وتنتشر في المنطقة إضافة إلى «جيش الأبابيل» كل من جيش الإسلام ولواء شام الرسول وفرقة دمشق، والفرقان، وحركة أحرار الشام، إضافة «أكناف بيت المقدس» وهي مجموعة فلسطينية صغيرة. وفي غضون ذلك، واصل النظام حملته العسكرية على جنوب دمشق لليوم الحادي عشر على التوالي، وشن عشرات الغارات الجوية على مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود. وذكر الإعلام الحربي المركزي التابع للنظام «أن القوات الموجودة في المزارع الفاصلة بين المأذنية والحجر الأسود التقت مع القوات في محيط منطقة الجورة شمال العسالي، وبالتالي عزلت كل من مناطق العسالي، الجورة، سادكوب، إكثار البذار عن مخيم اليرموك والحجر الأسود»، ونشرت وكالة «سانا» الحكومية صوراً للمناطق التي سيطر عليها النظام والميليشيات الحليفة له، وعدداً من الأنفاق التي كان يستخدمها مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي في حي القدم. وفي ظل تواصل القصف على المخيم، لفت مقيمون فيه وفي بلدات يلدا وبيت سحم وببيلا إلى أوضاع مأسوية مع استمرار القصف و «عدم القدرة على دفن الجثث جراء كثافة القصف الذي أجبر السكان التزام الملاجئ والأقبية». وأكدت مصادر في اتصال مع «الحياة» أن «لواء القدس الفلسطيني وجيش التحرير يسعيان إلى التقدم من غربي مخيم اليرموك وشارع الثلاثين إلى داخل المخيم»، وأظهرت صور دماراً هائلاً في عدة أحياء من المخيم، في حين تحدث معارضون عن «استخدام أنواع جديدة من الصواريخ والقذائف تحدث دماراً هائلاً من دون أصوات قوية» في الحملة الحالية على المخيم والتضامن.
مشاركة :